تحدتنا في المرة السابقة عن اسباب الوسواس ..ونتطرق اليوم الى العلاج الدي يكمن في شيئين
اساسين وهما العلاج الشرعي الرباني (القرأن و السنة ) و العلاج النفسي (الدي يضم العلاج الدوائي و السلوكي) .
اتفق الكتير من ان شفاء المسوس بعد مشيئة الله يكون سببه الاول الموسوس نفسه واعتقاده نعم اخي فلا تستغرب فالدواء و الطبيب وغيرها ما هي الى دوافع ومساعدات نحو العلاج فالخلل كامن في دائرة تفكير المريض فالدواء يضيط التوازن لبعض افرازات العقل واهمه السيروتونين كما دكرنا سابقا والعلاج السلوكي يضبط تفكير المريض و ونظرته الى سلوكياته وتصرفاته وتبقى ارادة المريض وعزمه هي دلائل الشفاء
فدعونا مع اول علاج الا وهو العلاج الشرعي :
بصفتنا مسلمين و وبالرجوع الى قول ان احد سببية الوسواس من الشيطان واستدلالا بقول الله تعالى في ايات تحضرني الان
' اِنا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا ' وقوله ايضا " واستفزز من استطعت عليهم بخيلك و رجلك " وقوله "الدي يوسوس في صدور الناس من الجنة و الناس " كان لا بد من ضحظ مكايده و وساوسه .. حتى بعض العلماء يقول ان الشيطان يوسوس للشخص بداية ولما يجعله يقتنع ويستسلم لوساوسه يتركه يتخبط في دائرة تفكيره كالدي يوسوس له بتدخين سيجارة تم يترك الادمان يدبحه فالموسوس مدمن افكار تسلطية والمدخن مدمن نيكوتين لدلك ارشدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالتحصن قبل واتناء الوسوسة .
علاج عام في القول و العمل :
لا اريد عمل محاضرة ولا قراءة رقية شرعية فالاقبال على الله مجلب للرحمة والسكينة فتصفو النفس و تطرد الشاطين فتدهب الوساوس ومن لم يجعل الله له نور فما له من نور.انه علاج من السماء كتاب الله وعلاج نبوي من استعادة وادكار وليست مختصة للمريض وحده بل كلنا فالوقاية خير من العلاج الدي يكمن في الالتزام بمنهج المصطفى قولا و فعلا و تطبيقا
"من عمل صالحا من دكر او انتى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة "
علاج عملي سلوكي :
امر المصطفى صلى الله عليه وسلم للدي تأتيه الوساوس في الصلاة بالنفت على يساره تلاتا مع الاستعادة وقال له ان الشيطان ( والمسمى حنزب ) ياتي احدكم ل يشوش عليه صلاته وهدا علاج سلوكي لصرف الاستجابة القهرية وقال صلى الله عليه و سلم لاخر يشك في وضوئه ان لا يخرج من المسجد ما لم يجد ريحا او يسمع صوتا.. وجاء الصحابة يشكون من حديت نفس ب امور مخلة في العقيدة فقال النبي صلى الله عليه و سلم الحمد لله الدي رد كيده الى الوسوسة.. ومنها قوله صلى الله عليه و سلم فليقل أمنت بالله و لينته . دليل لمنع الاستجابة وتجاهل الافكار والانتهاء منها قدر المستطاع لانها لا تضر شيئا
ولنذكر هذه القاعدة استخلاصا ( معاناة خفيفة في تجاهل خير من معاناة شديدة في تنازل ) .
واقرأ هاتين القصتين عن بعض سلف هذه الأمه لتعلم مقدرا حذر العلماء من الوسواس .
يروى أن أحد العلماء دخل المسجد ليصلي فوسوس له الشيطان أنه على غير وضوء .فهم العالم بالرجوع ليتوضأ .. ولكنه انتبه ثم قال :
( مابلغ بك النصح إلى هذا ) .يقصد الشيطان فدخل المسجد وصلى ولم يتوضأ .
أما القصة الثانية..فهي أن أحد العلماء كان يصلي يوما فجاءه الشيطان ووسوس له أنه على غيروضوء ! فأشار العالم بإصبعيه السبابة والوسطى وحركهما .. فلما فرغ من صلاته قالو له ما بلاك اشرت اهي من الصلاة فقال جائني الشيطان يوسوس ولن اقتنع بوساوسه إلا لما ياتي لي
بشاهدين عدلين ومجازين
.
فاعلم أن الشفاء من الوسواس لن يتأتى إلا إذا استطعت أن تتغلب عليه في أشد الظروف بعد توفيق الله
ونلقي الان الضوء على العلاج المعرفي السلوكي ونقول بعد الاستقصاء لكلام العلماء ان الطريقة الوحيدة الناجعة بصدق في علاج الوساوس
والقهورات هي
التعرض مع منع الاستجابة القهرية Exposure and ResponsePrevention
والعجب ان هده الركيزة الأولى للعلاج المعرفي السلوكي قالها الإمام علي رضي الله عنه وعن سائر صحابة رسول الله وهي :
"إذا هبت أمرا فقع فيه، فإن شدة توقيه، أعظم من الوقوع فيه"
أي التعرض التدريجي لما تخاف منه مع منع الهروب ومعنى دلك هو .. هدا ما سنراه في الجزء التاني للعلاج السلوكي في الطب النفسي
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته 