مــبــاراة كــرة قـــــدم
أقامت قيادة الولاية الرابعة مباراة لكرة القدم بين فريقي المولودية من كتيبة الحمدانية التي كان ينضم إليها أبا القاسم و فريق من كتيبة الكومندو ؛ بتواجد جمهور قدر ب 330 مجاهد لتشجيع اللاعبين و بعث الحماس و الترويح على الأنفس للثوار بمنطقة الضاية و هي منطقة جبلية تزداد بهاء بالشتاء عندما تزينها الثلوج و بمروج خضراء إذا ما زالت و ذابت ، ثم بعد فوز المولودية على الفريق الثاني تم اجتماع القيادة كي تولد كتيبة اليوسفية بهذا الحفل الجميل كتيبة جديدة تعد نتاج الكتيبتين و ذلك لتعزيز و تقوية مجموعة من الجيش الجزائري المتمركز بمنطقة وسط الوطن و الذي ازداد ثقل حمله لشساعة المناطق التي يتكفل بها و ازدياد عدد العسكر الفرنسي و ضغطه الشديد عليهم .
بهذا التجمع الضخم لم يكن ليخفى على فرنسا كل ذلك خاصة أثناء ارتفاع صوت المشجعين للمباراة بعددهم الكبير ؛ فكان يعلم المجاهدون أنها ستحاول محاصرتهم للنيل من الكتائب الثلاث المجتمعة بمكان واحد و قد كان هذا العرس البهيج للعسكر فرصة لا تعوض .
بعد انتهاء المباراة و بلوغ القادة مآربهم انقسمت الكتائب الثلاث كل باتجاه مخالف لمنع العسكر الفرنسي من اللحاق بهم ، لكن لم تسلم منه ببداية الأمر إلا كتيبة اليوسفية و الحمدانية التي تم حصارها هي الأخرى بعد ذلك لمدة ثلاث أيام لا يصلهم لا أكل و لا ماء إلى أن تمكنت من فك الحصار اليوم الرابع بعد تعب العسكر منه كما تمكنت الكتيبة الأخرى أيضا من المواجهة و الفرار كعادتها .
إن غرض الثوار من هذه المباراة كان الترويح عن المجاهدين بمباراة لا يهم الرابح فيها كون الفريقين رابحين لأن نتيجتها كانت التتويج بكتيبة أخرى ثم إراحة الثوار من منظر الدماء و عيش وقت كله إثارة و جمال ضمن جو من الرياضة ، أما الهدف الآخر فكان تعزيز جيش الثوار مثلما كان الجيش الفرنسي يعزز قواته أكثر فأكثر ، فكانت فائدة لهم معنوية و مادية حتى و إن دفعت كتيبة الحمدانية فيما بعد ثمنها بأن جُوعت لثلاثة أيام تحت حصار زال بدون خسائر ؛ بعد أن اعتمد الثوار الصيام تلك الأيام و بهذا ما كان للحصار من أثر سلبي عليهم كونهم تمكنوا بعدها من إرسال مجموعة منهم للهجوم على أحد المراكز الفرنسية بمساعدة بعضا من المناضلين و عامة الناس لجمع المؤونة من ذلك المركز و قد تم ذلك بفوز منهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ