فكرت في كتابة هذا الموضوع منذ مدة ليست بالبعيدة وبالضبط منذ اجتماع الثلاثية الأخير في نهاية شهر سبتمبر المنصرم , وترددت كثيرا , ولكن لم أستطع مقاومة نفسي - الأمارة بالسوء - ولو أني أعتقد بأنها في هذه المرة لم تأمرني إلا بما هو خير المهم
موضوعي حول المسؤول الجزائري عموما ومن يطلون علينا عبر شاشات التلفزيون من حين لآخر خصوصا وبالأخص :
مدلسي , أويحي , خليدة تومي , جودي , وغيرهم الكثير وأولهم زعيمهم الذي علمهم السحر , بوتفليقة
هؤلاء لن أتحدث عن عملهم واخلاصهم للوطن , ولا عن أشكالهم , ولا عن ممتلكاتهم . ولكن سأتحدث عن ألسنتهم .
فعادة ما يطلون على المجتمع الجزائري وطبعا والأكيد - بحكم القنوات الفضائية - على المجتمع العربي برمته والعالم ودون أدنى إعتبار وإحساس بنا كشعب عربي وهم يتحدثون بالغة الفرنسية سواء تصريحا مباشرا للقنوات أو من خلال سماع الصوت الداخلي للاجتماعات المعروضة في التقارير .
سألت نفسي ألا يخجلون من أنفسهم ؟, أليس هناك قريب يردهم إلى جادة الصواب ؟, كيف لهم أن يقفوا أمام الكاميرات ويتحدثون بلغة الغير - وأي غير - وهم يوجهون الكلام لشعبهم العربي الذي جزء كبير منه - خاصة عندنا في الجنوب - لايتقنون هذه اللغة
بل وحتى إن كانوا يتقنونها فهم لايحبذون سماعها على الأقل ممن يمثلهم .
أوليس من العيب أن يتحدث راعي القانون وحامي الدستور في البلاد بما لم يرد في قانونه ودستوره - بحكم أن الدستور يحدد اللغة العربية اللغة الرسمية للبلاد - ؟
أوليس رئيس الجمهورية رمز من رموز الدولة ؟ . فكيف يسمح هذا الرمز لنفسه أن يكون أول من ينتهك ويعبث بدستور البلاد ؟
لاحظت البارحة اجتماعات هؤلاء المسؤولين بوزير الخارجية الفرنسي , وفي الحقيقة لو لم أكن أعلم بأنه في بلد عربي لقلت بأنه إما في زيارة لمقاطعة فرنسية كما هو حال - امارة موناكو مثلا - أو أنه في بلد لغته الفرنسية , لاوجود لأجهزة الترجمة , والحديث بين الأطراف يتم بطلاقة وعفوية تامة . فلو سلمنا بأن احترام الضيف يجعلنا نتحدث بلغته منعا لإحراجه . فهل كان سيفعل هو ذلك في فرنسا حتى لوكان يتقن العربية . الأكيد لا و ألف لا .
وحتى لايتهمني البعض بالتخلف فأنا لست ضد تعلم اللغات سواء كانت فرنسية أو انجليزية أوحتى صينية . بل أشجع على ذلك
لأن نبينا الكريم حثنا على تعلم لغة الغير حتى نأمن شرهم . ولكن ليس التفريط في لغتنا لأنها جزء من كياننا وكرامتنا التي ينبغي أن نحافظ عليها .