الاستبصار:
اهتم علماء الجشتالت بالاستبصار وهو من أكبر إضافات هذه المدرسة لفهم التعلم. إن الاستبصار يؤدي للتعلم وفقاً لرأي مدرسة الجشتالت، وهو يعني: أن التعلم يحدث فجأة من محاولة تسبقها فترة تأمل وانتظار، وهنا يحدث التعلم ويعمم على المواقف الأخرى، حيث إن التعميم من الخواص التي تميز التعلم بالاستبصار.
الاستبصار يتضمن عمليتين عقليتين: الفهم + الإدراك
إن أصحاب نظرية الجشتالت يفسرون عملية التعلم على أنها عملية إعادة تنظيم المجال الإدراكي الذي يوجد فيه الكائن.
إن تركيز علماء الجشتالت على الكليات المتحدة لا يعني عدم اعترافهم بالنفصال بين الوحدات، فمن وجهة نظرهم أن الجشتلت من الممكن أن يشار إليه على أنه كل معزول بنفسه أو منفصل عن الكليات الأخرى، ومن هذا التصور خرجت فكرة (الشكل والأرضية)، حيث إن الموقف يتكون من عدة جشتالتات أو كليات، ويتم إدراك الموقف من خلال مرحلتين:
1-الشكل: الجشتالت البارز المميز أمام الفرد.
2-الأرضية:الخلفية الأقل تحديداً وتمايزاً، والتي يظهر عليها الشكل.
ومن الجدير بالذكر أن تحديد ما هو شكل وما هو أرضية أمر نسبي ويرتبط بظروف معينه، فما ينظر إليه الفرد على أنه شكل قد يصبح هو ذاته أرضية في موقف آخر.
التحقيق التجريبي لنظرية الجشتالت:
نشر كوهلر مجموعة من التجارب في كتابة (عقلية القردة العليا)، والتي يفسر بها تعلم حل المشكلات القائم على الاستبصار.
ومن التجارب التي أجريت وضع القردة في مشكلة لم يسبق لهم مواجهتها مثلاً موزه معلقة في السقف ويتم الوصول إليها بوضع صندوق أو أكثر تحتها والوقوف على الصندوق، وكان هناك قرد يدعى بسلطان هو من تمكن من الوصول أولا إلى الموزه كذلك في التطبيقات الأولى وضع الصندوق مقلوباً حيث كان الصندوق مجوفاً ووقف على حافة الصندوق، بينما وضعه بشكل صحيح في المرات الأخرى، كذلك من التجارب التي أجريت وضع الموزة خارج القفص ويتم الوصول إليها من خلال عصى أو مجموعة من العصي. إن العناصر اللازمة لحل المشكلة كانت موجودة في الموقف مثلاً: عصى أو صندوق أو أكثر حسبما يتطلبه الموقف وهذا يعتبر أمر أساسي ومن شروط التعلم بالاستبصار أن تكون العناصر الضرورية لحل المشكلة واضحة للكائن الحي.