السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
زملائي الأفاضل
لقد انتابت منتدانا في الآونة الأخيرة هستيريا التصنيفات و قوانينها .
فأقمنا الدنيا و لم نقعدها بسب مهاتراتنا و ملاسناتنا . و اختلط الحابل
بالنابل، و بلغت القلوب الحناجر، و شُلّت العقول إلا من حديث واحد
دون سواه ألا و هو: حقوقنا المهضومة. و انخرطنا في جدل عقيم حول
أولية الخبرة أو الشهادة. و انبرى الكلّ يدلو بدلوه و يغني بليلاه. و هذه
لعمري مصيبة المصائب و طامة الطوام هوينا إلى قاعها غيرمأسوف علينا.
إني، و الذي نفسي بيده لأأسف حق الأسف لما آل إليه قطاعنا اليوم.
فالكلّ يرمي بلائمته على الأوصياء على القطاع، و يطنب في عدّ زلاته
و فلتاته . و الكلّ يبحث عن مشجب يعلق عليه فشل المنظومة التربوية.
و تناسينا أو نسينا أننا بمثل سلوكاتنا هذه صرنا معاول هدم تنخر جسد
القطاع لتهوي به في مستنقع التعفن و الرداءة. فأيننا ممن كادوا أن يكونوا
رسلا على قول أمير الشعراء ؟ و أيننا من قول الشاعر فينا ؟
تبارك الله إذ أعطاك مكرمة *** فصرت للشعب قنديلا ومصباحا
تحارب الجهل تبني الجيل مفتخرا *** تقدّم العلم للطّلاب أقداحا
و أيننا من قول الشاعر أيضا ؟
ان المربي في الفردوس جنته *** ان احسن الفعل والاخلاص واقتربا
لا لن تفيك من الدنيا رواتبها *** مهما جنيت و لو أعطيتها ذهبا
فما لنا تكالبنا أحبتي على هذا الأمر كتداعي الأكلة على القصعة ؟ و ما
لنا نزبد و نرغي ضد من يتحامل علينا و يكيل لنا التهم جزافا و العيب
كل العيب فينا؟ فلنكن قناديل علم، أحبتي الغوالي و هداة تنوير و مفخرة
للظامئين إلى العلياء. و لنكن رعاة نشء و الأخلاق طلعتنا نشفي السقيم
بماء العزّ إن شُرب. أ لسنا نحن من يبني الأنفس والعقول و يحررها من
الجهل؟ و ينير لها الطريق؟ و نحرص على بناء الأمة من خلال هذه البراعم
فنسقيها من أرواحنا و أفكارنا؟ أ لسنا من يحمل على عاتقه همّ القطاع
برمّته؟ فلنعمل و لنكدّ و لا نلوي على شيء، و لنحتسب الأجر الكثير من
لله جلّ في علاه. و لندعو الله، أحبتي أن يوفقنا لما فيه خير البلاد و العباد
و إلا فأولى لنا أن نرمي المنشفة و ننسحب بهدوء.
هداكم الله السداد ، وجعلكم للإسلام أوتادا، ورقى بعلمكم البلاد
فكونوا بظلالكم خير عماد ...
لكم مني أعطرالتحايا و أعبقها.