pour toi ninou 2610
ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها
( مقال )
تتقلب بنا الحياة من حال إلى حال، من رغد إلى ضيق ومن حزن إلى فرح ، ومن عسر إلى يسر، وليس منا إلا وقد مر بمشكلة أو تجربة مؤلمة أهمته وشغلت باله حتى بدت له الحياة وكأنها كلها ضيق وكدر، وقد نظل أسرى مثل هذه التقلبات فنعيش في قبة مشاعرنا السلبية الموهنة لعزائمنا، ضمن جدران نبنيها بمشاعرنا وتوهماتنا أكثر مما تبنيها ذات المشكلة أو التجربة، فيتضخم حجم المصيبة في حسنا حتى لا نكاد نرى غيرها، مما يجعلنا نبدو لوحدنا كمأساة بشرية نبث المشاعر السلبية والإحباط فيمن حولنا لنزيد من سوء الوضع وثقله علينا .
ولقد أورد الله جل وعلا في كتابه كثيرا من الآيات التي تدعونا لهجرة وتغيير الأوضاع التي تجعلنا نبدو هكذا ضعفاء وسلبيين أمام ما يصيبنا من محن وأزمات، فأرض الله وآفاق رحمته واسعة أوسع مما قد نتصور، قال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ..) .. فالهجرة قد تعني هجرة مادية كما في تفسير الآية، وقد تدل على الهجرة المعنوية، هجرة مشاعرنا السلبية التي حصرنا أنفسنا داخلها، وهجرة تصوراتنا المحددة للوضع الأمثل لنا، فنعتقد أنه الحل لجميع مشاكلنا وتوقف آلامنا.