بسم الله الرحمن الرحيم
عيدكم مبارك وشكرا على الموضوع المفكر مالك ابن نبي لا يختلف اثنان انه كبير في في عالم الفكر لكنه ضغير في وطنه
يكرم مطربون هواة ولا يسمع به احد اليس هذا انحطاطا نحو الدرك الاسفل
انه مدرسة فكرية وفيلسوف ومشروع حضاري
اريد ان اساهم باضافة للموضوع بعد اذن صاحب النص من اجل الاثراء
كتاب الظاهرة القرانية الذي يعتبر من اهم كتب الفكر الاسلامي لست مختصة او مؤهلة للنقد لكن اعجبني ما قرات منه
يقع الكتاب الَّذي ألَّفه مالكٌ بن نبي في فرنسا - وباللغة الفرنسية
- في 328 ورقة ، وهو إحدى منشورات " دار فكر " الَّتي قامت بنشر أغلب مؤلَّفاتِ المفكِّر رحمه الله .
قام بتقديم الطبعة الفرنسية للكتاب الدكتور الشيخ محمَّد عبد الله دراز - رحمه الله - أستاذ في الأزهر الشريف ، وقام اللواء الغنِّي عن التعريف الأستاذ / محمود محمَّد شاكر إلى تقديم فصلٍ في إعجاز القرآن في 33 صفحة مشوقة تناول فيها - رحمه الله - الإعجاز في القرآن الكريم وفصَّل فيه كثيرًا ، لكنَّه خالف مالك بن نبيّ حين ارتكز الأخير على نظرية المستشرق " مرجليوث " الَّتي أصبحت فيما بعد قضية طه حسين في كتابه " في الشعر الجاهلي " وارتكز على أثرها في العقل الحديث ، وخرج منها إلى نتيجة وجوب التعديل بروية وحكمة في المنهج القديم للتفسير الَّذي يقوم - حسب رأي مالك - على الموازنة بين أسلوب القرآن الكريم وأسلوب الشعر الجاهلي .
مع العلم أنَّ مالكًا كان من أشدِّ معارضي فكرة " مرجليوث " ، لكنَّه كان يرغب باستحداث نهجٍ جديدٍ يوافق العقل الحديث في تفسير القرآن .
فنحن - كما يقول مالك : " منذ وقتٍ طويل لم نعد نملك في أذواقنا عبقرية اللغة العربية ، ليمكننا أن نستنبط من موازنةٍ أدبية نتيجةً عادلة حكيمة ، ومنذ وقتٍ طويل تكتفي عقائدنا في هذا الباب بالتقليد الَّذي لا يتفق وعقول المتعلقين بالموضوعية " .
وعلى الرغم من هذه المخالفة إلاَّ أنَّ الأستاذ محمود قد أبلغ الثناء على الكتاب في مقدمته حيث قال :
" هذا كتاب ( الظاهرة القرآنية )
وكفى ، فليس عدلاً أن أقدِّم كتابًا هو يُقدِّم نفسه إلى قارئه . وبحسب أخي الأستاذ مالك بن نبيّ وبحسب كتابه أن يُشار إليه ، وإنَّه لعسيرٌ أن أقدِّم كتابًا هو نهجٌ مستقل ، أحسبه لم يسبقه كتابٌ مثله من قبل . وهو منهجٌ متكامل يفسره تطبيق أصوله ، كما يفسِّره حرص قارئه على تأمُّل مناحيه . "
.
.
يقول مالكٌ :
" لم يُتح لهذا الكتاب أن يرى النور في صورته الكاملة ، فالواقع أنَّنا قد أعدنا تأليف أصوله الَّتي أُحرقت في ظروفٍ خاصَّة . وهو كما هو الآن ، لا يكفي في علاج فكرتنا الأولى عن المشكلة القرآنية ، فإنَّ الموضوع يتطلَّب عملاً شاقًا طويل الأنفاس ، ومراجع ذات أهميَّة قصوى "
يبدأ كتاب " الظاهرة القرآنية " بالحديث عن الظاهرة الدينية والمذهب الغيبي والمذهب المادي كمقدمةٍ عقلانية لما سيتمُّ عرضه بعد ذلك .
ثمَّ يبدأ بالحديث عن الحركة النبويَّة ومبدأ النبوَّة وادِّعاء النبوَّة والأنبياء ويتناول النبي " أرمياء " الَّذي ذُكر في كتب بني إسرائيل وقدَّم مالكٌ في فلسفةٍ عميقةٍ ومدهشة الظاهرة النفسية عند أرمياء .
ثمَّ يحدُّثنا بن نبي عن أصول الإسلام في دراسة نقدية لا تغفل - كما يقول - أهمية فحص الوثائق المدونة أو التاريخيَّة الَّتي يمكن أن تلقي ضوءًا على الظاهرة القرآنية .
ويقوده الحديث عن أصول إلى الإسلام إلى إفراد مساحةٍ كبيرة من كتابه للحديث عن نبي الإسلام محمَّدٍ صلى الله عليه وسلَّم فيتناول حياته ثمَّ يعرج إلى الحديث عن الوحي واقتناع النبي صلى الله عليه وسلَّم بنبوته .
وفي بقية صفحات الكتاب ، نجد عناوين لافتة ومهمَّة وجديرة بالتمحيص والقراءة بتعمَّق ، مثل الصورة الأدبية في القرآن والعلاقة بينه وبين الكتاب المقدَّس والقمية الإجتماعية لأفكار القرآن ، والعديد من القضايا المهمَّة الَّتي لا يسعنا في حديثٍ ضيِّقٍ أن نتحدَّث عنها كلها .
وكتاب " الظاهرة القرآنية " متميُّزٌ في طرحه الَّذي يخاطب العقل والقلب معًا في مزجٍ فريدٍ لا يقدره إلاَّ متمكِّنٌ فلسفي من الروح الإنسانية .
فأنا كـ " مسلمة " حين قرأتُ هذا الكتاب ، اكتشفتُ جهلاً عميقًا في ما أؤمن به في قراري وأعترف به كليًا في ذاتي ، نحن نؤمن لأنَّنا " تعوَّدنا " ذلك ! ، تعوَّدنا أن نصلِّي ونقرأ القرآن ونحفظ سيرة محمَّدٍ صلى الله عليه وسلَّم ، مالكٌ يخاطب عقولنا بلغة قلوبنا ، يحدثنا كيف اقتنع صلى الله عليه وسلَّم بنبوته ، يشرح لنا المنهج الغيبي والمنهج المادِّي وظاهرة النبوة وأصول الإسلام بعقلٍ فريدٍ جمع بين دراسة الماديات والتعمُّق في دراسة الروح .
وأجزم بأنَّ الكتاب يخاطب في ثناياه أشدَّ الملحدين حُمقًا ، فهو لا يقدِّم العقيدة الإسلامية كمسلَّماتٍ يؤمن بها القلب تحت عمىً عقلي ، بل كـ حقائق يتشربها القلب تحت إشرافٍ عقلي ! .
قرأتُ " الظاهرة القرآنية " أكثر من مرَّة ، وفي كلِّ مرَّةٍ أعيد قراءته فيها أشعر بأنَّني أقرأ كتابًا مختلفًا ، في كلِّ سطرٍ وفي كلِّ كلمة يقدِّم لنا مالكٌ " حياةً " بمجملها وليس مجرَّد كلمات ! .
.
.
ربَّما يكون أكثر ما شدَّني في كتاب مالكٍ وأوَّل ما قرأته فيه هو مقارنة فريدة وذكية بين آيات سورة يوسف في القرآن الكريم ، وبين ذات القصَّة في التوراة ، محاولاً تبيين أوجه الشبه والإختلاف بين الكتاب السماوي الَّذي تعهد الله بحفظه ، وبين الكتاب السماوي الَّذي تنقلته أيدِ اليهود المحرِّفة .
لكنَّه لم يغفل أبدًا الجانب السماوي الباقي في هذه الكتب والخالد بين ثناياها .
وعلى الرغم من أنَّ مالكًا كان فيلسوفًا مؤمنًا بأنَّ العقول الراكدة مثل الماء الآسن ، إلاَّ أنَّه أفرد صفحاتٍ في كتابه تحت عنوان :" ما لا مجال للعقل فيه " وضع تحتها كمثال فواتح السور وقال :
" ... ولكنَّ أكثر المفسرين تعقلاً واعتدالاً هم أولئك الَّذين يقولون في حالٍ كهذه بكلِّ تواضع : (( الله أعلم )) . "
معترفًا - وهذا الإعتراف يندر أن يصدر عن فيلسوف - بمحدودية العقل البشري وضيق إدراكه .
.
.
أجزم بأنَّ كلَّ الَّذين تحدَّثوا عن هذا الكتاب لم يوفوه حقه ، ولم يرفعوه منزلته ، فالبحار مهما بلغت به الخبرة لن يستطيع أن يصف لك البحر الَّذي قطعه في سفره ، فكيف إذا كان بحَّارًا جاهلاً مثلي ، وكيف إذا كان البحر كتابًا خالدًا مثل " الظاهرة القرآنية " ؟!.
إنَّما أردتُ أن أعرِّف ولو بشكلٍ بسيطٍ عن أعظم الكتب الَّتي قرأتها ، لأعظم المفكرين الَّذين عرفتهم :
مالك بن نبي
للامانة مازلت لم انهي قراءة الكتاب عندما اكملله ساضع رابط تحميله لمن يريد ذلك
سلامي لجميع الاعضاء وشكر وامتنان لصاحب الموضوع