جثمان الأديب عمر البرناوي يوارى التراب ببسكرة
شيعت جنازة الأديب الجزائري عمر البرناوي مساء اليوم الأربعاء إلى مثواه الأخير في موكب جنائزي مهيب بمسقط رأسه بمدينة بسكرة.
وحضر مراسم الدفن بمقبرة حي البخاري ممثل رئيس الجمهورية وزير الصحة والسكان و إصلاح المستشفيات سعيد بركات وحشد غفير من ممثلي المجتمع المدني ووجوه ثقافية وبرلمانيين والعديد من رفاق الفقيد وأفراد من عائلته.
وألقى السيد بركات كملة ذكر في مستهلها أنه موفد من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لتقديم واجب العزاء لعائلة المرحوم مضيفا بأن البرناوي رغم رحيله بالجسد فانه “سيبقى شامخا ورمزا للوطني الفذ”.
وبالمناسبة قام الأديب رابح حمدي بتلاوة كلمة تأبينية نيابة عن الأسرة الثقافية الوطنية ضمنها التعبير عن أسمى معاني العرفان لمكانة الفقيد في حقل الثقافة مشيرا إلى أن البرناوي رجل الأخلاق الرفيعة والتسامح.
وكان رئيس الجمهورية مثلما أفاد بركات وضع طائرة خاصة لنقل جثمان الفقيد من الجزائر العاصمة الى مدينة بسكرة.
وللتذكير فان الفقيد البرناوي انتقل إلى جوار ربه زوال أمس الثلاثاء بمستشفى عين النعجة العسكري اثر مرض عضال.
المصدر: وكالة الأنباء الجزائرية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامات المجد
من أجلك عشنا يا وطني *** نفدي بالروح أراضينا
قد كنا أمس عمالقة *** في الحرب نذل أعادينا
و انا اليوم عمالقة *** في السلم حماة مبادينا
أبطالا كنا لا نرضى *** غير الأمجاد تحيينا
نزهو بالماضي في ثقة *** والحاضر يعلو ماضينا
فجرنا الثورة من أزل *** سجل يا دهر معالينا
والنصر الأكبر كان لنا *** مجدا من صنع أيادينا
جيش التحرير و جبهته *** كانا ضوأين بداجينا
قالا:في البدء كرامتنا *** و الشعب يسود هنا فينا
خيرات الشعب نقسمها *** فينا بالعدل موازينا
والدعم المطلق نبذله *** للشعب الرافض تدجينا
يا سائل..عرب منبتنا *** دين الإسلام يواخينا
هامات المجد مرابعنا *** و الله الحافظ يحمينا
من أجلك عشنا يا وطني *** نفدي بالروح أراضينا
شعر الأستاذ : عمر البرناوي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
الشروق اليومي
الشاعر الأديب عمر البرناوي
ووري التراب، جثمان الشاعر الأديب عمر البرناوي، عصر الأربعاء، بمقبرة البخاري في بسكرة.
جثمان الفقيد، شيّع في موكب جنائزي مهيب، حضره مئات المشيعين يتقدمهم وزير الصحة السعيد بركات، ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ولخضر بن تركي، مدير ديوان الثقافة والإعلام ممثلا لوزيرة الثقافة خليدة تومي وكذا السلطات المحلية لولاية بسكرة وجمع غفير من رفاقه وأصدقائه من بينهم الشاعر سليمان جوادي وسالم زواوي الذي كان نائبا له لما كان على رأس جريدة (ألوان) وغيرهما من الشعراء والنشطين في الحقل الثقافي بصفة عامة.
وكان جثمان الفقيد، قد وصل صباح أمس إلى بسكرة، على متن طائرة عسكرية رفقة أفراد من عائلته، بعدما طالته المنيّة أمس الأول بالمستشفى العسكري عين النعجة، إثر مرض ألمّ به منذ 5 سنوات، زادت تداعياته مؤخرا.
وتزامنت وفاة البرناوي واليوم الذي تقرّر فيه نقله إلى فرنسا للعلاج على متن طائرة خاصة بأمر من الرئيس بوتفليقة في هذا الصدد يقول ابنه البكر أحمد البرناوي للشروق: "لقد حدثني والدي معلقا على التفاتة الرئيس تجاهه قائلا: أحيانا قد يخطئ المرء التقدير بين الصداقة والتوجه، لكن مهما يكن الأمر، فالواجب يفرض عليه أن يقول لمن أحسن إليه أحسنت؛ وكلفني بإيصال تشكراته لفخامة الرئيس".
رحل البرناوي صاحب رائعة "من أجلك عشنا يا وطني"، عن عمر ناهز 74 سنة، أفناه في خدمة الثقافة الجزائرية وعاش لأجلها، رحل وفي نفسه أمنية حلم بتحقيقها وهو على قيد الحياة، مفادها أنه قرّر تخصيص جناح في مسكنه العائلي ببسكرة كفضاء للنقاش الفكري الأدبي، وقد شرع في تجسيد الفكرة من خلال توسيع قاعة الاستقبال، لكن الأجل سبّاق يقول صديقه الطيب غربي (مدير ثقافة سابق) مضيفا أن الراحل البرناوي نجح في طبع مخطوطة "حوار مع جحش" في الثقافة والسياسة على نفقة وزارة الثقافة وكان ينوي توزيع نسخ منه على المثقفين قبل اللقاء بهم في منزله لمناقشته.
وحسب ذات المصدر، فإن الشاعر الراحل، كان همّه الوحيد ممارسة النشاط الفلاحي غير أن ذلك لم يكن له لأنه لم يجد بستانا يشتريه، رحل البرناوي دون تجسيد ملحمة أول نوفمبر، التي شرع في كتابتها، تاركا وراءه عائلة من 4 أبناء و3 بنات وزوجة كانت له السند القوي المتين في حياته، كانت امرأة وراء رجل صار عظيما بقوة إبداعه في الحقل الأدبي وكل ما له علاقة بالفن.
رحل تاركا وراءه أمنيات لم يحققها ليتحمّل ثقلها أصدقاؤه وابنه البكر أحمد، الذي أفصح لنا أنه سيعمل على تحقيقها.
عن تعاون البرناوي مع ديوان الثقافة والإعلام، يقول بن تركي: كان للديوان شرف العمل مع البرناوي، خصوصا في أكبر إنتاج عرفته الجزائر بعنوان ملحمة الجزائر (4 ساعات و17 دقيقة) وأيضا أوبرات رحلة حبّ التي كتبها المرحوم في الثمانينيات، تنبأ فيها بالعشرية الحمراء التي عاشتها الجزائر في التسعينيات، لقد كان البرناوي أكثر من أديب وشاعر وفنان، لخّص بن تركي كلامه.