الخط المغربي خط ساذَج مقارنة بغيره من خطوط العربية،وهو نوعان:المبسوط والمجوهر،وهما تولدا عن الأندلسي عن الكوفي،ويوم كانت هذه الديار المغاربية مستقلة الهوية كانت هذه الخطوط هي السائدة حتى "غزانا" النسخ والرقعة.
تنبيه: نقط الفاء بواحدة تحت الشكل،ونقطة فوقه للقاف كانت لفتة اقتصادية وليست مجرد نقط اعتباطي لا معنى ولا أصل له،فبدل كتابة نقطتين اثنتين فوق الحرف استُغنِي بواحدة من فوق،واكتفي بواحدة تحت الحرف،وخصصوا أربعة أحرف بتجريدها من الاعجام إذا كانت آخر الكلمة وهي الياء والنون والقاف والفاء،وجمعوها في كلمة: ينفق،لاستغنائهما بشكلها مرسومة عن النقط.
إلى قواعد أخرى يعرفها من درسوا هذا الخط الجميل البديع المتأنق،وفيها لفتات اقتصادية ذكية تدل على الاستقلال الذي أومأت إليه،وإذا كانت الغرافوليا اليوم تبحث في شخص الانسان ومزاجه عبر خطه فكذلك الأمر ينسحب على الأمم والشعوب،وانظر ماذا تجد لو استنطقت الخط المغربي وأخضعته "للقزانة" ؟
ووجدتني ذات يوم علقت في إحدى هوامش كتاب في الخط وفنونه وقواعده: محبة الأتراك للإسلام وتفانيهم في خدمته تجلى في الخط الذي زوقوه وصقلوه،كأن عجمة اللسان فاضت على الأصابع فترك جمالا مكتوبا !!!