السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بنيتي الغالية
لقد آلمني كثيرا الظرف النفسي القاسي الذي تمرين به.و الذي يكاد يجرفك
إلى ما لا يحمد عقباه، لولا لطف الله وستره. لذلك انصحك بداية بالاستعداد
فعليا لتبديد ما ينتابك من حزن و حيرة قد يوديان بك إلى ما لا تحبين. ثم
استنفري كامل جهدك و طاقاتك لتغيير واقعك القاسي هذا و إبدال جحيمك
بنعيم الاستقرار و الأمان و الرضى بما قدّر الله ودبّر. فقد قال عز من قائل
في سورة الرعد: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ".
لذا انزعي، بنيتي عنك هذا الثوب البالي و البسي ثوب التقوى و الأمل. فما
زلت في مقتبل العمر و بالكاد عبر قطار الحياة محطتك الأولى. فلا تستسلمي
للوهم بنيتي و لا تقنطي من رحمة الله. فدراستك مفتاح فرجك بعد تقوى الله.
لهذا أطلب منك و من الآن أن تنغمسي تماما في جو دراستك، و أن تعملي
على تدارك نقائصك في شتى المواد. و أن تمارسي بعض الرياضة مما قد
ينقص من وزنك حتما، و أن تتقربي إلى الله عزّ و جلّ بمختلف الطاعات
و العبادات، و أن تشركي أهلك و خاصة والدتك في همومك و مشاكلك. و أن
تستبدلي صديقتك تلك بمن ينفعك و يدعمك و يساعدك في كل وقت و حين.
إن الحياة بعد كل هذا ستشرق حتما أمامك و تزهر. و ستتبدل نظرتك للحياة
إلى ما تريدين و تطمحين ...
وفقك الله لما فيه خيرك و فلاحك