نظام الأسد لن يسقط ....دروس تاريخية وحقائق معاصرة لن أدعي انني ملم ودارس لأدق تفاصيل الأحداث التاريخية على مراحلها المتعددة ، لكنني امتلك الجرأة أن أتحدى كل من له طويل باع وعميق خبرة في هذا المجال أن يذكر لي سابقة واحدة عرفها الجنس البشري منذ عصور ماقبل التاريخ بمراحلها المتعددة ومعادنها المتنوعة وصولاً إلى العصر الأعرابي البدوي المتصحر ، أو ما بات يعرف هذه الأيام بعصر الخيانات العريية. اتحدى أن يأتيني أحدكم بحادثة أو واقعة .. تكالبت فيها أكثر من خمسين دولة ونظام وجهاز مخابرات على دولة واحدة وشعبٍ واحد وأرضٍ واحدة كما هو الحال في الحرب والمؤامرة والعدوان على سوريا ..
المسألة لا تحتاج إلى كثير من العبقرية والذكاء ، اجمعوا فقط دول الناتو مع ملحقاتها من دويلات الناتو العربي واضيفوا عليها بعد الدول التي لا تنتمي (.رسمياً ..) لكلا الناتوين لكنها تلعب دور المحرك والموجه والمخطط كإسرائيل والمنظمات الصهيونية واللوبي الصهيوني في شتى أصقاع الأرض ، ويمكنكم دون شك أن تضيفوا إليها امبراطوريات الإعلام العاهر المجندة جميعها لخدمة هذه الحملة الغوغائية على سوريا بل هي تلعب دور رأس الحربة في هذه الهجمة المنحطة على سوريا . ليس كنظام كما يمكن أن يخيل لبعض السذج بل على سوريا الدور والمكانة والتاريخ والحضارة والعراقة ورمز فخر وشموخ وإعتزاز السوريين ومعهم من كانوا يوماً يدعون أنهم "اشقاء". إن هذا الإستكلاب العالمي الكوني على هذه الأرض والشعب ، بقدر ما يدعو للدهشة والعجب والإستغراب هو في ذات الوقت مدعاة فخر وإعتزاز لكل سوري .. أن ينتمي لهذا البلد المتميز .. والمتميز جداً ... ، أن يصمد بلدٌ واحد ، وشعبٌ واحد ، وجيشٌ واحد ، طوال ثمانية أشهر ، أمام هذه الحرب العالمية التي تتكالب فيها كل هذه الدول والقوى والمنظمات والهيئات والإمكانيات لإسقاطه وإركاعه وإخضاعه ، وأن يبقى متماسكاً وصلباً وراسخاً ومتشبثاً بمبادئه وأقداسه و..لاءاته وتحديه وإستعداده للمواجهة حتى النهاية ، ورأسه مرفوع ..لهي معجزة إلهية ونصر إلهي ومدد إلهي ورغبة ومشيئة إلهية ..
وهنا تتجسد القناعة السورية والإيمان السوري والشعار السوري الأبرز الذي صدحت به حناجر ملايين السوريين على مدى الأشهر الثمانية الماضية ، هذا الشعار المحفور في قلوب وعقول وقناعة السوريين .. أن" سوريا الله حاميها " ... هم يترجمونه من حيث شاؤوا أو لم يشاؤوا على أرض الواقع ، من خلال سلوكهم واحاديثهم ووقفاتهم ومسيراتهم الإحتجاجية ضد المؤامرة والمتأمرين ، وتأييدهم لقيادتهم ووقفوهم خلفها حتى نهاية هذه الحملة المغولية .... وهنا وعلى ذكر حروب المغول والتتار ،أو الحروب الصليبية أو أية صدامات أو نزاعات عرف عنها لااخلاقيتها ، ودناءتها ، ودمويتها ..... أسأل مجدداً .. ألم تتفوق الجزيرة واخواتها ، من حيث الفسق والعهر والدناءة وبيع الشرف وإنعدام الأخلاق .. على كل ما إبتدعته سلبية العقل البشري والنفس البشرية من مؤامرات و دسائس و مكر و خداع و خيانة . كان للأعراب فيها النصيب الأكبر دون شك .... الملايين اجابوا على هذا السؤال بنعم .. و نعم بكل تأكيد ...
وقد يسأل هنا سائل هل من إستفتاء أجري أو إستطلاع للرأي بهذا الشأن ... والجواب هو أيضاً نعم .. ونعم بكل تأكيد ..، كان إستطلاع رأي أخذت فيه الإجابات مرة واحدة ودفعة واحدة عبر الملايين التي ملأت الساحات في كل المدن رفضاً وإستنكاراً لقرار الأعراب وتبرؤاً منهم وتنصلاً من أي إنتماءٍ لهم ، وإحتجاجاً على اعلامهم الداعر..... . لاحظوا مدى ثبات ورسوخ وقوة هذا الرأي إن نحن أخذنا في الحسبان الدروس التاريخية والحقائق المعاصرة التالية :
(١).. العمل العسكري : .. بات من شبه المؤكد أن عملاً عسكرياً على الطريقة الليبية لن يستهدف سوريا .. ، ليس لأن حلف المتأمرين بات رحوماً ، رؤوماً ، رؤوفاً بالشعب السوري ، ولا خشيةً على الأرواح التي قد تحصدها هكذا عملية ، ولكن لخشيتهم من ردود فعل الثالوث السوري المتمثل بالشعب والجيش والقيادة ، إضافةً لردود الفعل من جانب حلفاء سوريا ، التي ستذهب في أكثر من إتجاه ، وحرصاً على تجنيب سكان مدن الكيان والمستوطنات الإسرائيلية ، تساقط الصواريخ السورية التي سيكون لها آنذاك صولةٌ وجولة ، إضافةً إلى أن الناتو ليس في وارد الإقدام على هكذا مغامرة ، أو حماقة كما يحلو للبعض أن يسميها في الوقت الذي بات مكشوفاً ومفضوحاً للعالم أجمع هول الفاتورة البشرية والمادية والأخلاقية التي دفعت قبل وأثناء وبعد الحرب على ليبيا ، وقبل هذا وذاك فإن الدب الروسي لن يسمح هذه المرة أن يتلقى صفعةً أخرى ، وخديعةً أخرى ، ومقلباً آخر بعد تجربته السلبية جداً مع حلف الناتو في ليبيا ،وهذا ينسحب على صديقه التنين الأصفر ، إضافةً إلى أن الجميع يعرف أن الخيار العسكري ضد سوريا سوف يدخل المنطقة برمتها في مواجهة مفتوحة لن يكون مستبعداً أبداً أن تكون إيران وحزب الله طرفين فيها ، وهذا ما لا ترغب به قيادة الناتو بكل تأكيد ، إذاً فالأبواب موصدة جميعها في وجه هكذا توجه أو خيار ...
(٢).. تركيا ومنطقتها العازلة : .. أمام تطبيق هذا المخطط السلجوقي معوقات وصعوبات عديدة ، فلا القيادة السورية سترضخ للغازي العثماني الجديد ، الذي ستعتبر محاولته فرض منطقة عازلة ، إعلان حرب سترد عليه من منطلق الدفاع عن النفس والدفاع عن الأرض والكرامة السورية التي يراد هدرها على مذبح الحريات والديمقراطيات الناتوية والأتاتوركية والأعرابية ، ولا ننسى ما لا ينسى ... إنه الشعب .. هل لكم أن تتخيلوا أهل حلب مثلاً خانعين راضخين أذلاء بعد أن تشملهم المنطقة العازلة المزعومة ، أهل حلب الذين دوخوا الفرنسيين ، هل سيقبلون أن تسجل مدينتهم في التاريخ تحت إسم بنغازي السورية التي ستكون لاحقاً المنصة التي تنطلق منها هجمات عصابات الجيش السوري الحر الغارق حتى أذنيه في الشرف والعزة ... ، ولا ننسى بالطبع العشائر السورية على طول الحدود مع الدولة العثمانية من حلب وصولاً إلى دير الزور .... ، لا تجزعوا انها مجرد تساؤلات ، لن يكون لها مكان على أرض الواقع ، يمكنكم اعتبارها أضغاث أحلامٍ أردوغانية ، هذه الأحلام التي إن هو بدأها فلن تكون نهاية القضية والمعركة ، بل ستكون بداية تحقيق نصر لطالما حلم به المواطن السوري والعربي ...مهما كلف هذا النصر ، ولن يلبث هذا الاردوغان أن يعود إلى يقظته مذعوراً هلعاً ومدركاً لحقيقة أنه يستطيع أن يقوم بغزواته في شمال العراق ويدك القرى الكردية بصواريخه وقنابله ، وأنه سيواجه بعد حين هجماتٍ إضافية من مقاتلي حزب العمال الكردستاني...... ، أما في الحالة السورية فإنه سيواجه جيشاً عقائدياً جاهزاً للدفاع عن الأرض السورية وشعباً لا يقبل لهذا العثماني أن يلوث التراب السوري المقدس ، وعليه أن يستعد لمئات الهجمات التي ستنفذها نسخٌ عديدة من حزب العمال الكردستاني ... ما سيحول مغامرته إن هو فعل ... "ولا أظنه بفاعل " إلى كابوسٍ يقض مضجعه .. ، ولا ننسى قبل هذا وذاك أن روسيا لن تسمح بتمدد وتعاظم الدور التركي على الأرض السورية ...... . .
(٣).. الأعراب وعقوباتهم : ..ليركب الأعراب أعلى ما في حميرهم وبغالهم ..فجامعة الإنبطاح العربي ستمضي هي وازلامها في المؤامرة قدماً وسيكون الجانب السوري كما في كل مرة هو من رفض وإمتنع عن تنفيذ أي مطلب شعبي أو "عروبي "صهيوني وبالتالي سيكون الإنتقال إلى الخطوات التصعيدية العدائية ضد الأمة السورية بأرضها وشعبها وجيشها وقيادتها وحضارتها وعزتها وشموخها وابائها أمراً مبرراً وضرورياً وحتمياً وواجباً ، وعقوباتهم السياسية ستتمثل بسحبٍ لسفرائهم . وكثيرهم قد فعل ، و إعلان إبعاد سفراء سوريا من بلادهم ، ثم الإعتراف بمجلس الكرزايات الاستنبولي بقيادة الزعيم الليبرالي الإخونجي غليون!!! ، وقد يكون من الآثار الإيجابية العقوبات الصهيونية باليد العربية والخليجية حصراً والقطرية الحمدية تحديداً ، قد يكون اثرها إيجابياً ، كإنعتاق سوريا من كل التزاماتها تجاه كيان الجامعة والمؤسسات التابعة لها ، وتحررها من أصفاد التآمر العربي المشترك على العمل العربي المشترك، .... ، وأما عقوباتهم الإقتصادية ، فإن القاصي يعرف قبل الداني أنها ستكون محدودة الأثر خصوصاً بعد إن يتم تعبيد اتوستراد دمشق بغداد طهران ، حين يصبح هذا الأتوستراد سالكاً ، وحين تعبره الشاحنات دون أن تعترضه حواجزٌ لجيش الإحتلال الأميركي الذي سيجرجر أذياله بعد اسابيع قليلة ، يمكنكم أن تتخيلوا المشهد آنذاك .. ، وأسألكم أن تجيبوا .. أي حصارٍ هذا وأية عقوبات ستكون ، جوابي أنا أن حصار العربان لسوريا سيكون عقيماً وبلا تأثير ملحوظ على حياة المواطن السوري ومعيشته ، وهنا قد يقول قائل : أن العراق سيلتزم بالعقوبات طالما أنها صادرة عن الجامعة العربية ، وبالتالي لن يكون بمقدور السوريين أن يراهنوا على تساهلٍ عراقي في تنفيذ هذه العقوبات ... وسأجيبه بكل بساطة ، أن العراق بلد عربي هذا صحيح ، وهذه نقطة في صالح السوريين ، فالعرب لم يكونوا يوماً قدوة في تنفيذ الالتزمات وقد فعلتها سوريا من قبل ... وتحديداً مع العراق يوم كان محاصراً بأشد العقوبات . ولم تكن على مستوى العربان ، وإنما عبر الأمم المتحدة ، مخطيء من يعتقد أن السوريين حينها التزموا تنفيذها بحذافيرها ، ولا ننسى التأثير الإيراني الإيجابي في الشأن العراقي ما سينعكس أيضاً إيجاباً على سوريا...... .
(٤).. عصابات القتل والإجرام وقطع الرؤوس : .. هذه التي قد تأخذ دعماً سلجوقياً إضافياً ومتزايداً ، وتمويلاً نفطاً خليجياً بشكلٍ عام وسعودياً قطرياً بشكلٍ خاص و-بلا حدود ، لكن الواقع على الأرض أثبت أن هذا الدعم كان أيضاً دون التأثير المرتجى على مدار الأشهر الماضية ،ولايتوقع له إن نحنٌ حكمنا العقل والمنطق أن يخرج عن وضاعته ومحدوديته ، وحالهم سيبقى على ماهو عليه من تشتت وتشرذم ، ينتقلون من حارة إلى أخرى ، ومن قرية إلى أخرى ، يخرجون تحت جنح الظلام كالخفافيش لممارسة عهرهم وتنفيذ أوامر أسيادهم بالخطف والإغتصاب والقتل والتمثيل بالجثث ، لكن اجرامهم هذا سينكفيء سيما بعد إعتقال وقتل المئات منهم ، وبعد انفضاح عهرهم واجرامهم وعمالتهم ووصول الأمر بأبناء قراهم واحياءهم حد الرفض لممارساتهم وتحديهم لهم في أحيان كثيرة بالخروج في مسيراتٍ مؤيدة للنظام .
(٥).. أميركا ..والعراق : .. الجميع يعلم أن أحد أهم أسرار وأسباب حالة السعار والهستريا التي اصابت فريق المتأمرين هو المهلة الزمنية المتبقية والمحدودة جداً للإنسحاب الأميركي من العراق ، وأن هذا هو أيضاً ما دفع أعراب الجامعة إلى اللجوء إلى حرق المراحل والتكثيف من اجتماعاتهم ، والذهاب إلى أبعد مدى في قراراتهم ، وتنفيذهم لأوامر الناتو بالإسراع في إتخاذ الإجراءات والعقوبات ضد النظام السوري ، إذاً هي عملية عد للأيام والقيادة السورية يمكنها بكل تأكيد الصمود لأسابيع وأشهر قادمة ، وبعد رحيل الأميركي سوف يختلف كلياً عما قبله و سيكون صمودها قابلاً للإستمرار لسنوات ، والواضح أن لا دمشق ولا طهران ولا الحكومة العراقية على إستعداد لتقديم أية تنازلات في هذا الشأن ، رغم قساوة وفظاعة الهجمة على سوريا ، وبالتالي فإن الأمور تسير نحو مزيدٍ من التصعيد من قبل الغرب تستخدم فيه كل الوسائل اللاأخلاقية وكل الأدوات الرخيصة ، وفي مقدمتها الجامعة العربية ، التي ستكون الخنجر الذي يطعن الجسد السوري مراتٍ ومرات خلال الفترة المقبلة ، وقد استعدت القيادة السورية لهكذا سيناريو ، ولن يكون بالنسبة لها صادماً أو مفاجئاً ... لكنها أيضاً لن تقدم التنازلات لأن الصمود لغاية نهاية العام الجاري أفضل للقيادتين الإيرانية والسورية من تقديم تلك التنازلات .
(٦).. الحلفاء : .. من البداهة بمكان ذكر حزب الله كحليفٍ قوي للقيادة السورية ، هذا الحزب الذي تقول مصادر مقربة منه أن خططه جاهزة منذ وقتٍ طويل لمواجهة أي عدوان محتمل على الحليف السوري ، وأن كوادر الحزب ستكون جاهزة للقيام بدورها في هذه المواجهة ، طبعاً بالتنسيق مع الحليفين السوري والإيراني ، وأما إيران التي وإن تعرضت على مدار السنوات الماضية لشتى أنواع الضغوط والتهديدات بالقيام بعمل عسكري ضدها ،لكنها اليوم تواجه أشرس وأعتى وأخطر التهديدات على الإطلاق ، فهي مهددة بذاتها وارضها عبر حربٍ قد تشن عليها أو عملية عسكرية محدودة في أفضل الأحوال ، وهي مهددة من خلال زعزعة الوضع السوري .. حليفها الأقوى ، ومحاولة إركاعه واخضاعه وتغيير المعادلة على الأرض لصالح من اعلنوا أنفسهم قادة التغيير نحو الحرية والديمقراطية في المنطقة ، .. . إيران لا يمكنها النأي بنفسها عما يجري في سوريا ، وهي معنية فيه أكثر من أية دولة أخرى لأنه قد يحدد مستقبلها ووزنها على الساحة الإقليمية والدولية ولهذا كله فهي أيضاً لن تلعب دور المتفرج والمراقب ، بل على العكس فإن دورها سيكون فاعلاً وبارزاً وستبقى تشكل في جميع الأحوال السند والدعم القوي لسوريا .. ، ولن ننسى طبعاً الحليف الروسي القديم المتجدد الذي لا يوفر فرصةً للتعبير عن ثبات موقفه ودعمه للقيادة السورية ، هذا الموقف الذي يصر أيضاً وفي كل مرة على أن يشرح وجهة النظر الروسية والأساس الذي تستند عليه في تبنيها لهذا الدعم ، فالمسؤلون الروس على إختلاف مستوياتهم القيادية هم أكثر من شرح بالتفصيل وبطريقة تفوقوا فيها أحياناً على الإعلام السوري ، حقيقة ما يجري على الأرض في سورية ، وهم أول من وصف رجالات "الثورة السورية السلمية " بالعصابات الإرهابية المجرمة ، ... لا يضير القيادة الروسية أن يكون أحد أسباب وقوفها إلى جانب سوريا هو المصلحة الشخصية ، لأن هذا حق لا ينبغي أن يصدم أحد ، فالجميع يعرف أن السياسة في نهاية المطاف هي لعبة مصالح و أن المنطقة تتجه إلى العودة إلى سياسة المحاور ، و أن محوراً جديداً يتشكل تتزعمه روسيا و سيكون لسورية فيه شأنٌ كبير ..وهذا لا يضير أيضاً القيادة السورية ، خصوصاً أنها لطالما قامت هي بهذا الدور ولعبت نفس اللعبة كما معظم دول العالم ، لكن المهم .. ، والمهم جداً هنا أن نذكر أن روسيا هذه المرة تدعم القيادة السورية إنطلاقاً من مصالحها لكنها مدفوعة أيضاً شأنها شأن باقي الدول التي ساندت سوريا كالصين و الهند و البرازيل ، بجلاء الحقيقة وصفاء الصورة ونقاء المشهد ، وبالأدلة والإثباتات الدامغة التي تؤكد صدق الرواية السورية ومطابقتها للواقع .. ، ولهذا كله كانت روسيا وستبقى عند موقفها المساند والداعم للقيادة في سوريا.... .
(٧).. الشعب والجيش والقيادة : باتت الحرب على النظام السوري حرباً على سوريا ، وهذا ما أوقع فريق المحاربين في حرج ، وكشف خبث نواياهم وعراهم.... ، ، وضوح المشهد بكل تفاصيله وجزئياته ومكوناته لكل ذي بصيرة و إدراك ، شكل وكون قناعة راسخة عند الشعب السوري بجميع أطيافه أن الهجمة الناتوية وأدواتها الأعرابية لا تستهدف النظام فحسب ، وانما المارد السوري الذي بات أمر إركاعه هدفاً اجتمعت على تحقيقه كل هذه القوى بشرورها وفجورها ودمويتها وقذارتها ، ولهذا كان إلتفاف البعض من أفراد الشعب حول القيادة ، ووقوفه خلفها هو من حيث المبدأ هو وقوفٌ مع الذات ، وإنتقامٌ للكبرياء السورية ، والكرامة السورية ، لكنه كان بالنسبة للغالبية هو ما سبق وذكرت إضافة إلى دعم الرئيس الأسد تجسيداً للقناعة السائدة أنه الشخص الأمثل لقيادة مسيرة الإصلاح في سوريا ، والإنتقال بالبلاد نحو مرحلة ما بات يطلق عليه الجمهورية الثالثة ، هنا أقول أن حجم التأييد والدعم الشعبي الذي حظي به الرئيس الأسد كان حالةً لم يعرفها أيٌ من رؤساء أو أمراء أو ملوك بني يعرب الميامين في هذا الزمن العربي الرديء ، فالملايين التي تنزل بإستمرار إلى الشوارع وتملأ الساحات هي السند الفعلي والدعم الحقيقي الذي يستند إليه الرئيس الأسد، هذه الحالة الفريدة تماهت مع دعم قوى الجيش والأمن لخيار القيادة السورية وخطها المقاوم ، ومن الشعب والجيش يستمد الرئيس الأسد قوة إضافية وعزيمة لاتلين ، وقدرة على المواجهة مستنداً على قاعدة شعبية واسعة ، وجيش إختار الوقوف خلفه وتنفيذ أوامره ، هذا الجيش الذي تنامت عنده وتعاظمت حالة التحدي ، هذه الحالة التي خلقتها وأنضجتها وضاعفتها عمليات قتل زملائهم ، والتمثيل بجثثهم ، فزادته عزيمة وقوة وإصرار على المواجهة والحسم ، ورفعت من معنوياته فيما ارادت الجهات المتآمرة عكس ذلك ، فعمليات الإرهاب والإجرام والقتل التي إستهدفت أفراد الجيش وعناصر الأمن وحفظ النظام خلقت حالة من القهر والغضب نتج عنها زيادة عزيمتهم واصرارهم على التحدي وحسم المعركة والإنتقام لدماء رفاق السلاح وكرامة الأمة السورية ، وأخيراً أقول أن من يريد أن يسقط الرئيس الأسد عليه أن يجد حلاً لمعضلة إمكانية أن يسقط بدايةً الشعب السوري بملايينه التي تقف خلف الأسد وتدعمه إلى ما لانهاية ، وعليه أن يجد حلاً لمعضلة حالة التماسك بين أفراد الجيش السوري ولحمته وتكاتفه وتفانيه في تقديم الروح والجسد في سبيل تراب الوطن . ... وإن سألني أحدكم هل لهكذاً معضلة من حل ... فجوابي سيكون لا .. ولا . بكل تأكيد .... .