منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حوار هادئ مع أختي المطلقة و العانس
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-02-21, 00:38   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المجبري
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية المجبري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الوصية الثانية :-
( اصنعي من الليمون الحامض عصيراً حلوا )
نعم ما أجملها من عبارة وما اعقلها من حكمة تلك هي الكلمات التي ذكرتها الاستاذة نجلاء محفوظ رئيسة القسم الأدبي بجريدة الأهرام المصرية حين قالت في رسالة وجهتها إلى كل مطلقة (( استعيني بالله ولا تعجزي ويجب أن تثقي في نفسك وتستعيدي قواك النفسية لتكتسبي صلابة .. إلى أن قالت ادعو كل مطلقة إلى التعامل مع الطلاق بتحدٍ ، وأن لا تهتم بكلام الناس عنها وأن تذكر نفسها أنها ستصنع من الليمون المالح عصيراً حلوا )) ..
اخيتي وفقك الله لا تدعي اليأس والوهم يدبان إلى قلبك ولا تفسحي لهما الطريق إلى عقلك .. فيقض مضجعك .. ويقلق راحتك .. ويؤرق منامك ..
لا تستسلمي .. اختاه الطلاق ليس عنوانا لحياة كئيبة وليس فشلاً تام في الحياة قد يكون المجتمع والزوج ظالماً لك .. فلا تكوني أنت ظالمة لنفسك فتحملينها من مالا تطيق من الهم الزائد واليأس الظاهر عليك .. اتركي عنك تلك الزوايا التي لازمتيها والتجأت إليها .. دعي عنك الإنطواء بل وآصلي حياتك فأنت قادرة على الاستمرار في أدوارك الفعالة في الحياة ..
اخيتي .. إن خطوة إلى الوراء يمكن أن تكون دافعا لخطوتين إلى الأمام إجعلي من هذا الطلاق نقطة إنطلاق .. قولي لنفسك أنا لست مطلقة أنا منطلقة .. نعم منطلقة إلى حياة يملؤها الأمل وتغمرها السعادة حياة تحتضن بين جنباتها الفأل الأكبر بالنجاح .. اتركي الماضي كلياً .. اتركيه بحلوه ومره ..إن لم تنسي فتناسي كل ما مضى .. أنتي الآن وليدة اليوم .. قابلي الناس بإبتسامه مشرقه .. مارسي هواياتك التي تحبينها .. شاركي من حولك في النقاشات الهادفة .. إهتمي بمظهرك .. لا تظهري دائما بمظهر المهمومة المكتئبة .. كوني متفائلة وترقبي أسعد اللحظات مع زقزقة العصافير في كل صباح .
قال الليالي جرعتني علقما ** قلت ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعلّ غيرك إن رآك مرنِّما ** طرح الكآبة جانبا وترنما

الوصية الثالثة :-
يقول ربك الكريم سبحانه .. فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ{7} وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ{8} الشرح
نعمة الفراغ نعمة عظيمة .. وها أنتي اختاه تملكين من الفراغ ما لا تملكه الكثيرات .. بل ما لم تكوني تملكيه انتي من قبل .. وربما كنت قد تمنيت أن تجدي فراغا في وقتك الذي مضى والذي لم تكوني تملكيه ، وقد أمرك ربك الكريم بعد الفراغ من الشغل أن تنصبي قدميك في عبادته أشغلي هذا الفراغ بالتوجه لعبادة الله بقلبك وقالبك .. أري الله من نفسك الخير والصدق والإقبال إليه ..
عبادة الله اخيتي وكفى .. كفى بها أنيساً لك في الوحشة وحادياً يحدوك على الطريق ..
بقربك من ربك أختاه لن تصبحي وحدك .. يقول جل شأنه فيما يرويه عنه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ( .. وإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يُبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي عليها) وجاء في شرح هذا ما جاء عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (إذا أدى المسلم ما فرض الله عليه .. ثم اجتهد في التقرب إلى الله تعالى بنوافل الطاعات واستمر على ذلك ما وسعه أحبه الله تعالى ، وكان عوناً له في كل ما يأتي ويذر فإذا سمع كان مسدداً من الله في سمعه ، فلا يسمع إلا إلى الخير ، ولا يقبل إلا الحق وينزاح عنه الباطل بتأييد الله وتوفيقه .. ) اللجنة الدائمة من كتاب فتاوى اسلامية 1/35 فهيا أختاه حطمي عنك القيود .. اكسري جدار الأحزان الذي بنيتيه انتي ولم يبنه غيرك على قلبك أنهي مسلسل الهموم والاكتئاب .. مزقي صفحة الماضي لتجدي أمامك فجراً مشرق ونور يتلألأ وشمساً ساطعة ..
حطمي اليأس ولا تستسلمي***** عبثَ الحزنُ بأحلام ِ فتاة
ارفعي الرأس شموخا ً وارسمي*** بسمة ً تطغى على بؤس الشفاه
امنحي الكون جمالا ً واطربي***** لا عدمنا الأنس منك ياسناه
حلقي دوما ً الى الأعلى ولا ***** تتواري تحت اقدام الطغاه
صمي الاذان عن كل ِ ذميم ٍ**** لا تبالي إنهم حقا وشاه
هذه الدنيا فيوم ٌ تسعدي ***** وتذ ُوُقِي الهم في يوم ٍ تلاه
اطمئني عله خير خفي****** عن قريب ٍ يتجلى ونراه
ان هذا لابتلاء ٌٌ من قوي **** فالزمي الصبر واتقان الصلاه
الجئي لله بل واحتسبي ****** كُتِبَ القدر على كل الجباه

أحذري أن توهمي نفسك أن الفشل يلاحقك وقد تمكن منك وقضى على انوثتك وكبريائك وهدم كرامتك .. كلا .. كلا اخيتي فالطلاق ليس نهاية الكون وفناء الأحاسيس .. فالأمل باقي وربما اخيتي حياة قادمة تكون لك أجمل وأجمل من مضى .. وربما أن طلاقك اختاه فكاك لك وخلاص من حياة يملأها النكد وتنغصها المشاكل .. وينتظرك في الطريق عليها مزيدا من الهموم والأحزان .

الوصية الرابعة :-
هذه الوصية آمل وأرجو وأتمنى منك أن تقرئيها بكل سرية ومصداقية مع نفسك في لحظات لا يشاركك فيها احد .. أريدك في ساعة واحده فقط لا تزيدي عليها أن تنظري الى الوراء .. ولساعة واحدة فقط .. بنظرة إنصاف وتتأملي إن كنتي مظلومة فالله القوي الجبار وحده خير من ينصر المظلومين .. واعلمي أن فوق الجميع رب سميع .. بثي شكواك إليه واصبري محتسبة الأجر والمثوبة .. ولك سلفٌ في من ابتليت واسودت الدنيا في وجهها على عظم مكانتها وطهارتها !! إنها اخيتي الطاهرة المطهرة ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوجة المعصوم الحبيب خير البشرية صلى الله عليه وسلم عندما اتهمها المرجفون ومن لا يخشى الله بالزنا فضاقت عليها الدنيا بما رحبت واسودت في وجهها الايام لم تجد من ينصرها بل تخلى عن نصرتها اقرب الناس اليها .. والديها ..
بكت الليل مع النهار قهرا .. مرضت فاستأذنت زوجها الحبيب صلى الله عليه وسلم في أن تذهب إلى أهلها فأذن لها دون تردد .. مما زاد في قهرها وحزنها .. ثم جاءها الفرج من فوق سبع سماوات وبرأها الله .. فكان خبر براءتها قرآنا يتلى ليس في ذلك الوقت فحسب .. بل تناقلته الأجيال عبر الأجيال .. ونتعبد لله به في صلاتنا إلى يوم الدين
أما اخيتي إن بدى لك مع نفسك أنك لست مظلومة وأيقنت بذلك فعليك بقول ربك سبحانه
({.. وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } المائدة 8 ابحثي مع نفسك عن نقطة الخطأ ومن أين بدأت الشرارة التي أعقبت ناراً تلتهب في فؤادك .. واجعليها محطة توقف وبداية لإنطلاق الصواب وقد قيل رب ذنب أدخل صاحبه الجنة .. وأنا اقول لك اختاه هنا ( رب خطأ تتعلمين منه يقودك لحياة سعيدة ناجحة ) .. فلن تنتهي الحياة عندما نخطئ .. جميل أن نتعلم من أخطائنا .. وأجمل من ذلك أن نبني منها الصواب .. وإن لم تكن لك هذه المصارحة مع نفسك فاسمحي لي أن اقول أنه سيستمر الفشل وتزيد المأساة ..
والكريم الرحيم بأمته صلى الله عليه وسلم يقول ( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ) صحيح الجامع 7779.

الوصية الخامسة والأخيرة :-
إن حُرمتي اختاه من ابنائك وحيل بينك وبينهم كما هو حال الكثيرات فلا تجزعي ولا تنزعجي .. لا تعطي الأمر حجما لا يستحقه استودعيهم الله الذي لا تظل ودائعه .. وأكثري من الدعاء لهم بأن يتولاهم الله برعايته وأن يحفظهم بحفظه وأن يحرسهم بعينه التي لا تنام .. فيوماً من الأيام .. عاجلاً أم آجلاً سيأتوك بإذن الله وتكحل برؤيتهم عيناك .. فتطيب الروح .. وتندمل الجروح .. ويحلو اللقاء .. ولكن أنت لا تظهري الأحزان ولا تكثري التفكير .. فلربما يعلم ابنائك عنك فيحملوا همك .. ويؤثر سلبيا على مشاعرهم ويظهر على سلوكهم وحتماً وبكل تأكيد لن يرضيك هذا .
أما اختي الكريمة إن كان ابنائك معك .. فلتحمدي الله أولاً وآخرا وعليك بما يأتي :-
اولاً :- هيأي نفسك لتقبل الأمر بكل هدوء ولا تحملي هم تربيتهم .. غيرك الكثيرات بل الكثيرات جدا .. يتمنين ويبكين الليل والنهار رجاء في أن يكونوا ابنائهم بالقرب منهم وانت قد امتن الله عليك وأكرمك بقربهم منك .