أيُّهَا الرَّاحِل
أتريدُ الرَّحيل بعيدًا، بعد أن سكَنت روحَك أعماقي
لتتركني وحيداً للأسى نديماً
أتَجرَّعهُ علقماً يحرق داخلي كلما ذَكرتُك
ستغيبُ شمسُك ،
التي كانت تشرق ضاحكةً مستَبشِرة
ليعقُبَها ليل بهيم موحِشُ
يستَلُ خِنجرهُ حين تنامٌ عيون من حولِي
وفي السُّويداءِ يفجِّرُ أنهارَ حزنٍ أسودِ
أتُراك تتركني للسُّهادِ ينهش داخلي،
كُلَّما استثقَلَنِي مضجعي،
ينفثُ سماً في أضلعي
يتهاوى صبري حُطاماً
أسَلِّمُني للتِيه للألمِ
***
سأفتقدُ دفئ عيونكِ السابحات في بحر الهُدوءِ
سأفتَقِدُ همسك المعبّقِ بأنسام الحنانِ
ونبضات عذبَةٌ من قلبك الطيب
ترتّلُ آيَ الوفاءِ
ولحنَ الوداد
كانت تنعِشُ أعصابي المُثخَنة بجراحِ الهمومِ
سأفتقدُ بسماتٍ من شفتيك ضاحكات
تَرسُمَ ببراءتها في قلبي فسيفساءَ بألوانِ الفرح والعنفوانِ
كطفلٍ يحضُنه صدرُ أُمِّ رحيمٍ
فتتولَّدُ من بين شفتيه ابتسامة
تُسعِدُ العالم كلَّه