منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما بين المنصفين والمتعسفين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-20, 02:59   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كلام شيخ الإسلام ابن تيمية فيما جرى بين معاوية وعلي وحكمهما
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : (لا يجوز لعن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا سبّه، ومن لعن أحداً منهم كـمعاوية بن أبي سفيان ، و عمرو بن العاص ونحوهما، ومن هو أفضل منهما، كـأبي موسى الأشعري ، و أبي هريرة وغيرهما، أو من هو أفضل من هؤلاء، كـطلحة بن عبيد الله ، و الزبير بن العوام ، و عثمان بن عفان ، و علي بن أبي طالب ، أو أبي بكر الصديق ، و عمر بن الخطاب ، أو عائشة أم المؤمنين، وغير هؤلاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه مستحق للعقوبة البليغة باتفاق أئمة الدين. وتنازع العلماء: هل يعاقب بالقتل، أو ما دون القتل؟). وقال: (والمهاجرون من أولهم إلى آخرهم ليس منهم من اتهمه أحد بالنفاق، بل كلهم مؤمنون مشهود لهم بالإيمان). وقال: (وأما معاوية بن أبي سفيان وأمثاله من الصلحاء الذين أسلموا بعد فتح مكة كـعكرمة بن أبي جهل ، و الحارث بن هشام ، و سهيل بن عمرو ، و صفوان بن أمية ، و أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، هؤلاء وغيرهم ممن حسُن إسلامهم باتفاق المسلمين، لم يتهم أحد منهم بعد ذلك بنفاق، ومعاوية قد استكتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلم). وقال: (لما مات يزيد بن أبي سفيان في خلافة عمر استعمل أخاه معاوية ، وكان عمر بن الخطاب من أعظم الناس فراسة، وأخبرهم بالرجال، وأقومهم بالحق، وأعلمهم به). وقال: (فما استعمل عمر قط بل ولا أبو بكر على المسلمين منافقاً، ولا استعملا من أقاربهما، ولا كانت تأخذهما في الله لومة لائم). وقال: (وقد علم أن معاوية و عمرو بن العاص وغيرهما كان بينهم من الفتن ما كان، ولم يتهمهم أحد من أوليائهم ولا محاربيهم بالكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، بل جميع علماء الصحابة والتابعين بعدهم متفقون على أن هؤلاء صادقون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مأمونون عليه في الرواية عنه، والمنافق غير مأمون على النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو كاذب عليه مكذب له). وقال: (وسائر أهل السنة والجماعة وأئمة الدين لا يعتقدون العصمة لأحد من الصحابة، ولا القرابة، ولا السابقين، ولا غيرهم، بل يجوز عندهم وقوع الذنوب منهم، والله يغفر لهم بالتوبة، ويرفع بها درجاتهم، ويغفر لهم بحسنات ماحية أو بغير ذلك من الأسباب. قال: وهذا في الذنوب المحققة، فأما ما اجتهدوا فيه: فتارة يصيبون، وتارة يخطئون، فإذا اجتهدوا فأصابوا فلهم أجران، وإذا اجتهدوا فأخطئوا فلهم أجر على اجتهادهم، وخطؤهم مغفور). وقال: (و معاوية لم يدّعِ الخلافة، ولم يبايع له فيها حين قاتل علياً ، ولم يقاتل على أنه خليفة، ولا أنه يستحق الخلافة، ويقرون له بذلك، وكان هو يقر بذلك لمن يسأله، وما كان يرى هو وأصحابه أن يبتدئوا علياً وأصحابه بالقتال، بل لما رأى علي رضي الله تعالى عنه هو وأصحابه أنه يجب على معاوية وأصحابه طاعته ومبايعته؛ إذ لا يكون للمسلمين إلا خليفة واحد، وأنهم خارجون عن طاعته، وممتنعون عن هذا الواجب وهم أهل شوكة، فرأى أن يقاتلهم حتى يؤدوا هذا الواجب فتحصل الطاعة والجماعة. وقال معاوية وأصحابه: إن ذلك لا يجب عليهم، وإنهم إذا قوتلوا كانوا مظلومين؛ قالوا: لأن عثمان قتل مظلوماً باتفاق المسلمين، وقتلته في عسكر علي ، وهم غالبون لهم شوكة). وقال: ثم إن حديث: (إن عماراً تقتله الفئة الباغية) ليس نصاً في أن هذا اللفظ لـمعاوية وأصحابه، بل يمكن أنه أريد به تلك العصابة التي حملت عليه حتى قتلته، وهي طائفة في العسكر، ومن رضي بقتل عمار كان حكمه حكمها، ومن المعلوم أنه كان في المعسكر من لم يرض بقتل عمار كـعبد الله بن عمرو بن العاص وغيره، بل كل الناس كانوا منكرين لقتل عمار حتى معاوية و عمرو). اهـ.......
ما يجب على المؤمن تجاه ما جرى بين الصحابة من الفتن
والحاصل: أن الفتن التي جرت بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم يجب أن يكون حظ العاقل منها حسن الظن بالصحابة الكرام، والسكوت عن الكلام فيهم إلا بخير، والترضي عن الصحابة جميعاً، وموالاتهم ومحبتهم، والجزم بأنهم دائرون في اجتهاداتهم بين الأجر والأجرين. ولقد أحسن شارح الطحاوية حيث قال بعد أن أشار إلى ما جرى بين علي و معاوية رضي الله تعالى عنهما: (ونقول في الجميع بالحسنى: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10]. ثم قال: والفتن التي كانت في أيامه -أي: أيام أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه- قد صان الله عنها أيدينا فأسأله سبحانه وتعالى أن يصون عنها ألسنتنا بمنه وكرمه). والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه وأفضل أنبيائه ورسله، نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.......
تمت بحمد الله
منقول










رد مع اقتباس