لست من الاغواط و إنما زرتها كمرافقة لأختي التي كانت ستجتاز مسابقة الماجستير . و لسوء حظها كان يوم ماطرا فاضت فيه المياه من كل جانب وقد استقبلتنا عند أحد جسورها الذي أصبح كأنه البحر و بالطبع الطريق مقطوع و لاتفصلنا عن الولاية سوى 40 كم و بقينا ننتظر أكثر من ساعة أو يزيد و بشق الأنفس وصلنا للولاية التي اضطرت أن تؤخر الإمتحان لأن أبناء الولاية أنفسهم لم يتمكنوا من الوصول . أتدري لما لقد كانت كل شوارع المدينة غارقة في المياه لأن الولاية قد أغلقت كل مجاري الصرف مما أدى إلى تراكم المياه في كل مكان و بهذا صعب الوصول إلى الجامعة و أنت داخل الولاية ، وتستقبلك الجامعة أيضا ببحيرتها الخاصة. لذا أدعو الله أولا أن يكون نهارك مشمسا أما المبيت ليس مشكلة ، أحسب أن ولايات الجنوب تسمح بالمبيت في الاقامة الجامعية . عفوا على هذه الاطالة التي لم أجب فيها على سؤالك غير أني أردت تنبيهك وكل من يقصد هذه الولاية أن تطلعوا على الأحوال الجوية و تضعوا في الحسبان هذا النوع من المشاكل فربما يفوت عليكم الفرصة .
و كنت قد نويت أن أحكي هذا المشهد ونسيت وأنت الآن ذكرتني بما بقى في نفسي راسخا . و قد أشفقت على أهل هذه الولاية و تساءلت أين مسؤوليها مما يحدث و فهمت سبب وقوع الفيضانات في الجنوب .غير أننا استمتعنا بمشهد الوادي الذي يشبه النهر الكبير غير أنه بني ، وقد خرج أبناء الولاية لرؤيته وأخذ صورله . وهذا أجمل ما رأيته في الولاية .