[ابو حاتم الظاهري]

الحمد لله

بل تجب مبايعته على مواطني المملكة

البيعة في مصطلح الشرع هي ما كان لخليفة مستجمع للشروط والمسلمين كافة ولا يٌعرف في الشرع بيعة بمعنى آخر !
فهذا الموجب عندك [لبيعة من تسمونه ولي العهد] أهو شرعي أم أمر آخر ؟!

و انت من خالف الرسول عليه الصلاة و السلام ففي حديث أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرً...." الحديث
" و من مات و ليس في عنقه بيعه مات مية جاهلية "

حكمك عليّ بالمخالفة حكم باطل فبحمد الله أنا مذعن لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ ولكنني ملتزم بها كلها لا أن آخذ بشيء وأضرب بشيء آخر عرض الحائط !
فهذا الحديث الذي فهمت منه أنت صحة البيعة لغير القرشي يُفهم في سياق الحديث الذي حصر الخلافة في قريش إلى يوم الدين بل وتوعد المخالف بالكب في النار عياذا بالله.
وقد ورد هذا الحديث في المستدرك بلفظ [وإن أمرت عليكم قريش عبدا حبشيا] .
فمما سبق يتضح جليا أن المسلم الملتزم المنصف لا يسعه إلا أن يحصر الخلافة العامة في قريش ويجعل هذا الحديث فيمن ولته قريش من إمارات وقضايا وأمراء جند وأئمة صلاة.
أما حديث من مات وليس في عنقه بيعة، فقد تقرر في أصول الشرع أن التكليف بغير المستطاع مرفوع.
وطاعة الله لا تنال بمعصيته، فتكليفي بوجوب البيعة مقرون بوجود الخليفة الذي أراد الشارع مني مبايعته.
فإذ لم يوجد فأنا بحمد الله غير مكلف بالنص الذي تدعي عليّ مخالفته.
وإلا لزمك أن تلتزم وتلزمني بالقتال في صفوف القاعدة من أجل إحياء شعيرة الجهاد التي لا توجد في أطرها الشرعية !
فشعيرة خلافة المسلمين الشرعية = شعيرة الجهاد.
ومدعو الخلافة وهي منهم براء= مدعو الجهاد والجهاد منهم بريء

أما الزامية الخلافه في قريش فهذا لا غبار عليه ..و فرق بين خلافة اسلامية قائمه يدين لها المسلمون في اصقاع الأرض .. و بين المملكة التي مثل غيرها دولة مستقلة يتوجب مبايعة حكامها على مواطنيها ..

جميل جدا أول المقطع .
فمادامت القرشية إلزامية في الخلافة والخلافة هي ما دانت له أصقاع العالم .
وقد تقرر أن البيعة هي من خصائص الخليفة شرعا.
فالإنصاف والشرع يقضي بعدم تحويل البيعة التي حق شرعي إلى من لا يستحقها [كولي العهد عندكم أو ملككم].
ومن فعل فقد خالف الله ورسوله. وأكبر منه مخالفة من أوجب على ساكني الحجاز البيعة لمن لا يستحقها .

و الا فوفقا لمنطقك يتوجب عليك أن لا تنتخب بوتفليقة مثلا .. و لا ينتخب غيرك من هم في مثل منصبه و بالتالي يبقى المسلمين وفقا لهذا المبدأ بلا رئيس و تكون بهذا خالفت نهي الرسول عليه الصلاة والسلام ان لايبيت المسلمين ليلة الا و عليهم من يقودهم و منهجه بتعيين الامراء على ما يرسله من وفود فكيف بدول ..

نعم ! يتوجب عليّ وعلى جميع المسلمين عدم تحكيم أفراد متعددين على بلاد الإسلام.
لكن لا أن نترك بلاد الإسلام هملا بل يعين أهل الحل والعقد خليفة مستجمعا للشروط يبايعه أهل الإسلام وله أن يعين من يقوم على شؤون كل قطر ...
لكن إذا كنت أنا وعدد قليل نحمل نفس الفكر الشرعي ندعو لإعادة شرع الله ورفض الباطل في تولية هؤلاء المتسلطين؛ ويخالفنا الجم الغفير فمن الملوم هنا نحن أم هم ؟!!
ومن أسباب الهوان والذل الذي نحن فيه مخالفة أغلب المسلمين لتطبيق شرع ربهم بانصياعهم لطاعة هؤلاء المتسلطين زورا على الرقاب بل وبتفويض من بعض المحسوبين على العلم للأسف !
وبخصوص مخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن لا نبيت ليلة وليس لنا إمام!
فبحمد الله أنا أسعى بكل ما أقدر على عدم السماح بذلك ! لكن كيف أفعل وقد رضي الجمع الأطم بمخالفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتفرق والتشتت على بيعات متعددة ما انزل الله بها من سلطان.
فالملوم شرعا هو من يخالف الحق ويقنن للباطل ...

وان كنت من قوم "بوم بوم " فمن الصعب اقناعك

لم أوجه لك إساءة ولم يحمل كلامي قلة أدب فاحترم مخالفك ولك في شريف اللفظ مندوحة عن [سوقييه] !
ولست طامعا في إقناعك لي ولا طامحا في إقناعك بقدر ما أنا أكتب ما أدين لله بصحته انطلاقا من شرع الله.
أرجو أن لا تكرر مثل هذه الكلمة ...
والله الموفق