منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الشمائل المحمدية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-08-30, 18:27   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي زهد النبي صلى الله عليه وسلم

زهد النبي صلى الله عليه وسلم

--------------------------------------------------------------------------------






زهد النبي صلى الله عليه وسلم


أخرج أحمد بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حصير. قال: فجلست فإذا عليه إزاره وليس عليه غيره. وإذا الحصير قد أثر في جنبه، وإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع، وقرظ في ناحية في الغرفة، وإذا إهاب معلق، فابتدرت عيناي فقال: ((ما يبكيك يا ابن الخطاب؟)) فقال: يا نبي الله، وما لي لا أبكي! وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أري فيها إلا ما أرى، وذاك كسرى وقيصر في الثمار والأنهار، وأنت نبي الله وصفوته وهذه خزانتك! قال: ((يا ابن الخطاب، أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا)) [قلت: بلى] .
وأخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرط سلم ولفظه:
قال عمر: استأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه في مشربة (غرفته) وإنه لمضجع على خصفة (ثوب غليظ جداً)، وإن بعضه لعلي التراب، وتحت رأسه وسادة محشوة ليفاً، وإن فوق رأسه لإهاباً عطناً، وفي ناحية المشربة قرظ، فسلمت عليه فجلست فقلت: يا رسول الله أنت نبي الله وصفوته وخيرته من خلقه، وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير؟! فقال: ((يا عمر إن أولئك قد عجلت لهم طيباتهم وهي وشيكة الانقطاع، وإنا قوم أخرت لنا طيباتهم في آخرتنا)).

وأخرج البيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت علي إمرأة من الأنصار فرأت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيفة مثنية، فبعثت إلي بفراش حشوه الصوف، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما هذا يا عائشة؟)) قالت: قلت: يا رسول الله، فلانة الأنصارية دخلت فرأت فراشك، فذهبت فبعثت إلى بهذا، فقال: ((ردَيه يا عائشة، فوا لله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة)).

وأخرج ابن ماجه والحاكم عن أنس رضي الله عنه قال: لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوف واحتذى المخصوف (أي النعل المخزوز بالإبر)، وقال: أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعاً، وليس حلساً خشناً، قيل للحسن: ما البشع؟ قال: غليظ الشعير، ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسيغه إلا بجرعة من ماء.

وأخرج ابن ماجه وابن أبي الدنيا عن أم أيمن رضي الله عنها أنها غربلت دقيقاً، فصنعته للنبي صلى الله عليه وسلم رغيفاً، فقال: ((ما هذا؟)) قالت: طعام نصنعه بأرضنا، فأحببت أن أصنع لك منه رغيفاً، فقال: ((رديه فيه ثم اعجنيه)).

وأخرج الطبراني عن سلمى امرأة أبي رافع رضي الله عنهما قالت: دخل علي الحسن بن علي وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم فقالوا: اصنعي لنا طعاماً مما كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم أكله، قالت: يا بني إذاً لا تشتهونه اليوم، فقمت فأخذت شعيراً فطحنته ونسفته، وجعلت منه خبزه، وكان أدمه الزيت، ونثرت عليه الفلفل فقربته إليهم وقلت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب هذا.

وأخرج أبو الشيخ ابن حبان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان الأنصار، فجعل يلتقط من التمر ويأكل فقال لي: ((يا ابن عمر، مالك لا تأكل؟)) قلت: لا أشتهيه يا رسول الله، قال: ((ولكني أشتهيه، وهذه صبح رابعة منذ لم أذق طعاماً، ولو شئت لدعوت ربي عز وجل فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر، فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يخبئون رزق سنتهم ويضعف اليقين؟!)) فوا لله ما برحنا حتى نزلت: ((وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (العنكبوت 60) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لم يأمرني بكنز الدنيا ولا بإتباع الشهوات، فمن كنز دنيا يريد بها حياة باقية، فإن الحياة بيد الله عز وجل، إلا وإني لا أكنز ديناراً ولا درهماً ولا أخبأ رزقاً لغد)).

وأخرج الطبراني عن عائشة رضي الله عنها قالت: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه لبن وعسل فقال: ((شربتين في شربة وأدمين في قدح؟! لا حاجة لي به، أما إني لا أزعم أنه حرام، ولكن أكره أن يسألني الله عز وجل عن فضول الدنيا يوم القيامة، أتواضع لله، فمن أتواضع لله رفعه الله، ومن تكبر وضعه الله، ومن اقتصد أغناه الله، ومن أكثر ذكر الموت أحبه الله)).


منقول