بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
امامة بنت الحارث ، امرأة من بني شيبان اشتهرت بالفصاحة والعقل وسداد الرأي عاشت في العصر الجاهلي ولما تزوجت بنتها بالحارث بن عمرو ملك كندة قدمت لها هذه الوصية المشهورة فقالت
اي بنية ، لو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى ابيها ، وشدة حاجتهما اليها ،كنت اغنى الناس عنه ولكن النساء للرجال خلقن ، ولهن خلق الرجال
أي بنية : انك فارقت الجو الذي منه خرجت وخلفت العش الذي فيه درجت ، الى وكر لم تعرفيه ، وقرين لم تألفيه،فاصبح بملكه عليك ، رقيبا ومليكا ، فكوني له امة يكن يكن لك عبدا وشيكا
أي بنية : احملي عني عشرة خصال تكن لك ذخرا وذكرا : الصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة ، والتعهد لموقع عينيه ، والتفقد لموضع انفه : فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم منك الا اطيب ريح ، والكحل احسن الحسن ،والماء اطيب الطيب المفقود
والتعهد لوقت طعامه ، والهدو عنه عند منامه : فان حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة
والاحتفاظ ببيته وماله ، والارعاء على نفسه وحشمه وعياله : فان الاحتفاظ بالمال حسن التقدير والارعاء والحشم جميل حسن التدبير
ولا تفشي له سرا ،ولا تعصي له امرا : فانك ان افشيت سره ، لم تأمني غدره ،وان عصيت أمره أوغرت صدره ثم اتقي من ذلك : الفرح ان كان ترحا ، والاكتئاب عنده ان كان فرحا فان الخصلة الاولى من التقصير والثانية من التكدير وكوني اشد ما تكونين له اعظاما ، يكون اشد ما يكون لك اكراما ، واشد ما تكونين له موافقة يكن اطول ما تكونين له مرافقة واعلمي انك لا تصلين الى ما تحبين ،حتى تؤثري رضاه على رضاك ، وهواه على هواك ،فيما احببت وكرهت والله يخير لك
فهل ترونها قصرت في وصيتها ؟