وقد سخّر بشر عقله في نظم قصائد تدخل في التاريخ الطبيعي يتحدث فيها عن مشاهد الطبيعة ودلالتها على قدرة الخالق...كما نظم شعراء من المعتزلة شعرا لم يكن بعيدا عن دوائر الشعر المألوف من المديح والغزل والهجاءوالرثاء والوصف بَيدَ أنهم طبعوه بطوابع جديدة من دقة المعاني ومن غرائب الأخيلة والصور.ومن أهم المشاكل التي عالجها الشعراء مشكلة الجبر والإختيار وفكرة التولد (وهو الفعل الذي ينشأ عن فعل آخر دون قصد)،وفكرة الجزء الذي لا يتجزأ وفكرة الجوهر الفرد.
يقول أبو نواس متغزلا ومحاورا ومجادلا نظراءه المعتزلة:
.restore td { border: 0pt none; padding: 0px; }
هكذا كان رقي الحياة العقلية في العصر العباسي ،وأثر نزعتها على القصيدة في تلك الفترة ،وما استحضر من شواهد في هذه الفقرات لقليل جدا نظرا لغزارة مادتها ،وما هيأته الظروف المساعدة لكل ذلك في هذا العصر.
من كتاب العصر العباسي الاول (بتصرف)