منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - المولد النبوي الشريف الاحتفال به والدليل على جوازه
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-02-28, 12:21   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
صالح القسنطيني
عضو فضي
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم الذهبي وسام القلم المميّز عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليك و رحمة الله و بركاته و بعد، قال تعالى: ( قل إن كنتم تحبون الله فتبعوني يحببكم الله ويغفرلكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) قال الفضيل بن عياض هذه الآية تسمى آية المحنة، لأن الله امتحن بها أقوما قالوا نحن نحب الله، فجعل الدليل القاطع على صدق محبتهم لله فهو اتباعهم لنبيه عليه الصلاة و السلام. و قال العلامة ابن عثيمين: يحق لنا أن نكذب من ادعى صدق محبته لله، إن لم يكن متبعا لنبيه عليه الصلاة و السلام.

ثم اعلم أن في كلامك الذي قلته ملاحظات و انتقادات كثيرة أذكر منها - و بالله استعين -

من البدع الحسنة الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم،

اعلمي أن لا وجود لبدعة حسنة في ديننا الحنيف، و ذلك أن رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم و هو أعلم منا بشرع الله و هو أفصح من تكلم العربية قالك (كل بدعة ضلالة) و لا يخفى عليكم أن كل من ألفاظ العموم و الشمول.

و قد قال شيخ الإسلام مالك بن أنس - صاحب المذهب المالكي- : من زعم أن في الإسلام بدعة حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة؛ لأن الله تعالى يقول: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ) ثم قال: ما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً )

وقد ثبت أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة

اقتباس:
فهذا العمل لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا فيما يليه،
هذا دليل قوي و قاطع في أن ذلك الاحتفال بدعة منكرة، لأنه لم يكن في أفضل القرون على الإطلاق، و هم أفضل منا علما و عملا و أكثر منا اتباعا لنبينا عليه الصلاة و السلام، و لو كان هذا الاحتفال خيرا لسبقونا إليه. و يكفي ما قاله الإمام مالك (( ما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً))

اقتباس:
إنما أحدث في أوائل القرن السابع للهجرة، وأول من أحدثه ملك إربل وكان عالمًا تقيًّا شجاعًا يقال له المظفر.
اعلمي أن أول من أحدث هذه البدعة هم الدولة العبيدية الرافضية الباطنية دولة الزنادقة و الملحدين، لما أظهروا من الأمور المنكرة الشيء الكبير، و حتي لا يسخط عليهم الناس، أرادوا استعطافهم بهذه البدعة، إيهاما بأنهم يحبون رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم.

ثم قولك: (وأول من أحدثه ملك إربل وكان عالمًا تقيًّا شجاعًا يقال له المظفر.) هل هذا أفضل من رسول الله عليه الصلاة و السلام و أفضل و من أبي بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم ؟ من قال هو أفضل كفر، و من قال بل هم أفضل منه و هو الحق، اقول: هم أفضل منه و تركوا هذا الاحتفال. فمن أولى بالإتباه هم أم هو و إن كان على ما ذكرت من العبادة و الوهد. و صدق ابن عباس حين قال: (تكاد تنزل عليمن حجارة من السماء أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم، و تقولون قال أبو بكر و قال عمر) و هذا مع أبي بكر و عمر فكيف بمن هم دونهما بكثير.

اقتباس:
جمع لهذا كثيرًا من العلماء فيهم من أهل الحديث والصوفية الصادقين.
هؤلاء لن يصلوا إلى درجة الصحابة و علماء السلف في القرون المفضلة، و قد أجمع السلف قاطبة على ترك هذا الاتحفال و هم أفضل من هؤولاء بدرجات، و إجماع السلف حجة و معصوم بنص حديث رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم (لا تجتمع أمتى على ضلالة) و المقصود بالأمة هنا علماء السلف حتما.

اقتباس:
فاستحسن ذلك العمل العلماء في مشارق الأرض ومغاربها، منهم الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني، وتلميذه الحافظ السخاوي، وكذلك الحافظ السيوطي وغيرهم.
هذه عدوى عريضة، بل تتابع إنكار العلماء قديما و حديثا لهذه البدعة من أصحاب المذاهب و أهل الحديث و غيرهم و كلامهم موجود يطلب من مظانه لمن أراده.
و أما هؤلاء العلماء - رحمهم الله - الذين ذكرت فاعلمي أن كلام و استحسان العالم يستدل له و لا يستدل به عند الخلاف و النزاع، فإن كان كلام السلف عند الخلاف ليس حجة مطلقا بل الحجة في كتاب الله و سنة رسول الله عليه الصلاة و السلام، فمابالك بهم هم دونهم بكثير و ابن حجر و السيوطي و السخاوي ، ليسوا بأفضل من الصحابة.
اقتباس:
وذكر الحافظ السخاوي في فتاويه أن عمل المولد حدث بعد القرون الثلاثة، ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار في المدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم.
هذا كلام عالم، و عند الخلاف كلام العلماء يستدل له و لا يستدل به، و نقول ما قال الإمام مالك (كل يؤخذ من قوله و يرد إلا صاحب هذا القبر)

و كلامك الباقي مجرد نقلات عن علماء و هي تندرج في قولنا كلام العالم يستدل له و لا يستدل به، و قول الإمام مالك 0كل يؤخذ من قوله و يرد إلا صاحب هذا القبر))

ثم من أعجب العجاب أن الله ارشدنا عند و التنازع الخلاف بالرجوع إلى كتابة و سنة نبيه و فقال (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير و أحسن تأويلا) و ليس في كلامك إلا كلام بعض العلماء و لم تذكري نصا من كتاب الله و لا من سنة رسول الله عليه الصلاة و السلام مستدلة به على زعمك و أما الحديث الذي ذكرته فهو في واد و كلامك في واد آخر.

و السلام عليك و رحمة الله و بركاته.









رد مع اقتباس