روى لي صديق مقيم بقطر حكاية غريبة عن هذا البلد الغريب حقا..
قال الصديق إنه كان مارا بالقرب من ملعب لكرة القدم في الدوحة، فأراد أن يعرف كيف تجري الأمور داخل ملعب البلد الذي سيستضيف كأس العالم سنة 2022، فدخل ليتفرج على المباراة، وكان الجمهور كله مهذبا، يرتدون القمصان "الدشاديش" البيضاء ويحملون سبحات للذكر والتشجيع!
إلى هنا الموضوع شبه طبيعي في بلد عدد سكانه الأصليين لا يتجاوز عدد سكان بئر توتة بالعاصمة الجزائرية.. المفاجأة أن أولئك المشجعين البيض في ثيابهم وهم يهمون بالخروج، كانوا ينزعون القمصان ويسلمونها عند الخروج إلى عضو من لجنة الأنصار يقف خارج الملعب، ثم يستلمون مائة ريال منه، أي ما يعادل 2600 دج تقريبا، ثم ينصرفون..
أمام هذا المشهد الكاريكاتيري، سأل صاحبنا صاحبه عن تفسيراته، فقيل له إن هؤلاء المشجعين الخالعين لقمصانهم ما هم سوى عمال آسيويون مقيمون في قطر، يأتي بهم لملء المدرجات عند المباريات، ويدفع لهم مقابل ذلك مابين 50 و100 ريال حسب المباريات!!
أليس هذا عجيبا، بلد يسعى لاستضافة مباريات في حجم كأس العالم وهو لا يكسب حتى جمهورا بمعنى الكلمة!! وحتى لو جمع كل مواطنيه لا يملؤون ملعبا بالحجم المتوسط، فما بالك بملعب بمواصفات كأس العالم.
شخصيا، سعدت لما وقعت القرعة على قطر، لكن بعد الدور السلبي الذي لعبته في الأحداث العربية وبعد وقوفها موقف المحرض على قلب الأنظمة، وما سببته من كوارث ومشاركتها في الاعتداء على ليبيا، فهمت لماذا فازت قطر بتنظيم الكأس، مجرد دعاية لإمارة بمواصفات قطر، وهو التنظيم الذي تريدنا أن نكون عليه أمريكا في مخططها للشرق الأوسط الجديد وشمال إفريقيا، فهل هناك أفضل من قطر الولاية 53 من غير نجمة في الولايات المتحدة.
أمريكا لما رأت درجة الولاء التي عليها قطر والسعودية قررت أن تقضي على الدول الوطنية في العالم العربي لتخلفها إمارات ذات حكم إسلامي، لا يقول حكامها كلمة لا للقوة العظمى، ويضعون تحت تصرفها ثرواتهم وعمائمهم، المهم أنها ترضى عنهم ولا تزحزحهم من الحكم.
أليست مهزلة أن تدفع قطر في إطار الاستعداد لكأس العالم رواتب للجمهور، ولا يستبعد أنها ستدفع ثمن التذاكر لكل الجمهور الكروي الذي سيحضر كأس العالم بالدوحة، المهم أن يقال عنها إن قطر حققت تقدما و..و..و.. والسلام عليكم.
حدة حزام