منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - صاحبة الحجر
الموضوع: صاحبة الحجر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-03-01, 10:09   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
close friend
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Flower2 تكملة للقصة

في اليوم التالي التحق خالد بمكتبه و عند دخوله وجد سليم في انتظاره :
ـــ أهلا يا سليم أعلمتني الممرضة بوصولك .. هه هل من جديد ؟
ـــ هذا ما أطلبه عندك
ـــ أنا لا جديد لدي .. أم تقصد صاحبة الحجر ؟
ـــ بدأت تفهمني
ـــ طبعا مادام حديثك كله عنها ... الجديد يا أخي قد لا يسرك
انتفض سليم قائما :
ـــ خيرا .. ماذا ؟ هل صحتها في تدهور ؟
ـــ كلا لكن ...
يقاطعه سليم :
ـــ ألم تقل لي أنها تحسنت ؟
ـــ أجل لكن ...
يقاطعه سليم ثانية :
ـــ ألم تقل أنها قوية ؟
ـــ أرجوك يا سليم أترك لي الفرصة لأكمل حديثي
ـــ تكلم من يمنعك ؟
ـــ إن لم تلتزم الصمت فلن أتكلم ..
يلتزم سليم الصمت و علامات القلق بادية عليه . يقف خالد و يجلس على الكرسي المقابل لسليم :
ـــ كل ما في الأمر أن الغرفة لا تروق لها و هي ترغب في العودة إلى الغرفة الأولى و كما تعلم فهذا غير ممكن كون أن حالتها قد تحسنت .
ـــ هه .. أوقفت قلبي ظننت أن الأمر خطيرا
ـــ أنت من تسّرعت قبل أن أجيبك ..
ـــ خالد إن كانت لم تطق الغرفة فلما لا تلتحق بمستشفى خاص
ـــ لو كانت تريد مستشفى خاص ما كانت لتلجأ إلينا و ما انتظرتك لتقترح عليها ذلك.
طأطأ سليم رأسه مفكرا .
ـــ سليم أرى أن الأمر أصبح جادا
لا يرد سليم عليه .
ـــ سليم ..
ـــ آه .. نعم ؟
ـــ أقول أنني أرى أن الأمر أصبح جادا
ـــ لا لا .. كل ما هنالك أن ...
ـــ أن ماذا ؟
يجلس سليم :
ـــ خالد قل لي كيف يمكننا تخليصها من هذا المشكل ؟
ـــ كيف يمكنك لا كيف يمكننا
ـــ ما ظننتك أنانيا تهتم بمشاكلك فحسب .
ـــ يبدو أنك لا تنظر بعين العقل يا سليم فهذه بالنسبة لي مريضة كباقي المرضى و لا يمكنني أن أعاملها معاملة خاصة و أوفر لها غرفة خاصة ... لماذا أفعل هذا ؟ بالله عليك أجبني ... !!
يلتزم سليم الصمت ، ثم يقول خالد :
ـــ أنا سأجيب بدلا عنك أنت تتحدث الآن بلغة العاطفة و تنظر بمنظار العاطفة و لك الحق في أن تتدخل لتحل مشكلها هذا إن سمحت هي لك أما أنا فغير ممكن بل مستحيل .
ـــ أجل هذا صحيح .. سأحدثها و سنجد حلا لهذا المشكل ...
يتجه سليم صوب الباب ثم يستدير :
ـــ و لكن ماذا سأقول لها ؟
ـــ بل قل بأية صفة ستقابلها و هل ستسمح لك بمحادثتها
ـــ طبعا أعلم هذا و إلا ما الذي لفت انتباهي و يعجبني فيها لولا الالتزام ؟
ثم يقول :
ـــ اسمع لدي فكرة و لن تنجح ما لم تساعدني
ـــ أسمعني
ـــ سأحجز لها غرفة بمستشفى خاص و تخبرها أنت بذلك و تقول أن فاعل خير مجهول قام بذلك الحجز بعد أن علم بوضعها ... ما رأيك ؟
ـــ طبعا كلاما غير معقول ... أتحسب نفسك بأوربا أو ربما تقوم بتمثيل فيلم
ـــ إلى هذا الحد الفكرة مستحيلة ؟ خالد جرب لعل و عسى ...
ـــ طيب و إن قالت كيف علم بشكواي ؟
ـــ قل أن إحدى الممرضات ذكرت ذلك لأحد أقربائها و هو رجل يحب فعل الخير
ـــ و إن قالت من هو و أصرت على معرفته ؟
ـــ طبعا أنت لا تعرفه فالممرضة هي التي ذكرت له ذلك و قام هو بدفع المبلغ دون ذكر اسمه حتى يضاعف أجره عند المولى و الممرضة ترفض كشف اسمه لأنها وعدته و كل ما قالته أنه شيخ هرم محكوم عليه بالموت بعد أيام قلائل لإصابته بمرض مميت
ـــ لماذا شيخ هرم ؟
ـــ كي تطمئن أنه لا يريد منها غرضا
ـــ ستطلب مقابلة هذه الممرضة
ـــ فلتقابلها
ـــ كيف ؟
ـــ أ ليس في المستشفى ممرضات ؟
ـــ بلى
ـــ أصدق الممرضات و أوفاهن تقوم بالدور
ـــ و أهلها ؟
ـــ تحدثهم أنت و تعيد نفس التفاصيل السابقة الذكر
ـــ لا لا ... لست موافق يا سليم .. كل هذه القصة من أولها إلى آخرها لا تريحني
ـــ خالد ليست جريمة
ـــ أعلم .. و أفهمك .. لكنني غير مرتاح لكل هذا
ـــ رغم أن كل أفكاري كانت تعجبك دون نقاش
ـــ هذا عندما كانت بعين العقل لكن هذه الفكرة أعدمت العقل تماما
ـــ ألديك حلا آخرا ؟
ـــ كلا
ـــ إذن ؟
ـــ إذن ماذا ؟
ـــ قلت أنني غير موافق .. و لا تناقشني
ـــ أرجوك يا خالد فلنحاول
ـــ يا أخي إن كنت تحبها إلى هذا الحد فلتتقدم إلى أهلها و تتزوجها عندها يمكنك أن تفعل كل ما تريد في ضوء النهار .
ـــ أحبها !! أتزوجها !! من قال أنني أحبها ؟
ـــ أرجوك .. كل ما فيك يقول ذلك فقط لسانك يرفض البوح به
ـــ إنك تخلط الأمور
ــ بل أنت من تغالط نفسك و لست أدري لماذا فالفتاة ليست سيئة بل بالعكس ... فليس بها ما يعاب و وجهها حقا مريح و جميل و هي خفيفة الروح قوية متفائلة و تحس أنها ابنة نسب .
ـــ ياااه .. في ظرف أيام لاحظت كل هذا !!
ـــ لا تحاول التهرب كعادتك من موضوع الزواج
ـــ لست أتهرب خاصة و أنه سنة رسول الله و من رغب عنها فليس منه ؛ فكيف أرفض أنا ذلك .. فقط أنك فاجأتني ...
ـــ ربما لأنك لم تكن تفكر بها إلا كفتاة لفت انتباهك التزامها
ـــ أجل يا خالد و أريد مساعدتها لأجل هذا ... فغير معقول أن لا نساعد بعضنا إلا بغرض الزواج ...
يشبك سليم أصابعه و هو يحاول الاتكاء على ساعديه :
ـــ اعلم يا خالد أن لهفتي عليها كلهفة إنسان مؤمن سواء كان امرأة أو رجل خاصة بعصرنا ؛ فقلة قليلة إن لم أقل معدومة من لازالت ترحم المؤمن الملتزم فهو إذن أكثر حاجة للمساعدة من غيره لأن التزامها الذي كان في عهد رسول الله مفخرة و مفتاح الجنة ؛ في عصرنا الضائع هذا أصبح وصمة تخلف و تغريب .
بدت على سليم ملامح الحزن و حينها ابتسم خالد :
ـــ ياااه قلبتها تراجيديا حقيقية ... لم أرك أبدا على هذه الشاكلة ما الذي حدث ؟؟
ـــ الذي حدث أنني كنت دوما آمل أن يتحسن الوضع دون أن أتعصّب أو أُعقد الأمور فصرت أتخذ كل شيء ببساطة و أعامله بمرونة ؛ لا أفرض رأيي و لا أتأفف من رأي غيري أساير الكل و إن كان ملحدا طبعا دون أن أترك التزامي و أحاول أن أطبق الآية " و جادلهم بالتي هي أحسن " " و لو كنت فضا غليظ القلب " عودت نفسي على ذلك دون ترك الهدف و الغاية المنشودة ...
ـــ ألديك هدفا آخرا غير ما يخص عملك ؟
ـــ طبعا و هو أن يعود المسلمين للدين الصحيح ؛ للبه و لكل ما يحويه من سهل أو صعب مع أنه ليس به ما هو صعب و لكن الشيطان يصعبه في النفس الضعيفة .
ـــ صدقت و الله صدقت فليس في الإسلام صعب و لكن الشيطان يصعبه في النفس الضعيفة و ما أكثر هذه الأخيرة ... لكن يا سليم من هم مثلك و مثل تلك الفتاة يتعبون بزمننا هذا .
ـــ أليس ما يُنال بالتعب يكون أحلى " أم حسبتم أن تقولوا ربنا الله
ـــ غلبتني في هذه
يستلقي سليم على الأريكة شارد الذهن
ـــ لا تشغل بالك كثيرا يا سليم و لتستمر على نفس المنوال الذي ذكرته قبل حين و هو تبسيط الأمور و محاولة مسايرة كل الخلق دون ترك التزامك
ـــ لكنني أحيانا أحس بالحزن على حالنا هذا أحس كمن ينفخ ببالون مثقوب .
ــ لا لا يا سليم ألم تذكر لي يوما أن بأسلوبك هذا استطعت إقناع أحد المغتربين العرب بالالتزام بعد أن كان قد ترك صيام رمضان ، و عن ذلك الاسباني الذي اعتنق الإسلام بعد تعرفه عليك لمدة أسبوعين فحسب ، ألا يكفيك هذا للترويح عن نفسك و للصبر على مشقة الطريق ؟
ـــ لكن العالم ليس مغتربا و لا إسبانيا فقط ؛ العالم ملايين من البشر و رغم كل ذلك ما يحزنني هو حالنا نحن المسلمين القاطنين بديار الإسلام ما الذي يمنعـنا عن الالتزام ؟! تجد أحدهم لا يصلي و لا يزكي و لا يصدُق الحديث و العمل ولا الوعد و يزني و يكشف عورته و يأكل الحرام و أكثر من كل هذا ثم يقول أنا مسلم ما الذي يربطه بالإسلام !!؟؟
تطرق الباب إحدى الممرضات :
ـــ دكتور أنت مطلوب في الغرفة 11 حالة طارئة
يقف و يستأذن من سليم :
ـــ حسن .. سنلتقي في المساء
ـــ إن شاء الله
يخرج خالد مسرعا ، و بعدها يغادر سليم المستشفى .









رد مع اقتباس