منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كتاب: ضوابط تكفير المعين عند شيخي الإسلام ابن تيمية وابن عبد الوهاب وعلماء الدعوة الإصلاحية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-10, 12:08   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
ابوزيدالجزائري
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية ابوزيدالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

و أما تفريقك بين المشرك المنتسب للاسلام وغيره :
فالاسلام انما يثبت لمن أتى بالتوحيد ،و قد بين الله هذا أوضح بيان -في كتابه و على لسان رسوله- صلى الله عليه و سلم-،و قد قام أهل العلم" قياما بواجب الصدع( بالحق)" ببيانه بيانا -واضحا (لا لبس فيه)- .

يقول شيخ الاسلام رحمه الله:
(وَأَيْضًا فَإِنَّ التَّوْحِيدَ أَصْلُ الْإِيمَانِ وَهُوَ الْكَلَامُ الْفَارِقُ بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ وَهُوَ ثَمَنُ الْجَنَّةِ وَلَا يَصِحُّ إسْلَامُ أَحَدٍ إلَّا بِهِ.)
(مجموع الفتاوى) ج24ص235.

فالمشرك هل يصدق عليه اسم الاسلام طبعا لا ،و انما اختلفوا في كون المشرك المنتسب الى الاسلام كافرا" أصليا" أو" مرتدا" لأن من قال أنه مرتد راعى كون أبويه مسلمين و من قال بخلافه لم يراعي ذلك ،و ليس هذا من صميم ما نحن فيه فلا داعي للتطرق اليه .

فنعود الى ما كنا فيه فنقول:اليهودي و النصراني الذي لم تبلغه الحجة الرسالية هل يقال انه مسلم طبعا لا ،و كذلك مشركوا زماننا اذ هم كاليهود و النصارى و كمشركي قريش بل هم شر منهم قال الامام محمد بن عبد الوهاب في القواعد الأربع:
(القاعدة الرابعة أن مشركي زماننا أعظم شركا من الأولين ،لأن الأولين يخلصون لله في الشدة ، ويشركون في الرخاء،و مشركي زماننا شركهم دائم في الرخاء و الشدة .)
(مجموعة التوحيد) ص66 و أنظر (مفيد المستفيد )و (كشف الشبهات)و (أصل دين الاسلام و قاعدته)

و هنا :يحق لنا أن نقول هل مجرد ادعاؤهم للاسلام يمنعنا من تكفيرهم بدعوى الجهل ،أي اسلام هم عليه هو الاسلام الاسمي كما يسميه الامام محمد بن ابراهيم،و أي جهل يعذرون به هم جهلوا مقدارا من العلم-كما يسميه العلامة صالح آل الشيخ العلم -لا يصح الاسلام الا به.

يقول الامام محمد بن عبد الوهاب في (ستة مواضع من السيرة )
( الموضع السادس :قصة الردة بعد موت النبي صلى الله عليه و سلم ،فمن سمعها ثم بقي في قلبه مثقال ذرة من شبهة الشياطين الذين يسمون العلماء ،و هي قولهم :هذا هو الشرك ،لكن يقولون :لا اله الا الله ،و من قالها لا يكفر بشيء)(مجموعة التوحيد)ص33

يقول شيخ الاسلام:
(وَاَلَّذِينَ يَحُجُّونَ إلَى الْقُبُورِ يَدْعُونَ أَهْلَهَا وَيَتَضَرَّعُونَ لَهُمْ وَيَعْبُدُونَهُمْ وَيَخْشَوْنَ غَيْرَ اللَّهِ وَيَرْجُونَ غَيْرَ اللَّهِ كَالْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ آلِهَتَهُمْ وَيَرْجُونَهَا...)(مجموع الفتاوى)ج27 ص256.

فاذا تقرر ما سبق تبين خطأ من قال باسلام هؤلاء و عذرهم بالجهل ،فان قيل بأنهم لم يفهموا الحجة و فهمها شرط قلنا هب أنها لم تصلهم لا أنهم لم يفهوها فقط حكمهم حكم أهل الفترات و حكم اليهودي و النصراني الذي لم تصله الدعوة ،فان وصلتهم و أعرضوا عنها بعد فهمها أو أعرضوا عن فهمها فهم في جهنم و بئس المصير .
و اليكم هذا النقل المهم الذي يؤيد ما سبق و يرفع و يزيل الكثير من الاشكالات:
جاء في (الدرر السنية )
( وظهر لنا من جوابكم: أن المؤمن بالله ورسوله إذا قال أو فعل ما يكون كفرا، جهلا منه بذلك، فلا تكفرونه، حتى تقوم عليه الحجة الرسالية، فهل لو قتل من هذا حاله، قبل ظهور هذه الدعوة، موضوع أم لا؟
فنقول: إذا كان يعمل بالكفر والشرك، لجهله، أو عدم من ينبهه، لا نحكم بكفره حتى تقام عليه الحجة؛ ولكن لا نحكم بأنه مسلم، بل نقول عمله هذا كفر، يبيح المال والدم، وإن كنا لا نحكم على هذا الشخص، لعدم قيام الحجة عليه؛ لا يقال: إن لم يكن كافرا، فهو مسلم، بل نقول عمله عمل الكفار، وإطلاق الحكم على هذا الشخص بعينه، متوقف على بلوغ الحجة الرسالية. وقدذكر أهل العلم: أن أصحاب الفترات، يمتحنون يوم القيامة في العرصات، ولم يجعلوا حكمه حكم الكفار، ولا حكم الأبرار.
وأما حكم هذا الشخص إذا قتل، ثم أسلم قاتله، فإنا لا نحكم بديته على قاتله إذا أسلم، بل نقول: الإسلام يجُبّ ما قبله، لأن القاتل قتله في حال كفره؛ والله سبحانه وتعالى أعلم.) ج10ص136-137