الفضيلة الثالثة:
يوم عظيم أقسم الله به تعالى في القران مرتين
أول قسم أقسم الله به تعالى في سورة البروج، وسنقف على كل موضع آية لنستخرج منها فائدة.
في قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4)} [البروج]
البروج: معناها الكواكب والنجوم، نجد في النجوم معنى اللمعان النور الإضاءة والعلو..أليس كذلك؟...
السماء فيها أي معنى؟ لما يقسم بها الله لأنها شيء عظيم جدا، لماذا السماء؟
ولا يقول حتى والسماء فقط، كما قال " والسماء والطارق"، لا هنا قال " والسماء ذات البروج"، التي فيها كواكب منيرة ساطعة.
إذن الدنيا هكذا فيها إضاءة ونور.
اليوم الموعود: يوم القيامة
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال:
"اليوم الموعود: يوم القيامة، واليوم المشهود: يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة..)"
رواه الترمذي وحسنه الألباني"
ما الرابط بين الأربعة؟
السماء ذات البروج، نور وإضاءة وعلو، يقسم أن هذا وقع....
أي مثلما تقول بالمعنى والله والله والله قتل أصحاب الأخدود. ...
فهو يحلف بما يشاء من كونه وخلقه .. فهو يقسم بالسماء ويقسم بيوم القيامة ويقسم بيوم الجمعة ويوم عرفة أن أصحاب الأخدود قُتلوا.
............هل يستطيع أحد أن يربط...؟ ........ما الرابط بين هذه المعاني..؟
العلو والرفعة .. النوووووور ..
أليس هناك أناس سيمرون على الصراط كالكوكب الدري،
(من هؤلاء ؟ )
هؤلاء هم أهل الدرجات العلى، أهل السماء، أهل العلو، يوم القيامة ........ ماذا فعلوا ؟
ثم حلف بهذين اليومين لأنهم أعظم أيام الأسبوع وأعظم أيام السنة، فأعظم يوم في الأسبوع (يوم الجمعة)،وأعظم يوم يكفر لك فيه
(يوم الجمعة) ........أليس كذلك ؟
(والمشهود) يوم عرفة الذي هو يوم العتق الأكبر ، ...............إذن كيف تصل لهذا الأمر ؟
(قتل أصحاب الأخدود ) الأمر يحتاج بذل وتضحية ...........هل فُهمت المعادلة ؟
تريد أن تصل للرفعة، تريد أن تصل إلى أن تكون من أهل النور السابغ يوم القيامة، الأمر يحتاج:
أولاً *أن تعظم هذه الأيام المعظمات* ..
قالوا العظيم لا يقسم إلا بعظيم،
فربنا سبحانه وتعالى عظيم فلا يقسم بأمر إلا إذا كان عظيما جدا، ولذلك هي
أيام عظيمة _فعظمها وحافظ على نفسك فيها جدا واجعل لها ألف حساب،
يوم الجمعة في الأسبوع ويوم عرفة (وشاهد ومشهود )،
ولن تؤتى ذلك إلا بالبذل والتضحية .. التي يتمثل في قصة أصحاب الأخدود
(فالناس قتلوا وحرقوا رموا بالمجانيق في النار وما صدهم ذلك عن دينهم )
إذن تحتاج أن تضحى...........يا ترى بماذا ستضحي ؟
هل ستضحي بدنيا ؟ أم بوقت ؟ بماذا ستضحي ؟ ما الشيء الذي لديك استعداد أن تبيعه ؟ ........نفسك ؟ الله اشترى، فهل أنت بائع ؟
"فبائع نفسه فمعتقها "
من سيبيع هو من سيعتق يوم العتق الأكبر...
<< تحتاج شيئا عمليا، تتصدق بصدقة كبيرة.
<< تحتاج شيئا عمليا هذا اليوم لا تنام من الفجر إلى المغرب.
>> ومحتاج أيضا أن تمسك مصحفك في هذا اليوم وتستطيع أن تكمل ختمة والله،
لو أنك قاعد لا تتحرك ولا تعمل شيء وتقوم للصلوات ودعاء
وذكر.......لا داعي لختمة ...نصف ختمة .....عشر أجزاء.....
يعنى اقرأ قراءة كثيرة بحيث تكون جالس لا تعمل شيء آخر
لا تلتفت وتقول ماذا سنفعل هذه الليلة _فهي ليلة عيد_ وسنفعل كذا وكذا.......لا أترك هذا *هذا يوم العتق الأكبر*
فقط يعتقني من النار، فقط يغفر لي...........ماذا افعل، أخبرني ؟
أريد أن أعمل أعمالا كبيرة في هذا اليوم، أنا على استعداد أعمل أي شيء، أضحى بأي شيء........فقط يعتقني من النار.
_الاستعداد النفسي _هذا ما أريده يوم العتق الأكبر.
هذا أول شاهد (وشاهد ومشهود ) أليس كذلك ؟
***
إذن أين الثانية ؟؟؟؟؟؟ الثانية في قول الله تعالى:
وَالْفَجْرِ(1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ(2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ(3) الفجر
قال ابن عباس: الشفع: هو يوم النحر (يوم عشرة، يوم العيد)، والوتر :يوم عرفة .
إذن ربنا أقسم بالوتر الذي هو يوم عرفة _وهذا قول بن عباس_ "اللهم علمه التأويل"، " ترجمان القران "
نريد أن نقف عليها أيضا.
"الفجر " هو وقت انبلاج النور، وقت انفجار النور، أول ظهور
النور.........حلو.
الم اقل لك والله العظيم أن يوم عرفة سيكون يوم ميلادك الجديد، أنا ولدت من جديد، مثلما الفجر يولد وسط الظلمة الشديدة فيطلع نوووووور "نور الفجر "
"وليال عشر " كأن البداية تكون هنا، فالليالي العشر أعظم أيام الدهر، يقسم الله بلياليها ويعظم أيامها
أيام العشر من ذي الحجة، فعندما تعظم شان يوم عرفة وتحاسب على نفسك جدا .......
يمكن أن يأتي نور الفجر، ويمكن أن تولد من جديد، ولذلك أقسم الله جل وعلا بها.
الأمر الثالث كان أن هذا يوم عظيم أقسم الله العظيم به........
فما حقه ؟
فعظم فيه ربك ولذلك شرع التكبير في هذه الأيام وخاصة من فجر يوم عرفة
(فهناك تكبير مطلق يبدأ من أول أيام العشر، تكبر كما تحب مثلا وأنت تمشي، وأنت راكب السيارة وأنت راكب المواصلات وأنت ذاهب وأنت ماشي......
كبر _سنة والله مهجورة _ سنة مهجورة بنص الحديث في البخاري.
ذكر البخاري في صحيحه عن بن عمرو عن أبي هريرة "إنهم كانوا يقولون في أيام العشر الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد"
جميل ......كانوا يكبرون أيام العشر، وبعد ذلك تكبير مقيد يبدأ من فجر يوم عرفة دبر الصلوات .......
لماذا ؟
لأنه يوم عظيم _عظم فيه ربك، كبر فيه ربك
"وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ " ( البقرة185)
هدانا لأعظم منة وأعظم فضل، هدانا ليوم عرفة "يوم العتق الأكبر"
التكبير يعمل هذا .الله اكبر ....الله أعظم من كل شيء
الله أكبر من شهواتي،الله أكبر من ملذاتي، الله أكبر من الدنيا
الله أكبر من زوجتي، الله أكبر من أولادي، الله أكبر من أبى من أمي
الله أكبر .فالقلب يسمع، فتصل له الرسالة فيعظم ربه
وبعد ذلك يسمع "الله اكبر ...حي على الصلاة "
يكبر ربه وليس هذا في الصلاة فقط، بل في كل أمر من أمر الشرع ...
"الله اكبر"
"ولله الحمد " سبق أن ذكرنا شكر النعمة والتعظيم .......أجل هذه رسالة يوم العتق الأكبر.
الأمر الرابع المعروف:أن صيامه يكفر كما قلنا سنتين.
الحديث رواه الإمام مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله 4" سئل عن صيام يوم عرفة فقال يكفر السنة الماضية والسنة القابلة"
يكفر سنتين الماضية والقادمة.
*يورد بن القيم في الزاد أمرًا لطيفًا:
أن شخصًا جاء له وقال أنا صمت يوم عرفة وصمت أيضا يوم عاشوراء،
وبذلك أكدنا على السنة...... هكذا السنة كُفرت كلها وتم كل شيء فلماذا تبالغون في الموضوع.
القصة كلها صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء، ثم أفعل ما بدا لك
فقد أكملت.
قال :وهذا شان من لم يعرف شيء عن الله لأنه رتب الجزاء على العمل دون نظر.
فقال ستُكفر، وأكيد كُفرت وأخذ صك الأمان...........فمن قال لك أنها قبلت ؟
كيف.........؟ ستقول أنا لم أفعل شيئا بتاتا في هذا اليوم وأمسكت علي لساني..
إنما هذا يوم يكفر الله به سيئاتك، نحن لدينا حسن الظن لكن مسألة القبول ليست لنا، فالمؤمن يعمل العمل وقلبه وجل
{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}
[المؤمنون:60]
هذه أربع أشياء ذكرناها في فضل يوم عرفة.........فهيا بنا نأخذ وصفة عملية.