الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول اله أما بعد
أيتها الأخت الكريمة
إليك ما أراه صوابا لك و عسى أن ينفعك في دنياك و في أخراك <<يوم يفر المرء من أخيه° و أمه و أبيه° و صاحبته و بنيه° لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه>> و الصاحبة في الآية معناها الزوجة؛ فإذا عملت بما سأشير به عليك أفلحت بإذن الله، و أما إذا جعلت كلامي وراء ظهرك فإن كل ما ستقومين به بعد ذلك سواء لأن سبيل الحق واحدة و سبل الباطل كثيرة ملتبسة، قال تعالى << و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله>>
إن أول من ينبغي لك طلب السماح و العفو منه هو الله عز و جل، فعليك أن تتوبي إلى ربك قبل أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله و إن كنت لمن الساخرين و لأن ثلاثتكم واقعون في الكثير من المحرمات الظاهرة و الباطنة كما هو واضح من كلامك
و أول هذه المحظورات و أخطرها و هي منتشرة بشكل كبير بين المتمدرسين في جميع الأطوار هي الإختلاط المحرم شرعا، فعليك البعد عن هذا الرجل الأجنبي عنك (و عن كل من ليس من محارمك) فلا تجالسيه و لا تكلميه إلا في حدود الحاجة و لا حاجة لك إليه في ما أظن تستدعي ذلك.
فإذا التزمت بذلك و تبت من معصيتك لله و أفقت من الغفلة التي يقودك فيها الشيطان إلى الهاوية قودا كما يشاء و يزين لك سوء عملك فتظنينه حسنا ؛ فحينها ستنتقلين من ظلام المعصية إلى نور طاعة الله فتبصيرين بنور الله و عندها يتبين لك ما عليك القيام به تجاه صديقتك من إصلاح ذات البين و الدفع بالتي هي أحسن و النصيحة الخالصة لله للبعد عن هذه المحرمات
و لا تغرنك الحياة الدنيا و زينة شهواتها و خبائثها، قال تعالى <<و لا يستوي الخبيث و الطيب و لو أعجبك كثرة الخبيث>>
و لا يغرنك شبابك و صغر سنك فالموت مصير كل خلق حي و لو بعد حين (يوجد اليوم على وجه الأرض حوالي 7 ملايير نسمة لن يبقى منها أحد حيا بعد مئة عام إلا أقل من القليل) و اعلمي رحمني الله و إياك أن الآخرة هي الحياة الحقيقية و لذلك وصفها الله بالجمع في قوله<<وإن الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون>>
و الله هو هادي إلى سواءالسبيل
و السلام