الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد
أرى أن هذا الشاب المراوغ يريد الإنتقام من هذه الفتاة بالتقرب إليها أولا ثم شيئا فشيئا يججرها إلى الحرام ثم يتبرأ منها في الأخر، و أمثال هذا الغلام كثر هذه الأيام و لهم تفكير واحد قائدهم في ذلك إبليس عليه لعنة الله، و كلهم بكاؤون أو متباكون في الأول ضاحكون مستهزؤون في الآخر
فإن كان يريد هذه الفتاة حقا فعليه أن يأتي البيت من بابه، فمناقشة الشروط و غيرها هو حق مشروع لكل مريد فتاة، و لكن ذلك يجب أن يكون عند أهل الفتاة و بحضور أحد محارمها (أخ أو أب مثلا) و ليس في ذلك أي مخالفة للأصول كما يعتقد كثيرون. و هذا أقل شيء عليه القيام به و هو أضعف الإيمان كما يقال. فإن فعل و تم الإتفاق فعليها ألا تخرج معه بمفردها و لا تكلمه بالهاتف لأن ذلك لا يجوز لهما شرعا حتى يعقدان العقد الشرعي و تصبح زوجته، و ذلك كله من أجل الحفاظ على كرامة المرأة و عزتها، لأنه إن كان يريد الإنتقام فإنه قد يقدم على الخطبة ثم يقول بكل بساطة قد غيرت رأي و لا أريد هذه الفتاة، و أما إذا عقد عليها فبعدها ليس دخول الحمام كالخروج منه.
وإن رفض ذلك فعليها أن لا تغتر بتباكيه و لا تلتفت إليه أبدا، و إن استمر في مضايقتها فعليها أن تخبر أهلها ليهشموا له أنفه و يوقفوه عند حده
و الله عليم بذات الصدور
والسلام