مضت الأيام وأنا أنتظر تلك اللحظات
آخر محطات الحياة، وأولى خطوات الممات
وقد ألقى الظلام بمعطفه الموحش على المكان
كنت أرقبه من بعيد وكلّي وجل
كانت يداه ملقاتان على المكتب
تداعبان رأس ذلك الخنجر المسنّن
ورفع إلي نظرة ارتجف لها كياني
نظرة تتحدّث عن دموية الرجولة
قام... فاقترب ثم دنا وأشهر خنجره أمامي
رفع يده القاتلة ومسح عن الجبين قطرات زكية
بحثت... حاولت... لكن رفضت عيناه أن تثبتا على عيناي
ورغم ذلك ... رأيت في تلك النظرات التائهة
رحمة المجبر على الانصياع للأمر الإلهي
رأيت تأوّه إبراهيم المكتوم ورقة قلبه العطوف
عندها... سلّمت للأقدار روحي
وخفضت رأسي وانحنيت استسلام إسماعيل الذّبيح لأبيه
وفارقت الحبيب... في لحظة ألم ...في لحظة حب...في لحظة موت
وكان آخر ما لمحت من الحياة