بوارج روسية في المتوسط وخطة سورية إيرانية لمواجهة أي احتمالات
شارك |
جهينة نيوز:
أكدت معلومات صحفية أن بوارج حربية روسية تحرّكت نحو الشاطئ السوري، وذلك في المياه الإقليمية التي لا تقاربها الدول الكبرى إلا إذا كان في الأفق وضع خطير أو موقف استراتيجي من ذلك الوضع وتداعياته المفترضة. وذكرت المعلومات أن هذه البوارج الحربية الروسية وصلت إلى المياه الإقليمية السورية، في مؤشر واضح من قيادة روسيا الاتحادية على أن سورية خط أحمر، وأن مجرد الاستخفاف بحدود هذا الخط الأحمر لن يترك روسيا في موقع المتفرج أو اللامبالي أو شاهد الزور، وليتحمّل كل فريق مسؤولياته وكل دولة تبعات قرارها.
من جهة أخرى نقلت صحيفة "السفير" اللبنانية عن قيادي لبناني بارز في فريق الثامن من آذار أن هناك قناعة إيرانية ـ سورية مشتركة مفادها أن لا حاجة لتقديم أي تنازل أمام الضغوطات الراهنة، وأن الصمود إلى نهاية العام الجاري وهو موعد الانسحاب الأميركي من العراق أفضل من الدخول في أي تسوية تعطي الأميركي ما عجز عن فرضه وهو في أوج سيطرته، وعلى قاعدة أن النصر صبر ساعة، ولماذا نعطي الأميركي ما عجز عن تحقيقه على مدى سنوات احتلاله قبل أن يرحل عن المنطقة نهائياً بعد أسابيع معدودة؟.
ويعدّد القيادي عناصر القوة التي يمتلكها النظام السوري، ويقول: إن الرئيس بشار الأسد يحظى بدعم روسي صيني، وهذا الدعم، وتحديداً الروسي، مبنيّ على حسابات ومصالح إستراتيجية وليس ظرفياً، كما يحظى بدعم إيراني، ومعه بنية عسكرية وأمنية صلبة ومتماسكة ركيزتها جيش موحّد لم تفلح كل المحاولات لإحداث شرخ نوعي في صفوفه، وهناك جسم دبلوماسي سوري في المنطقة والعالم لم يهتز نهائياً، من دون إغفال حقيقة أن جزءاً لا يستهان به من الشعب السوري ينزل إلى الشارع بصورة عفوية وليس منظمة تأييداً للنظام، وكل ذلك من عناصر وركائز النظام الأساسية.
ويؤكد القيادي نفسه أن الأتراك لا يمتلكون مقدرة على لعب دور حاسم في سورية، ويبدو أن من شروط الروس للتجاوب مع مسعى حكومة الوحدة الوطنية في سورية، فيما لو تشكلت، ألا يكون هناك أي نفوذ للأتراك في سورية، لأن روسيا ترفض أمرين: وصول الإسلاميين للحكم، وتعاظم نفوذ تركيا.
وبرغم انشغال السوري بداخله، كان لافتاً للانتباه وصول وفد عسكري إيراني رفيع المستوى إلى دمشق، جاء بمهمة محدّدة، وهي صياغة خطة سورية إيرانية مشتركة إزاء أية مغامرة أميركية ـ إسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، قد يتم خلالها استخدام القواعد العسكرية الأميركية في الخليج العربي، علماً أن وفداً عسكرياً أميركياً رفيع المستوى يمثل هيئة الأركان الأميركية زار في الآونة الأخيرة، دول الخليج وناقش مع القيادات العسكرية الخليجية احتمالات وقوع حرب إقليمية في المنطقة.