منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - إلى محترف التصنيف:
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-24, 12:00   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الامام الغزالي
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية الامام الغزالي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اختلفت الأساليب والغاية واحدة) الوقيعة في أعراض الولاة من أهل السنة، وقد قيل: الحركة ولود، والسكون عاقر . وهو أسوأ أثر يجره المنشقون وهذا خرق آخر لجانب الاعتقاد الواجب في موالاة ولي أمر المسلمين منهم. وسوف يحصد الزوبعة من حرك الريح . قال الطحاوي - رحمه الله تعالى (في شرح العقيدة الطحاوية ٣٧٩-٣٨٢) : ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله - عز وجل - فريضة ما لم يأمروا بمعصية. وندعو لهم بالصلاح والمعافاة. ونتبع السنة والجماعة، ونجتنب الشذوذ، والخلاف، والفرقة انتهى. فاتق الله أيها الجراح، واعلم أن احترافك التجريح بالتصنيف مختبر ينفذ منه الناس باليقين إلى وصف منك لدخائل نفسك، وما تحمله من ميول، ودوافع، فتقيم الشاهد عليك من فلتات لسانك، وإدانة المرء من فيه أقوى، فأحكم - رحمك الله - الرقابة على اللسان لا يوردك موارد الهلكة، ولا تمش براحلة العمر - الوقت - وأنت تثقلها بهذه الظاهرة الفتاكة ظاهرة الهدم والتدمير فتحرق في غمرتها: الجهد، والنشاط، وبواكير الحياة، ومقتبل العمر، بل وربما خاتمته، أعاذنا الله وإياك من سوء الخاتمة. والزم - عافاك اله - تقوى الله، ومراقبته، والإنابة إليه، واستغفاره، وإحذر صنعة المفاليس هذه، وتدبر هذه الآية: ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما (سورة النساء: ١٤٠) وقوله تعالى فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم (سورة المائدة: ٣٩ ) فبادر - يا عبد الله - إلى التوبة، وأداء الحقوق إلى أهلها، والتحلل منهم، فقد ثبت عن نبي الهدى صلى الله عليه وسلم أنه قال: من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه، أو ماله، فليؤدها إليه، قبل أن يأتي يوم القيامة لا يقبل فيه دينار ولا درهم. الحديث. رواه البخاري. ولعلي بهذا كما قال صخر: لعمري لقد نبهت من كان نائما٭٭٭٭ وأسمعت من كانت له أذنان وكل عبد صالح يسمع الخير، سماع استجابة، وهذا شأن المؤمن أواه منيب، ومن لحقه الإدبار فأبى، فإليه: إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور (سورة فاطر: ٢٢ ) وأنشد ابن الشجري: إذا نهي السفيه جرى إليه ٭٭٭٭ وخالف والسفيه إلى خلاف وهذا يعاني: أزمة في الضمير و ذبحة في الصدر ؛ إذ تمكن منه الداء، وللميئوس أحكام بينها الفقهاء، نعوذ بالله من الشقاء. وما بقي لمن أبى إلا الحجر على لسانه لصالح الديانة. أما من كان وقيعته ظلما فيمن عظم شأنه في المسلمين بحق، فينبغي تغليظ عقوبة الواقع، إضافة إلى الحجر على لسانه، ولهذا نظائر في الشريعة، كوقوع الظلم في الأشهر الأربعة الحرم، والرفث والفسوق والجدال في الحج، وتغليظ الدية في النفس وفي الجراح في الأشهر الحرام، وفي البلد الحرام، وفي ذوي الرحم، كما هو مذهب الشافعي، فهذه وأمثالها محرمات على كل مسلم في كل زمان، ومكان، لكن لما عظم الجرم بتعدد جهات الانتهاك، عظم الإثم، والجزاء. ولمثل هؤلاء - كما قال عبد الله بن المبارك (رحمه الله تعالى): تقشر العصي. والله أعلم. إلى من رمي بالتصنيف ظلما: اتل ما أوحي إلى نبيك صلى الله عليه وسلم ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم (سورة فصلت:٤٣) والقرآن العظيم قد حوى قصص أنبياء الله ورسله مع أممهم وما ينالهم من الأذايا والبلايا في سبيل الدعوة ؛ ولهذا فقد وفق من أفرد قصصهم وشرحها، وأحسن كل الإحسان من ألف باسم: دعوة الرسل . وهذه سنة من الله ماضية لكل من سلك سبيلهم، واقتفى أثرهم. ألم تر سير الصحابة والتابعين وأتباعهم في كل عصر ومصر إلى عصرنا الحزين، كيف يقاومهم المبطلون، ويشنع عليهم المبطنون. وفي هذا مواقف لا تحصى، وقصص لا تنسى، وإذا قرأت كتاب: من أخلاق العلماء رأيت من ذلك عجبا. فكم في سيرهم الشريفة من إمام ضرب بل قتل، وإمام سجن، وإمام نفي، وإمام عزل وأهين، بل فيهم من جمعت له هذه كلها أو جلها، بما لبس في حقهم الملبسون، وأرجف به المرجفون، وهم منها براء، والمرجفون في قرارة أنفسهم عليها شهداء. وخذ أمثلة على هذا فيمن رمي بشناعة وهو منها بريء: فرمي جماعة من فحول العلماء بالتشيع، وآخرون بالنصب، وآخرون بالتجهم، وغير ذلك، وهم من هذه النحل الفاسدة براء. ومنهم - أجزل الله مثوبتهم - من حكى ما وقع له على سبيل ما من الله به عليه من لزوم السنة، ونصرتها، والدعوة إليها، ورجاء مضاعفة الأجر بما يصنعه الأضداد البؤساء. وفي حياة الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - وهو يعيش بين محنة الدنيا والدين، عبرة للمعتبرين. وخذ على سبيل المثال: ابن العربي المالكي المتوفى سنة ٥٤٣ هـ (رحمه الله تعالى) إذ يقول في فاتحة كتابه (عارضة الأحوذي): فإن طائفة من الطلبة عرضوا علي رغبة صادقة في صرف الهمة إلى شرح كتاب أبي عيسى الترمذي، فصادف مني تباعدا عن أمثال ذي، وفي علم علام الغيوب أني أحرص الناس على أن تكون أوقاتي مستغرقة في باب العلم، إلا أني منيت بحسدة لا يفتنون؟ ومبتدعة لا يفهمون، قد قعدوا مني مزجر الكلب يبصبصون، والله أعلم بما يتربصون قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون (سورة التوبة: ٥٢) بيد أن الامتناع عن التصريح بفوائد الملة، والتبرع بفوائد الرحلة لعدم المنصف، أو مخافة المتعسف، ليس من شأن العالمين، أو لم يسمعن قول رب العالمين لنبيه الكريم فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين (سورة الأنعام: ٨٩) انتهى. وحياة بطل الإصلاح الديني بالمشرق شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى سنة ٧٢٨هـ - رحمه الله تعالى - مثل أعلى للعلماء العاملين، والدعاة المصلحين من أتباع خاتم الأنبياء والمرسلين وهذا عصريه بالمغرب الإمام الشاطبي المتوفى سنة ٧٩٠هـ (رحمه الله تعالى) يحكي حاله لما قام بنصرة السنة، فجن عليه الليل والنهار بقالة السوء المظلمة، فيقول (رحمه الله تعالى ): فتردد النظر بين - أن أتبع السنة على شرط مخالفة ما اعتاد عليه الناس فلابد من حصول نحو مما حصل لمخالفي العوائد، لا سيما إذا ادعى أهلها أن ما هم عليه هو السنة لا سواها إلا أن في ذلك العبء الثقيل ما فيه من الأجر الجزيل - وبين أن أتبعهم على شرط مخالفة السنة والسلف الصالح، فأدخل تحت ترجمة الضلال عائذا بالله من ذلك، إلا أني أوافق المعتاد، وأعد من المؤالفين، لا من المخالفين، فرأيت أن الهلاك في اتباع السنة هو النجاة، وأن الناس لن يغنوا عني من الله شيئا، فأخذت في ذلك على حكم التدريج في بعض الأمور، فقامت علي القيامة، وتواترت علي الملامة، وفوق إلي العتاب سهامه، ونسبت إلى البدعة والضلالة، وأنزلت منزلة أهل الغباوة والجهالة، وإني لو التمست لتلك المحدثات مخرجا لوجدت، غير أن ضيق العطن، والبعد عن أهل الفطن، رقى بي مرتقى صعبا، وضيق علي مجالا رحبا، وهو كلام يشير بظاهره إلى أن أتباع المتشابهات لموافقة العادات أولى من أتباع الواضحات وإن خالفت السلف الأول. وربما ألموا في تقبيح ما وجهت إليه وجهتي بما تشمئز منه القلوب، أو خرجوا بالنسبة إلى بعض الفرق الخارجة عن السنة شهادة ستكتب ويسألون عنها يوم القيامة. فتارة نسبت إلى القول بأن الدعاء لا ينفع ولا فائدة فيه كما يعزى إلى بعض الناس، بسبب أني لم ألتزم الدعاء بهيئة الاجتماع في أدبار الصلاة حال الإمامة. وسيأتي ما في ذلك من المخالفة للسنة والسلف الصالح والعلماء. وتارة نسبت إلى الرفض وبغض الصحابة - رضي الله عنهم -، بسبب أني لم ألتزم ذكر الخلفاء الراشدين منهم في الخطبة على الخصوص؛ إذ لم يكن ذلك من شأن السلف في خطبهم، ولا ذكره أحد من العلماء المعتبرين في أجزاء الخطب. وقد سئل أصبغ عن دعاء الخطيب للخلفاء المتقدمين (١) فقال: هو بدعة ولا ينبغي العمل به، وأحسنه أن يدعو للمسلمين عامة. قيل له: فدعاؤه للغزاة والمرابطين ؟ قال: ما أرى بأسا عند الحاجة إليه، أما أن يكون شيئا يصمد له في خطبته دائما فإني أكره ذلك. ونص أيضا عز الدين بن عبد السلام: على أن الدعاء للخلفاء في الخطبة بدعة غير محبوبة. وتارة أضيف إلي القول بجواز القيام على الأئمة، وما أضافوه إلا من عدم ذكري لهم في الخطبة، وذكرهم فيها محدث لم يكن عليه من تقدم. وتارة أحمل على التزام الحرج والتنطع في الدين، وإنما حملهم على ذلك أني التزمت في التكليف والفتيا الحمل على مشهور المذهب الملتزم لا أتعداه، وهم يتعدونه ويفتون بما يسهل على السائل ويوافق هواه، وإن كان شاذا في المذهب الملتزم أو في غيره. وأئمة أهل العلم على خلاف ذلك والمسألة بسط في كتاب الموافقات . وتارة نسبت إلى معاداة أولياء الله، وسبب ذلك أني عاديت بعض الفقراء المبتدعين المخالفين للسنة، المنتصبين - بزعمهم - لهداية الخلق، وتكلمت للجمهور على جملة من أحوال هؤلاء الذين نسبوا إلى الصوفية ولم يتشبهوا بهم. وتارة نسبت إلى مخالفة السنة والجماعة، بناء منهم على أن الجماعة التي أمر باتباعها - وهي الناجية - ما عليه العموم، ولم يعلموا أن الجماعة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون لهم بإحسان. وسيأتي بيان ذلك بحول الله، وكذبوا علي في جميع ذلك، أو وهموا، والحمد لله على كل حال. فكنت على حالة تشبه الإمام الشهير عبد الرحمن بن بطة الحافظ مع أهل زمانه، إذ حكى عن نفسه فقال: عجبت من حالي في سفري وحضري مع الأقربين مني، والأبعدين، والعارفين، والمنكرين، فإني وجدت بمكة، وخراسان، وغيرهما من الأماكن أكثر من لقيت بها موافقا أو مخالفا، دعاني إلى متابعته على ما يقوله، وتصديق قوله والشهادة له، فإن كنت صدقته فيما يقول وأجزت له ذلك - كما يفعله أهل هذا الزمان - سماني موافقا. وإن وقفت في حرف من قوله أو في شيء من فعله - سماني مخالفا. وإن ذكرت في واحد منها أن الكتاب والسنة بخلاف ذلك وارد، سماني خارجيا. وإن قرأت عليه حديثا في التوحيد سماني مشبها. وإن كان في الرؤية سماني سالميا. وإن كان في الإيمان سماني مرجئيا. وإن كان في الأعمال، سماني قدريا. وإن كان في المعرفة، سماني كراميا. وإن كان في فضائل أبي بكر وعمر، سماني ناصبيا. وإن كان في فضائل أهل البيت، سماني رافضيا. وإن سكت عن تفسير آية أو حديث فلم أجب فيهما إلا بهما، سماني ظاهريا. وإن أجبت بغيرهما، سماني باطنيا. وإن أجبت بتأويل، سماني أشعريا. وإن جحدتهما، سماني معتزليا .وإن كان في السنن مثل القراءة، سماني شافعيا .وإن كان في القنوت، سماني حنفيا،وإ ن كان في القرآن، سماني حنبليا، وإن ذكرت رجحان ما ذهب كل واحد إليه من الأخيار - إذ ليس في الحكم والحديث محاباة - قالوا: طعن في تزكيتهم. ثم أعجب من ذلك أنهم يسمونني فيما يقرؤون علي من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يشتهون من هذه الأسامي؛ ومهما وافقت بعضهم عاداني غيره، وإن داهنت جماعتهم أسخطت الله تبارك وتعالى، ولن يغنوا عني من الله شيئا. وإني مستمسك بالكتاب والسنة، واستغفر الله الذي لا إله إلا هو وهو الغفور الرحيم. هذا تمام الحكاية فكأنه رحمه الله تعالى تكلم على لسان الجميع. فقلما تجد عالما مشهورا أو فاضلا مذكورا، إلا وقد نبز بهذه الأمور أو بعضها؛ لأن الهوى قد يداخل المخالف، بل سبب الخروج عن السنة: الجهل بها، والهوى المتبع الغالب على أهل الخلاف ؛ فإذا كان كذلك حمل على صاحب السنة، أنه غير صاحبها، ورجع بالتشنيع عليه والتقبيح لقوله وفعله، حتى ينسب هذه المناسب. وقد نقل عن سيد العباد بعد الصحابة أويس القرني أنه قال: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يدعا للمؤمن صديقا، نأمرهم بالمعروف فيشتمون أعراضنا، ويجدون في ذلك أعوانا من الفاسقين، حتى - والله - لقد رموني بالعظائم، وأيم الله لا أدع أن أقوم فيهم بحقه. انتهى. وعليه فألق سمعك للنصائح الآتية:










رد مع اقتباس