منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مسائل حول العقيدة لفضيلة الشيخ أبي عبد السلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-10-29, 15:14   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي


س: شخص يسب الله تعالى كثيرا ويسب الدين فما نصيحتكم؟
ج: إن الله خلقنا ورزقنا وأرسل إلينا رسولا ليكون دليلنا إلى الجنة وأنعم علينا نعمه ظاهرة و باطنة ،قال تعالى:" وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا"سورة النحل :18،والواجب على العباد أن يقابلوا تلك النعم بالشكر والمحبة وأن يوجهوا لله ما استحقه لجلاله وقوته وقدرته وكبريائه من تعظيم وإجلال،فالإيمان بالله تعالى مبني على المحبة والتعظيم،على الخوف والرجاء،وعلى الرغبة والرهبة،قال ابن القيم-رحمه الله-"وروح العبادة هو الإجلال والمحبة،فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت،فإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب المعظم،فذلك حقيقة الحمد".فكيف يتجرأ عبد يتقلب في نعماء ربه ليلا ونهارا على سبه أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم أو سب دين الإسلام أو سب الصحابة رضوان الله عليهم؟ وما علم هذا العبد أنه بمجرد ما يوضع في قبره يأتيه ملكان فيسألانه:من ربك؟ما دينك؟ من نبيك؟ ويكون التثبيت في الإجابة حسب حالة أعماله في الدنيا،إن سب الله عز وجلّ يعد أقبح وأشنع أنواع الكفر القولي،وإذا كان الاستهزاء بالله وبرسوله أو أحكام الشريعة الإسلامية عن قصد أو بغير قصد يعد من نواقض الشهادتين،/فإن السب من نواقضهما من باب أولى،قال الله سبحانه وتعالى:" قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ"التوبة:65.وقد شدد العلماء في هذه المسألة،واعتبروا من سبّ الله أو الدين قصدا كافرا،لخطورة هذا الأمر وأثره على عقيدة العبد وسلوكه و تأثيره على من حوله،قال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا" سورة الأحزاب:57و ذهبوا إلى أنه يستتاب،فإن أصر على ذلك اعتبر كافرا وفرّق بينه وبين زوجته لأنها لاتحل له وهي مسلمة.
أما سب الصحابة فقد حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم منه بقوله:"من سبّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين"(1).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي،فوالذي نفسي بيده لو أن أحدا أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه".(2).
وقال الإمام مالك رحمه الله:"من شتم أحدا من أصحاب محمّد- صلى الله عليه وسلم -أبا بكر أو عمر أو عثمان أو عمرو بن العاص،فإن قال كانوا على ضلال وكفر قتل".
فالصحابة هم رفقاء دعوة خاتم النبيّين محمد صلى الله عليه وسلم،فقد أثنى الله عليهم بقوله:" وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"سورة التوبة:100.،وقد أجمع العلماء على عدالتهم.
(1): رواه الطبراني (1/173/3)وغيره وهو حديث حسن :بمجموع طرقه أنظر الصحيحة(2340).
(2):رواه البخاري(3673)
.