منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - (إيران) .. الخطر القادم من الشرق !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-12-13, 22:00   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وهذه شهادة أخرى :

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

النظام التركي وازدواجية المواقف

شبكة البصرة

الدكتور غالب الفريجات

ارادت تركيا الدولة ان تطرق باب المنطقة العربية، من خلال سياسة العلاقات العامة، والتي تبدو انها تسعى فيها لتحقيق التقارب مع الوطن العربي، من خلال بوابة فلسطين/غزة تحديداً، بالمواقف اللفظية، والتي لا تتجاوز في حدودها، او تمس المصالح الجوهرية للنظام التركي مع الكيان الصهيوني، والامبريالية الغربية وتحديدا المواقف الامريكية، وحتى موقفها من غزو العراق واحتلاله، في رفض ان تكون بوابة مباشرة للغزو والاحتلال، على الرغم ان القواعد الامريكية في تركيا، كانت مساعدة للعمليات العسكرية الامريكية اثناء الغزو، لان تركيا لا تملك اية عملية تحجيم لممارسة هذه القواعد لدورها.

لايشك احد في ان لتركيا مصالح مع الدول العربية، وانها تحن الى النفوذ الاستعماري، الذي كان يغلف بالاسلام، في الوقت الذي عمل على تدمير الوطن العربي، بحيث ان ما نعانيه اليوم من تخلف، نتيجة لحجم الدمار الذي خلفه الاستعمار التركي الذي يطلق عليه البعض بالبغيض، والذي دخل الوطن العربي وهو يمتاز بنهضة علمية وحضارية، وكانت هناك فجوة حضارية بين الحاكم والمحكومين، انتهت كما يقول احد المؤرخين ـ دخلت تركيا الشام/دمشق وفيها مئات الوراقين/المكتبات، وخرجوا منها ولم يبق فيها وراق واحد ـ

تركيا بعد العدوان على غزة كانت مواقف اردوغان فيها من خلال الدعم الاعلامي والمواقف اللفظية، قد دغدغت عواطف المواطنين العرب، الذين كانوا يتوقون لمواقف عربية رسمية، رداً على العدوان الصهيوني على غزة، وخاصة في مواجهة شمعون بيرس، في الوقت الذي بلع فيه عمرو موسى لسانه، ولم ينبس ببنة شفة، وماتت الرجولة عند الحكام العرب.

النظام الاسلامي التركي يقيم علاقات تكاد تكون مميزة مع سوريا على جميع الاصعدة،وسرعان ما وقف ضد النظام السوري في المواجهات الجارية في الشارع السوري، وبدا انه حامي حمى المواطنين السوريين، كما حاول سابقا في موضوع العدوان على غزة، بسبب العقلية الاستعمارية التي ما زالت راسخة في ثقافة هؤلاء السياسيين، وان تغطوا بالاسلام، على الرغم انه يجب على تركيا ان تخجل من هذا التاريخ الاسود، الذي كانت نتائجه مدمرة على الوطن العربي، في جميع المناحي السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية، وان الموقف التركي الرسمي هذا، ينسجم مع المواقف الغربية، وخصوصاً الولايات المتحدة.

عبدالله غول رئيس الجمهورية يرحب بمقتل ابن لادن، وهو يعتبره ارهابياً على طريقة المخابرات الامريكية، فقد كان ابن لاداً مجاهدا في نظر هذه المخابرات الامريكية، عندما كان يقاتل الاحتلال السوفييتي لافغانستان، ولصالح امريكا، وكان حرياً بتركيا ان تنأى بنفسها عن هذا الموقف، حتى وان اختلفت مع ابن لادن، لكن ما قامت به الادارة الامريكية في التعامل مع جثته، كان احتقاراً للاسلام والمسلمين، عندما القت بجثته في البحر، وكان من المفروض ان يجد هذا الموقف الامريكي البغيض، مواقف صلبة ضد عملية الاستهانة، التي مست مشاعر العرب والمسلمين، فلا احد يملك تجريد ابن لادن من اسلاميته، الا اذا كان اسلامه امريكياً.

تركيا الدولة ذات العلاقات الاستراتيجية مع الكيان الصهيوني، تبيعنا مواقف علاقات عامة، من خلال المواقف اللفظية، وذات العلاقة الاستراتيجية مع الادارة الامريكية واوروبا تنطلق من مصالحها الخاصة والتي لن تكون بعيدة عن الحنين لارثها الاستعماري، ونحن لا نطالب بمواجهة تركيا ولا حتى ايران، الا اننا نطلب منهما ان يكفا نواياهما العدوانية عنا، سواء فيما يتعلق بمشاركة الفرس للامريكان في احتلال العراق، وبيعنا لغة ثورجية في عداء " اسرائيل"، او في المواقف الاعلامية التركية ضد " اسرائيل "، في الوقت الذي تقيم علاقات استراتيجية عسكرية واقتصادية مع الكيان الصهيوني.

نحن مع علاقات ايجابية مع تركيا وايران، خالية من المصالح القومية العدوانية، وبعيدة كل البعد عن استغفالنا، بحيث يتم بيعنا مواقف لفظية، في الوقت الذي تكون فيه العلاقات استراتيجية مع اعداء الامة، من صهاينة وامبرياليين، ومن يرقص في الحضن التركي او الفارسي منا على الرغم من هذه المواقف، فهو ليس اكثر من طابور خامس يبيع نفسه بثمن بخس، وهؤلاء باتوا مكشوفين وان مارسوا الازدواجية اللغوية في مواقفهم.

الاسلام التركي والفارسي بات معادياً لجوهر الاسلام، وهو يغلف مواقفه السياسية بالدين زوراً وبهتاناً، فأي اسلام هذا الذي يقف في خندق الاحتلال الامريكي والصهيوني في فلسطين والعراق، وعن اي اسلام نتحدث وتركيا دولة محتلة لاجزاء من الوطن العربي، كما هي ايران في العراق والاهواز والجزر العربية، ونواياها العدوانية المستمرة التي لا تتوقف عند حدود البحرين فحسب، فلا نريد من اي طرف ان يبيعنا مواقف ليست نتائجها الا كلام في كلام، وان يتم استغفالنا بهذه المواقف، في الوقت التي تصب فيه في خندق المصالح العدوانية.

علينا ان نكون اكثر حرصاً في شراء المواقف، وخاصة من دول الجوار الاسلامي تركيا وايران من جهة، وان لا ننسى اننا امة مهددة بوحدتها واحتلال اراضيها، في فلسطين والعراق والاهواز ولواء الاسكندرونة، وبقية الاطراف المقضومة هنا وهناك من جهة اخرى، فلن تنفعنا هذه المواقف اللفظية التي نسمعها من النظام التركي الاسلامي العلماني، ومن نظام الملالي في طهران، فهذه المواقف ليست جذرية، ولا تتقدم خطوة عملية واحدة، على طريق الوحدة والتحرير، وعلينا ان نعي تماماً ما حك جلدك مثل ظفرك.


شبكة البصرة

الجمعة 17 جماد الثاني 1432 / 20 آيار 2011









رد مع اقتباس