اَلْحَمْدَ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ وَعَلَى آلِ بَيْتِهِ اَلْأَطْهَار وَصَحَابَتُهُ اَلْأَخْيَارُ ,
أَمّّا بَعْدُ،
قال تعالى :
"وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا، إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ "
قال العلامة السعدي مبيّنا فوائد تعليق الأفعال المستقبلية بالمشيئة :
" فنهى الله أن يقول العبد في الأمور المستقبلة، { إني فاعل ذلك } من دون أن يقرنه بمشيئة الله، وذلك لما فيه من المحذور، وهو:
1-الكلام على الغيب المستقبل، الذي لا يدري، هل يفعله أم لا؟ وهل تكون أم لا؟
2-وفيه رد الفعل إلى مشيئة العبد استقلالا وذلك محذور محظور، لأن المشيئة كلها لله { وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين }
3-ولما في ذكر مشيئة الله، من تيسير الأمر وتسهيله، وحصول البركة فيه، والاستعانة من العبد لربه ( تفسير السعدي ص 474)
مشاركة قيّمة من الأخت الفاضلة " أمة الله ":
...اليقين فهو مربط الفرس ، إن كان الواحد منا متيقنا بصفات الله و أفعاله وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، عاش مطمئن القلب، مرتاح الفؤاد
فاللهم نسألك برد اليقين، و أن تدفع عن قلوبنا الشبهات والشهوات.
قُلْتُ : كَثِيرٌ مِنْ اَلنَّاسِ عِنْدَمَا تَذَكَّرَهُ بِقَوْلٍ " إِنْ شَاءَ اَللَّهُ " تَعْلِيقًا لِلْمَوْعِدِ اَلَّذِي أَعْطَاهُ - مَثَلاً - , فَإِنَّهُ يَقِلُّ لَك مُبَاشَرَةً :
" طَبْعًا إِنْ شَاءَ اَللَّهُ، اِعْلَمْ ذَلِكَ، وَهَذِهِ لَا نِقَاشَ فِيهَا , وَلَا أَحْتَاجُ أَنْ تُذَكِّرَنِي بِهَا ... " .
وَلَكِنَّهُ كَاذِبٌ فِي دَعْوَاهُ تِلْكَ , لِأَنَّهُ - وَإِنْ كَانَ يَعْتَقِدْ ذَلِكَ بِلَا شَكٍّ - عِنْدَمَا ضَرَبَ مَوْعِدًا مَعَ شَخْصًا مَا " غَدًا سَوْفَ أَتَّصِلُ بِك أَوْ سَنَلْتَقِي أَوْ أُنْجِزُ لَك عَمَلَ مَا " , لَمْ يَسْتَحْضِرْ فِي تِلْكَ اَللَّحْظَةِ بِالضَّبْطِ " أَنَّ اَلْمَوْعِدَ لَنْ يَحْصُلَ إِلَّا إِذَا شَاءَ اَللَّهُ وَوَفْقَ " , فَقَدْ كَانَ جَازِمًا مَعَ اِحْتِمَالِ عَدَمِ اَلْوَفَاءِ بِالْمَوْعِدِ " صفر باَلْمِئَةِ " .
ملوحظة:
أَتَمَنَّى سَمَاعَ اَلْقِصَّتَيْن مِنْ اَلْمِلَفِّ اَلصَّوْتِيِّ ( وَبِخَاصَّةٍ أَنَّ اَلْقِصَّةَ اَلثَّانِيَةَ يَرْوِيهَا اَلْمَعْنِيُّ نَفْسُهُ ) لِأَنَّ اَلْوَقْعَ يَكُونُ أَفْضَلَ مِنْ قِرَاءَتِهَا - كَالْفَرْقِ بَيْنَ حَقِّ اَلْيَقِينِ وَعَيَّنَ اَلْيَقِين .
القصة الواقعية الأولى: "نُــوصْــلُــوا!!!
حدثني بالقصة جاري عن ابن خاله الذي كان متوجّها إلى الجزائر العاصمة ـ كما سوف تسمعونه ـ:
فقد قال ابن خاله لصاحب سيّارة الأجرة: توقف لأقضي حاجتي..
فقال صاحب سيّارة الأجر: يجب أن نسرع فالطريق ما زال طويل لكي نصل للعاصمة..
فقال له: سوف نوصلوا "إن شاء الله " .
قال صاحب سيّارة الأجرة: بل نُوصولوا ...
قال ابن خال صديقي : نُوصلوا "إن شاء الله "!!
قال صاحب سيّارة الأجرة: قلتُ لك نُوصولوا !!
فهل وصلوا؟، اسمع ماذا حدث لصاحب سيّارة الأجرة في الملف الصوتي التالي... ـ تشويقا ـ ( لقد اصطدم صاحب سيّارة الأجرة بسيارتين للدرك الوطني في " بشلول"، فلمّا اصطدموا بالسيارتين، صاح ابن خال صديقي في وجه سائق سيّارة الأجرة : " نوصولوا"!!! استخفافا واستنكار واستهزاءا ).
-رابط الملف الصوتي :
https://www.4shared.com/file/5uic8PXlba/Nouslou.html
القصة الواقعية الثاني: "أنا ذاهب للعاصمة quelque soit x !!! "
حدثني بالقصة أستاذ فاضل جامعي قال: قلتُ لصديقي : أنا ذاهب غدا للعاصمة quelque soit x ( بمعنى مهما كان ). فقال لي صديقي مذكرا: قل إن شاء الله
فقلتُ له : قلتُ لك quelque soit x !
فهل ذهب؟، حدث ما لم يكن متوقعا البتّة، اسمع للأستاذ بنفسه وهو يحكي ذلك في الملف الصوتي التالي... ـ تشويقا ـ (قال: ولكن لما استيقظتُ صباحا وجدت أنّ الثلوج قد سقطت بكثافة إلى درجة أنّ كل وسائل النقل معطلة ـ لا سيارة ولا حافلة ـ حتى أنّي ذهبت إلى محطة القطار، فإذا بالرحالات معلقة هي الأخرى!!!)
-رابط الملف الصوتي : https://www.4shared.com/mp3/s3EV1-mAba/naciralger.html
وكتبه أبو جابر الجزائري
الجمعة 15 ذي الحجّة 1432
الموافق ل11 نوفمبر 2011