أنواع البحوث
كيفية إعداد البحوث الكمية والبحوث الكيفية وبحوث الفعل
عائشة العنزي
يعتبرالبحث العلمي عملية فكرية منظمة تقوم على إتباع المنهج العلمي من أجل تقصي الحقائق في مشكلة معينة للوصول إلى حلول ملائمة أو نتائج صالحة للتعميم على المشاكل المماثلة، ومن أهم خصائص البحث العلمي الأصالة والإبداع والأمانة العلمية والموضوعية والدقة والاعتماد على الموضوع، كما أن نتائج البحث العلمي مرهونة بالمنهج المستخدم فيه، ولا يمكن أن يعتد بنتائج بحث ما لم يكن المنهج المتبع فيه سليماً. ت
مهارات بحثية يجب أن تتوافر في الباحث وهي: ت
الملاحظة والتجربة
المقارنة والاستنتاج
التنبؤ والتصنيف والقياس باعتبارها جزءا من مهارات البحث العلمي
الثقة في قدراته الإدراكية والتفكيرية والمقدرته على التذكر
استخدام الحواس في الملاحظة للوصول إلى المعرفة
كذلك يجب على الباحث أن يكرر ملاحظاته حتى يضمن عدم الوقوع في الخطأ. ت
تنقسم التصنيفات البحثية إلى : ت
بحوث أساسية وهي موجهه لتطوير النظريات
بحوث تطبيقية موجهه لاختبار النظرية ولتطبيق المعرفة الجديدة لتحسين الواقع العملي للنظرية
بحوث أكاديمية لنيل درجة أو ترقية
بحوث كمية تهتم بجمع البيانات وتعالج بأساليب إحصائية تقود إلى نتائج يمكن تعميمها
بحوث كيفية تعتمد على ظاهرة معينة يتناولها الباحث بالدراسة في ظروفها الطبيعية وهذا النوع من البحوث سوف نتكلم عنه بالتفصيل. ت
أولاً: البحوث الكمية
تعتبر البحوث الكمية من أكثر البحوث شيوعا واستخداما من قبل الباحثين عامة والباحثين العرب خاصة، وأصبح الاتجاه لهذا النوع من البحوث كبيرا لأن الملاحظة المباشرة التي كانت تستخدم في البحوث الكمية كطريقة من طرق بحث الظواهر الاجتماعية غير كافية في مساعدة الباحث في الإجابة عن العدد المتزايد من التساؤلات التي تطرحها الظروف والتغيرات الحديثة. ت
وينقسم البحث العلمي تبعا لسؤال مشكلة البحث إلى بحوث تجريبية وبحوث غير تجريبية، ويقصد بالبحوث التجريبية تلك التي تعتمد على استخدام التجربة المحكمة في تأكيد فرضيات البحث أو رفضها، والبحوث غير التجريبية يقصد بها البحوث التاريخية والبحوث المسحية، وتستخدم البحوث المسحية في العلوم الإدارية والاجتماعية والتربوية. ت
تعرف البحوث الكمية على أنها تلك البحوث التي تستخدم الأرقام في تحليل بياناتها وتخضع لشروط الصدق والثبات وتعالج بياناتها إحصائيا ، ويمكن تعميم نتائجها على المجتمع الأصلي، وهي تعتمد على البحوث المسحية التي تعني بجمع البيانات من خلال استعمال أدوات قياس كمية. ت
الهدف من البحوث الكمية هو التأكد من صدق الظاهرة ، ودراسة المجتمع الأصلي للعينات، دراسة السلوك، وملاحظة الظواهر التي يمكن ملاحظتها. ت
وتمر البحوث الكمية بخمس مراحل وهي مراحل مترابطة وكل واحدة تتأثر بأخرى . وهذه المراحل: ت
أولاً: مرحلة تحديد المشكلة ( مشكلة البحث ) وذلك عن طريق: ت
أ-مصادر المشكلة البحثية من (الخبرة البحثية ، استشارة المختصين ، دراسات سابقة أو ندوات ومؤتمرات ، وسائل الإعلام والانترنت). ت
ب-صفات المشكلة البحثية ( عدم الإضرار بمصلحة عامة أو خاصة ، لا تخالف مبدأ شرعي أو قانوني ، تقع ضمن الإمكانيات المتاحة للحصول على البيانات اللازمة). ت
ثانياً: مرحلة تحديد أهداف البحث وصياغته وأسئلته وفرضياته
ثالثاً: مرحلة جمع البيانات
رابعاً: مرحلة تحليل البيانات عن طرق: ت
أ-الإحصاء الوصفي ( عرض البيانات ، مقاييس النزعة المركزية ، مقاييس التشتت). ت
ب-الإحصاء الاستدلالي ( العلاقة بين متغيراالبحث ، الفرق بين مجموعتين ، التنبؤ). ت
خامساً: مرحلة كتابة النتائج والتوصيات ( رصد النتائج ، تقديم التوصيات ، ملخص البحث والتوثيق). ت
تستخدم في البحوث الكمية ثلاث طرق: ت
الطريقة الأولي هي الطريقة الإحصائية أي المعالجة الرياضية للبيانات الكمية ومنها الإحصاءات السكانية والزواج والطلاق والمواليد والوفيات. ت
الطريقة الثانية هي المسح الاجتماعي ونعني بها تسجيل وتفسير الوضع الراهن لنظام اجتماعي أو لجماعة أو لبيئة بهدف دراسة الواقع الاجتماعي للحصول على بيانات يمكن تصنيفها وتفسيرها للاستفادة منها في التخطيط المستقبلي . ت
الطريقة الثالثة وهي من شقين socio ويعني اجتماع و metro ويعني قياس ومن ثم السوسيومترية وهي طريقة للتعرف على درجة الانجذاب والتنافر التي يظهرها الأفراد تجاه بعضهم البعض، ويتم في هذه البحوث طرقتين للقياس وهما: ت
أ- الاستخبارات أو الاستبيانات
ب-الاستبار ( لقاء شخصي بين الباحث والمبحوث وعادة يكون المبحوثين لا يستطيعون القراءة والكتابة ويقرأ الباحث لهم باللهجة العامية أو الدارجة حتى يستطيعوا الفهم ليدون الباحث إجاباتهم في استبانتهم ، يجب أن يجيب كل واحد على حده ). ت
مميزات البحوث الكمية أنها تتيح للباحث أمكانية القياس الكمي للظواهر قيد البحث ، وتوفر للإدارة التربوية أرضية علمية لاتخاذ القرار ، وتساعد في تحديد مجموعة من بدائل الحلول، وتستخدم في أغلب البحوث بسهولة ). ت
ومن أهم عيوبها أنها لا تقيس الظواهر أو العوامل اللاكمية أي غير القابلة للقياس ، وفي حالة البدائل وحل مشكلة اختيار الحل الأمثل لا تسمح باختيار الحل الأمثل إلا بمعيار واحد فقط ، وهي تحتاج لتكلفة عالية ونجد بها صعوبة تعميم النتائج إذا كانت العينات غير ممثلة تمثيلا تاما للمجتمع الأصلي. ت
ثانياً:البحوث الكيفية
يعرف البحث الكيفي على أنه جهد منظم يعتمد الملاحظة للسلوك بهدف التوصل للأسباب الحقيقية للتصرف، أي يعتمد على الملاحظة الحسية والعقلية والكيفية ويعتمد على تواجد ظاهرة معينة كما يهتم البحث الكيفي بالإجابة على تساؤلات تبدأ ب لماذا؟ أو ماذا؟ أو متى؟ ويعتمد البحث الكيفي على صفة أساسية تتمثل فيما يمنحه للباحث من فرصة لفهم معنى الظاهرة موضوع البحث. ت
خصائص المنهج الكيفي
يعتمد المنهج الكيفي بشكل أساسي على إدراك الموضوع وتفسيره، وعند تطبيقه يجب على الباحث أن: ت
يتعرض للموقف بشكل مباشر ليلاحظه ويجمع البيانات عنه وذلك عن طريق الملاحظة المستمرة إما عن طرق حضور اجتماعات أو التواجد في أماكن تجمع أفراد العينة. ت
يجمع الباحث البيانات النوعية للأبحاث الكمية بصورة كلمات لفظية أو صور بدل استخدام الأرقام وذلك عن طريق مقابلات أو تسجيلات أو كتب دراسية أو صور. ت
يحلل البيانات بطريقة استدلالية وأن يهتم بمشاعر الأفراد ومداركهم للمجالات الحياتية وقيمهم التي يدركونها وليس كما يدركها الباحث. ت
ويجب على الباحث أن يلتزم بأخلاقيات البحث وهي: ت
أ-الصدق العلمي ( الانحياز العلمي بايجابياته وسلبياته ). ت
ب-الحفاظ على صالح المبحوثين أي أن لا تكون نية مضمرة لتشويه أفكارهم ومعتقداتهم من خلال اختبار عينة شاذة غير ممثلة تعتمد التشهير، أن يختار أداة البحث المناسبة لتعليمهم وثقافتهم حتى تتطابق تعبيراتهم مع ما يقصدونه تماما، أن لا يحرج المبحوث وأن يعلن أسفه واعتذاره فور إحساسه بعدم ارتياح المبحوث. ت
جـ-احترام الثقافة المحلية مع تقويمها من زاوية وظيفتها لهم لا من زاوية ثقافة أخرى دخيلة. ت
د- احترام القواعد التشريعية في إجراء البحوث خلال استخراج التصاريح والالتزام بضوابطها. ت
وبما أن البحوث الكيفية تشتمل على الدقة والشمولية في أداة الملاحظة التي تعتمد عليها في جمع البيانات أصبح يفضل استخدامها في معالجة الكثير من القضايا والمشكلات البحثية. ت
والنقد الموجه لهذا النوع من البحوث هو أنها: ت
أ-بحوث غير علمية أو موضوعية وغير مفيدة وهذا غير صحيح لأنها علمية وموثوق في نتائجها، وموضوعية لأن الباحث يعرف انحيازاته صراحة ولدية منظور معين يتكلم عنه بناءا على الرؤية التي يتبناها كما لاحظها تماما. وهي مفيدة لأنها تكمل البحوث الكمية للتقدم في المجالات الإنسانية عموما. ت
ب-لا تصلح للتعميم فهو صحيح لأن الشمولية في التعميم لا تصلح للحالات المنفردة . ت
ثالثاً: بحوث الفعل Action Research
تعتبر بحوث الفعل مجموعة من العمليات التي تمكنك من تحسين أدائك التدريسي وتطوير تصميم المناهج ومنظومة التقويم وذلك عن طريق تسجيل ملاحظاتك ثم عرضها للمناقشة مع غيرك من المهتمين في هذا المجال لعمل ندوة أو سمنار أو حتى عن طريق نشرها في المجلات التربوية أو العلمية أو الدوريات المختصة في هذا المجال. ت
وبحوث الفعل عادة ما تعالج مشكلة ما . وهي تتم في الواقع وهي غالبا ما تعطينا نتيجة تحسن الوضع التعليمي وتساعد المسئولين وأصحاب القرار في اتخاذ القرارات المناسبة والحكيمة حيال المشاكل المطروحة على الساحة. ت
والغرض من بحوث الفعل هو تحسين الممارسات التعليمية الخاصة بك كمعلم فيجب أن تحدد المشاكل التي تواجهك في الفصل أو المدرسة وتحاول أن تحلها عن طريق بحوث الفعل، ولذلك يجب أن يقوم الباحث بتحديد انطباعه عن هذه المشكلة وعمل خطة لمواجهتها والعمل على تنفيذها ومتابعة ومراقبة النتائج حتى يصل للحل المناسب . ويجب على الباحث إذا اكتشف أن خطته لم تكن على المستوى المطلوب أو واجهته مشاكل في التطبيق يجب أن يضع خطة بديلة على الفور وتطبيقها من جديد وتقييمها ليحصل على ما يريد من نتائج تساعده في حل هذه المشكلة بما يعود بالفائدة على العملية التعليمية ككل. ت
بحوث الفعل لا تعمم لأنها تتطرق لمشكلة ما خاصة بجهة معينة أي تكون لمواقف محددة، مثال إذا كان معلم مادة معينة مثلا يدرس فصلين فليس بالضرورة أن تكون المشاكل التي يواجهها في الفصلين واحدة أو نتيجة لنفس الأسباب. ت
بحوث الفعل عادة ما تكون من واقع العمل في أي مجال وهنا سوف نتحدث عن بحوث الفعل التي طبقت على تدريب المعلمين لتحسين الواقع التربوي ومنها التدريب على رأس العمل أي التدريب أثناء الخدمة ( In - service training ) والتي عن طريقها يزيد المعلم معلوماته وينمي مهاراته. وهذا التدريب أو الخبرة المنظمة التي يحصل عليها المعلم غالبا ما تؤثر إيجابا على اتجاهاته أو تصحح فهمه لعمله . و يعتبر هذا التدريب عملية تعليمية لمساعدة المعلمين على أداء أعمالهم بكفاءة أكثر مما سيكون له نتيجة في تحسين نتائج الطلاب. ومن أهم الأساليب المعروفة لبرامج تنمية المعلم هي التدريب أثناء الخدمة واللقاءات التربوية وورش العمل والقراءات الموجهة . ولكي تقدم برنامج ناجح يجب أن يكون للبرنامج أهدافا معينة ،و أن يهتم بحاجات المعلمين والمدرسة معا ،و أن يكون للمعلم دور فعال في التخطيط والتنفيذ لهذه النوعية من البرامج ، وأن يقام في أوقات مناسبة للمعلمين وأن تكون المدارس مهيأة لتطبيق نتائج هذه البرامج . ت
ولكي ترغب المتدربين أو مسئوليهم لهذا النوع من البرامج التي تدعوا للتغيير في طريقة العمل أو الإنتاج يجب أن تساعدهم على رؤية الجانب الجيد وتقديم الحوافز المعنوية كما يجب أن توضح لهم ما الذي تريد تغييره وشرح أهميته لهم وفهم أن ذلك لن يحدث دفعة واحدة وتبدأ بالفعل لا الكلام لأن ذلك ما يجعل الأمور أفضل. ت
المصادر: ت
حبشي، محمد. البحوث الكيفية. ت
ناصف، محمد. البحوث الكمية والمشكلات التربوية المرتبطة بها. ت
إبراهيم، شعبان. بحوث الفعل من أجل تحسين الواقع التربوي. ت