اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين سليمان
غريب ما أقرؤه حقا أيعقل أن يصل تعيين الأساتذة الجامعيين الى
هذه الدرجة من اللامبالاة ؟ أهذه منارة الوطن ؟ بالله عليكم اسعوا الى
تغيير الوضع قبل أن يتفاقم الوضع فيهلك الوطن كنا نعتقد أن الأمر يتعلق
بوزارة التربية فقط واذا به تصل الى الجامعة رمز الثقافة والتغيير الى أين أنت
متوجه أيها الوطن المفدى؟
يجب التغيير ...يجب التغيير ....يجب التغيير .
نرجو من الفيلسوف الجديد أن يقترح طريقة التغيير.
|
تحية تروق لك كما تحب، مرموقة كما أحب، و رونقية كما يحبها كل الناس
أما بعد
أخي الفاضل
حدث معي بخلاف ما حدث لصاحب المشكلة
فأنا قضيت مع اللجنة أطول مقابلة في تاريخ مسابقات التوظيف الجامعي
إذ اجتزت ثلاث مقابلات في ثلاث جامعات مختلفات و متباينات و متضاربات
و المشكل الذي حدث معي أنّ اللجنة فتحت نيرانها اللغوية و بنادقها المعرفية و مدافعها النقدية
و المعضلة أني كنت دائما أتصدر قائمة المترشحين ربما بسبب ألفائية لقبي الطويل و أبجدية اسمي الغريب
و في إحدى المقابلات كاد الوقت يقترب من الساعة لولا تدخل رئيس الكلية الذي اسقط المنشفة وسط المعركة المبتلة بعرق الإجابات و دخان الأسئلة، و أخرجني من كتفي متمتما "مرضتنا بفلسفتك الجديدة"
و رغم أن اللجنة عانقتني بكثير من الثناء و الإثراء و الامتنان و الإطراء
لاستكشف ذات ميعاد مع النتائج و موعد مع الملصقات أني من الراسبين، و أن الأمر دبر بليل
أما عن التغيير الذي ننشده جميعا
فيبدأ بتغيير أنفسها.
- ما رأيك أن نقاطع كل هذه المقابلات و هذه المهازل ... أكيد لن توافقني ... بل لن أوافق نفسي في ذلك لأني مثلكم أبحث عن ذاتي وسط ركام العادة و الانفلات ، أبحث عن شيء يشبهني، عن شيء أعرفة و يعرفني.
- ما رأيك لو نستقيل جميعنا من التعليم العالي و نتوقف عن البحث.... أكيد لن توافقني ... بل لن أطاوع نفسي في ذلك ، لأني ولد باحثا و أموت باحثا .. حتى لو قضيت ألف عام خلف قضبان اللجان المتربصة بإقصائي.
- ما رأيك لو نموت كلنا ... و ترتاح الجامعات من ملفاتنا العامرة بالشهادات و المقالات و المشاركات التي تحرج اللجان المسؤولة عن التوظيف الجامعي؟ أكيد لن توافقني ... بل لن أقدم على الموت لأني اعتدت الحياة القاسية.
أخي الفاضل ...
كل ما نملكه هو الانتظار
انتظار جيل جديد بفلسفة جديدة و أفكار راقية و تدابير نيرة و حيل شرعية و انتقادات شرسة و حضور عنفواني
ربما سيتصدر المسؤوليات و المحافل و المواقع و يعيد كتابة الحاضر بلغة أوضح و أشجع و أنفع و أعدل
عندها ستنقرض أزمنة الرداءة و تكتب لنا الحياة من جديد
انتظر ... سأنتظر معك ... كلنا ننتظر ... لأننا ولدنا في زمن الانتظار
أخشى أننا سنموت في غرف الانتظار قبل أن يحضر هذا الجيل الذي يملك مفاتيح غرف العمليات
مع تحيات الفيلسوف الجديد