الحمد لله وبعد:
بينما أنا أقرأ في كتاب(مجالس التذكير) للإمام ابن باديس وقفت على كلمات قيمة أردت أن أنفع بها إخواني للتنبه والحذر.
قال الإمام ابن باديس((لا بد أن يجد داعية الحق معارضة من دعاة الباطل وان يلقى منهم مشاغبة بالشبه,واستطالة بالأذى والسفاهة.فيظطر إلى رد باطلهم,وابطال شغبهم ,ودحض شبههم,وهذا هو جدالهم ومدافعتهم الذي أمر به نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله(وجادلهم).
ولما كان أهل الباطل لا يجدون في تأييد باطلهم إلا الكلمات الباطلة يموهون بها,والكلمات البذيئة القبيحة يتخذون سلاحا منها,ولا يسلكون في مجادلتهم إلا الطرق الملتوية المتناقضة فيتعسفون فيها ويهربون اليها
-لما كان هذا شأنهم أمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام ان يجتنب كلماتهم الباطلة والقبيحة وطراقئهم المتناقضة والملتوية ,وأن يلتزم في جدالهم كلمة الحق والكلمات الطيبة البريئة,وأن يسلك في مدافعتهم طريق الرفق والرجاحة والوقار,دون فحش ولا طيش ولا فضاضة ,وهذه هي الطريقة في الجدال هي التي هي أحسن من غيرها في لفظها ومعناها ومظهرها وتأثيرها وافضائها للمقصود من افحام المبطل وجلبه ورد شره عن الناس واطلاعهم على نقصه وسوء قصده.وهذه هي الطريقة التي أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالجدال بها في قوله تعالى((وجادلهم بالتي هي أحسن)).)) مجالس التذكير .
نقله أخوكم جمال البليدي من نسخةpdf المتوفرة على الشبكة العنكبوتية.