
الحلقة 02 "
قال الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي - رحمه الله -
في كتابه " نور البصائر والألباب ص( 63-64 )
فصل في حق الرسول صلى الله عليه وسلم
ثم بعد حق الله علينا: حق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو أولى بنا من أنفسنا ووالدينا ، وأرحم بنا وأشفق علينا من جميع الخلق، ولم يصل إلينا من الهدى والعلم والخير شيء إلا على يديه .
هو الذي وجدنا ضالين فهدانا الله به ، وأشقياء غاوين فاستنقذنا الله به.
ووجدنا مُوَجهين وجوهنا إلى كل كفر وفسق وعصيان ، فوجَّهنا الله به إلى كل خير وطاعة وإيمان.
لم يبق خير إلادلَّنا عليه ، ولا شرَّ إلا حذَّرنا عنه.
فله علينا أن نعلم أنه رسول الله حقاً ، وأنه خاتم النبيين ، لا نبي بعده، وأنه أُرسل رسالة عامة للمُرسَل إليهم ، وعامة في المُرسَل به .
فأما المُرسَل إليهم؛ فإنه مُرسل إلى العرب وغيرهم من أصناف الأمم ، على اختلاف أنواعهم ، وأجناسهم ،وإلى الجن .
وأما ما أُرسل به :فإنه أُرسل ليبيِّن للخلق أصول دينهم،وفروعه ، وظاهره، وباطنه ؛ لإصلاح العقائد ،والأخلاق، والأعمال ، ولصلاح الدين ، وصلاح الدنيا .
ونعلم أنه أعلم الخلق وأصدقهم وأنصحهم وأعظمهم بياناً وأعرفهم بما يصلح للخلق على اختلاف طبقاتهم ومشاربهم .
فعلينا أن نؤمن به كما نؤمن بالله، ونطيعه كما نطيع الله، ونقدم محبته على أنفسنا ووالدينا والناس أجمعين .
وعلينا أن نتبعه في كل شيء ولا نقدم على هديه وقوله قول أحد وهديه كائناً من كان.
وعلينا أن نوقره ونعظمه وننصره ، وننصر دينه بأنفسنا وأموالنا وألسنتنا، وبكل ما نقدر عليه، وذلك كله من أعظم منن الله علينا .
ونؤمن بأن الله جمع له من الفضائل والخصائص والكمالات ما لم يجمعه لأحد غيره من الأولين والآخرين ،فهو أعلى الخلق مقاماً وأعظمهم جاهاً وأقربهم وسيلة ، وأجلّهم وأكملهم في كل فضيلة، وحقوقه صلى الله عليه وسلم كثيرة قد أفردت ليها المؤلفات الكثيرة
يتبع
.