س: الكثير من الناس يقلدون المسيحيين(*) في الاحتفال بأعياد السنة الميلادية فماذا يقال لهم؟
ج: على المسلمين أن يتخذوا آخر السنة وقفة لمحاسبة النفس بعد أن كتب الله لهم عيش سنة بكاملها،فيقف المسلم مع نفسه فيحاسبها قبل أن تحاسب يوم القيامة بين يدي الله الواحد القهار،فإن أحسنت حمد الله تعالى وسأله من فضله،وإن أساءت استغفره وتاب إليه ورد المظالم لأهلها وعزم على عدم العودة إلى المعصية وإلى الحرام في السنة الموالية،فيكون بذلك قد طوى صفحة بيضاء جديدة يدخلها وهو موقن بضرورة الرججوع إلى الله،وإتيان أوامره واجتناب نواهيه،فيحقق العبودية لربه جل وعلا والتي ما خلق إلا لأجلها قال تعالى:" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ" سورة الذاريات: 56.
أما أن يقلد المسلم الكافر في احتفاله برأس السنة الجديدة أو في احتفاله بذكرى ميلاد المسيح عليه السلام فمحرم ويورث الذل والمهانة للمسلمين، فما شرع مثل ذلك، وما يتبعه من أعمال مخالفة للشرع على الإطلاق.
ومن المؤسف أن تباع حلويات مخصوصة في بلاد الإسلام لتشترى ويقام الاحتفال في بيوت المسلمين،وما علموا أنهم بفعلهم ذلك يشوّهون عقيدة أطفالهم ليشبعوهم بمظاهر مزيفة من عقيدة أعدائهم، في حين وجب على المسلمين اليقظة من غفلتهم للدفاع عن عقيدتهم الداعية إلى توحيد الله بالعبادة وإلى دينهم الحق،في الوقت الذي أخذت بعض الحملات التنصرية تحفر خنادق تحت أقدام أمة الإسلام والله جلا وعلا يقول:" إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلام"سورة آل عمران:19،وقال تعالى:" وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" سورة آل عمران:85.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما سمع بي يهودي ولا نصراني ولم يؤمن بي إلا حرم الله عليه الجنّة"(1) الحديث في معناه.
فليتق الله المؤمنون وليعلموا أبناءهم قيم دينهم مثل المحبة والتراحم والبر والتقوى، والتميز بشخصية مسلمة نظيفة نقية معتزة بإسلامها متمسكة بعقيدتها، عاملة على ترسيخ التميز بين المسلم وغيره، لأنه ليس كالإسلام دينا ولا نظاما ولا أخوة ولا إنسانية.
(*):الصواب "النصارى" لأن الله عز وجل سماهم بذلك.
(1):رواه مسلم بغير هذا اللفظ.