منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - سيد قطب ماله وما عليه
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-05, 04:22   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

بارك الله فيك أخي على نقلك لكلام أهل العلم المنصفين, وقبل أن أعلق على ما تفضلت به لا بد من ثلاث مقدمات أساسية حتى يستقيم النقاس العلمي إن شاء الله:

المقدمة الأولى ‏‎:‎‏ بيان خطأ المخطئ, والكلام في النّاس تعديلا ومدحا أو تجريحا وقدحا؛ لا علاقة ‏له‎ ‎بمقاديرهم عند الله, ولا بمصائرهم في الدّار الآخرة؛ فهذا للّه وحده, وبيان الخطأ‎ ‎والكلام جرحا وتعديلا ‏عند الحاجة واجب على أهل العلم ممّن توفّرت فيهم شروطه, وحقّ‎ ‎للأمّة في أعناق أهل العلم لا يسعهم - ‏أعني أهل العلم - عدم أدائه, لا علاقة للكلام‎ ‎في بيان خطأ المخطئ وبدعة المبتدع بغفران الله ربّ العالمين ‏للمخطئ أو للمبتدع, ولا‎ ‎بمصيره عند ربّه, هذا بمعزل عن الكلام فيه؛ أمر يعلمه الله ربّ العالمين‎.
ذكر‎ ‎الخطيب في ((الكفاية)) أنّ عبد الرحمن بن أبي حاتم دخل عليه يوسف بن الحسين الرازيّ‎ ‎وهو ‏الصوفيّ, وكان عبد الرحمن يقرأ في كتابه في ((الجرح والتعديل)), فقال له يوسف‎ ‎الصوفيّ‎: (‎كم من هؤلاء ‏القوم قد حطّوا رحالهم في الجنّة منذ مئة‎ ‎سنة أو مئتي سنة وأنت تذكرهم وتغتابهم؟‎) ‎فبكى عبد الرحمن‎.
وذكر ابن‎ ‎الصّلاح رحمه الله في كتابه ((معرفة أنواع علم الحديث)) المعروف بـ((مقدّمة ابن‎ ‎الصّلاح)): (قال ‏يحيى بن معين رحمه الله‎: (‎إنّا‎ ‎لنطعن على أقوام لعلّهم حطّوا رحالهم في ‏الجنّة منذ أكثر من مئتي‎ ‎سنة‎)).
نطعن عليهم ونبيّن أخطائهم ونحذّر الأمّة من بدعتهم واجب‎ ‎ذلك وإلاّ فهو الدّخول في إثم الكتمان, وهو ممّا ‏يستوجب العذاب بالنيران‎.‎
المقدمة الثانية ‏‎:‎‏ لابدّ من رعاية حقّ الدينّ ببيان الخطأ, وجرح من يستحقّ الجرح, وذلك بعلم وعدل لا‎ ‎بجهل ‏ولا بظلم‎.
قال شيخ الإسلام رحمه الله في ((مجموعة الرسائل والمسائل‎)): (‎وجب بيان حال من يغلط في الحديث ‏والرّواية, ومن يغلط في الرأي‎ ‎والفُتيا, ومن يغلط في الزّهد والعبادة, وإن كان المخطئ المجتهد مغفورا له ‏خطأه‎, ‎وهو مأجور على اجتهاده, فبيان القول والعمل الّذي دلّ عليه الكتاب والسُّنّة واجب‎, ‎وإن كان في ذلك ‏مخالفة قوله وعمله - يعني وإن كان في بيان ذلك الواجب من المخالفة‎ ‎في القول والعمل لمن غلط كائنا من ‏كان ما فيه, ثمّ قال الشيخ رحمه الله:- ثمّ‎ ‎القائل في ذلك بعلم لابد ّله من حسن النيّة, فلو تكلّم بحقّ لِقَصدِ العلوّ ‏في‎ ‎الأرض أو الفساد؛ كان بمنزلة الّذي يقاتل حميّة, وإن تكلّم لأجل الله مخلصا له‎ ‎الدّين؛ كان من المجاهدين ‏في سبيل الله ربّ العالمين ومن ورثة الأنبياء‎ ‎والمرسلين‎).‎
المقدمة الثالثة ‏‎:‎‏ إن الرد على المخالف لا يلزم ذكره محاسنه في مقام النقد بل يكفي الإشارة على خطأه وهذا ‏نهج سلفنا الصالح بل هذا هو العدل والإنصاف ‏
ولهذا إذا قرأت كتب أهل‎ ‎السنة .وجدت المراد التحذير ,اقرأ فى كتب البخارى ‏‏((خلق أفعال العباد‎))
‎,
فى‎ ‎كتاب الأدب فى ((الصحيح )) ,كتاب ((السنة))لعبد الله ابن أحمد ,كتاب ‏‏((التوحيد‎ ))‎لابن خزيمة‎
‎((‎رد عثمان بن سعيد الدارمى على أهل البدع ))..الى غير ذلك‎ ‎يوردونه للتحذير ‏من باطلهم ,ما هو المقصود تعديد‎

محاسنهم ..المقصود التحذير‎ ‎من باطلهم , ومحاسنهم لاقيمة لها بالنسبة لمن ‏كفر‎ ,

إذا كانت بدعته تكفره‎ .‎بطلت حسناته ,وإذا كانت لا تكفره فهو على خطر ‏‏.فالمقصود هو بيان الأخطاء‎
والأغلاط التى يجب الحذر منها.))) من كلام الشيخ ابن باز"من مقدمة كتاب النصر ‏العزيز على الرد‎ ‎الوجير‎"‎‏.‏

يتبع......










رد مع اقتباس