منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - يا كنة ... رفقا بعجوزك
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-30, 17:25   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شولاك
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية شولاك
 

 

 
إحصائية العضو










B12 يا كنة ... رفقا بعجوزك

ما يؤلم كثيرا ويحز في النفس ... أن تر الوالدة بعد تزويجها لابنها تزداد شقاء أكثر مما كانت عليه وهي ربانة البيت ... فبدلا من أن ترتاح بعد تزويج ابنها تجد نفسها في خضم معترك المساهمة في تكميل بيت ابنها وزوجته رغم استقلالهما البيتي عنها ... لتتحول من سيدة كبيرة تليق بها الراحة ووقوف من حولها على خدمتها إلى راعية للأطفال، حاضنة، حارسة عليهم في ظل انشغال الكنة وزوجها بالعمل أو سفرهما... ليصبح الصباح وآخر المساء موعد مرور الزوجين بسيارتهما إما لإنزال الأولاد أو قلهما؛ وقد يتكرما بالمرور عند الظهيرة ليلقيا نظرة معاينة على الأبناء وإلقاء شفاه باردة على خدود فلذات كبديهما.
لكن ... حنو الأم وحبها لابنها يدفعها للصبر على تقبل حراسة أبنائه ولا أقول تربيتهم ... فالكنة كلما أخطأ الطفل في تصرف إلا وألقت باللائمة على "عجوزها" بالقول: "تقلاش جداهم خسّرهم".
وكثيرا ما أسمع وأشهد غضب الكنة بسب أو بلاسبب من والدة زوجها لتنفر أياما ثم ما تفتأ تقتنع أن لا حيلة لها في البحث عن موضع آخر لأبنائها غير "الجدة الحنونة" حيث على الأقل تضمن لهم "الأمان" و"الحب الفطري"، فكم أخفقت كنات كثيرات في إقناع أمهاتهن بفكرة الاحتفاظ بالأبناء ساعات العمل ... لكن لم يجدن صعوبة بالمقابل مع "عجائزهن" ...
إن الوالدة الكريمة تحتاج إلى الهدوء وحب السكينة في عمر أصبحت فيه تتحرى أوقاتها للصلاة أو الذكر ولقاء الأحبة لا حاضنة لحد وصول الأبناء إلى سن القدرة على التصرف لوحدهم بالبيت عندها لا تجد السيدة الكنة غضاضة في تنفيرهم من دخول البيت الذي ترعرعوا فيها حين غيابها ليصنع ذلك موضع حرقة في عمق الوالدة الكريمة ... ينوب صمتها على تغطيته وتضميده بحبها الفياض لابنها.








 


رد مع اقتباس