منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مفاهيم خاطئة عن الشأن الليبي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-10-27, 17:37   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
محب الحقيقة
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
لا يتوانى بعض من يناصرون الطغاة على قتل انفسهم واذلالها واحراجها في دفاعاتهم , هم مستعدون للتزوير ةالكذب وقلب الحقائق وتجاوزها والقول بغير علم , فقط ليرضوا غرورهم وليطفئوا حرقة تلتهب في صدورهم .
أولا أنا لست من أنصار القذافي وقد قلت ذلك مرارا وانتقدته وجرمته مرارا ولو بحثت في مداخلاتي لرأيت ذلك واضحا جليا وقلت إن موقفي منه قديم لم يتغير ، وهذا لا يعني أنني مع الثوار ، ولذلك أنا أنتقدهم بما أراه صوابا وإن كان هذا يزعج أنصارهم ، أما ادعاؤك أنني أقلب الحقائق وأكذب وأناصر القذافي فأنا أترك الحكم للقراء لكنني سأناقشك في بعض الشبه الذي طرحتها وبأدب إن شاء الله :
اقتباس:
تعريفك للجهاد غير دقيق ومن الواضح ان مصدر التعريف عقلي وليس شرعي حيث ان مقاصد الجهاد ليست فقط رفع كلمة التوحيد بل هناك ايضاً نصرة المظلوم ورد العدوان وحفظ الأسلام عددها البعض إلى عشرة مقاصد في حين اختصرتها انت في واحدة لتوافق هوالك.
قال تعالى:{ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا[75]} (20)
أنا لا أناقشك هنا ولكن ارفع سماعتك وهاتف كبار العلماء - لا علماء الإخوان المفلسين - واسألهم عن حكم التحاكم للديمقراطية وبذل المال والنفس للوصول إلى هذه الغاية ، ولا بأس أن أحيلك إلى جواب الشيخ الألباني الذي قال إن الديمقراطية كفر ، وعلماء المملكة كلهم على هذا القول : من ارتضى حكم الديمقراطية راضيا عالما فهو كافر ولا كرامة ، والرسول عليه الصلاة والسلام أخرج من دياره ولم يكن في باله ولا بال أصحابه إلا إعلاء كلمة الله وإبطال ما سواها ....
اقتباس:
اطلاق لفظ شهييد تعيينا غير جائز لكن هذا لا ينفي ان نقييد كلامنا في اطلاق لفظ الشهيد كأن نقول من مات دون ماله فهو شهيد
وكما يقول الشيخ العثيمين "ولكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له الشهادة ،ولا نشهد له بها ، ولا نسيء به الظن " , واطلاق كلامك يضعك في احراج كبير فكيف تصنع بشخص مثلا مات في قتال مع كفار في سبيل اعلاء كلمة الله ؟ اكيد انك ستصلي عليه وتدفنه دون تغسيل . وهذا اقرار منك بأنه شهيد !! وهو مخالف للأصل الذي اصلته لنا في الأعلى .

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه

فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد "

(بالمناسبة كل المطبلين لمعمر القذافي يسمونه شهيد فهل في نظرك يجوز هذا ؟)

اما من قاتل لهوى كما تقول فهم كتائب معمر القذافي ومن اثار فيهم نعرات قبلية حتى ان بعظهم كان يهتف وهو في طريقه إلى مصراتة " ورفلة وتاورغا خوت يا مصراتي جاك الموت " والفيديو موجود على اليوتيوب.
يارجل ألا ترى أنهم يقولون مات فلان وهو شهيد ومات لنا خمسة شهداء ووووووووووو ...........................
فهل هذا جائز ، وأنا على يقين أنك تعرف الجواب ، لذلك قلت أنا إنها من الأخطاء الشائعة
أما من مات مجاهدا فأحكامه أحكام الشهيد في الدفن وسوابقه دون القطع بشهادته ، هكذا قال العلماء ، ولا إشكال حينئذ
وأحيلك إلى فتوى آخر الموضوع علها تفيدك وتبصرك
اقتباس:
مغالطة : الغرب ليس وحده من وقف مع الليبيين بل بعض العرب والمسلمين الشرفاء مثل قطر والأمارات وتركيا الخ
ثم إن موضوع الكعكة هو شماعة يعلق عليها بعض اخوتنا الذين خذلونا ووقفوا مع الظالم ضد الشعب الليبي وإلا فإن الكعكة كانت في يدهم وقد استجداهم معمر القذافي في اخر خطاب مرئي له بأن يأخذوا الكعكة وحتى الطاولة التي عليها الكعكة .
من زاوية اخرى من الذي انقد كوسوفو من الصرب وشن عليهم الحرب هل هم العرب الذي يكيون لنا كيدا ام هم الكفار اصحاب الكعكة !!

ولا ندري ما هي الكعكة , أن كنت تقصد النفط فلا اعتقد انكم تشربونه في بلادكم ونحن مثلكم سنصدره للدول التي تستحقه .
واما إن كنت تتكلم عن عقود عمل واعمار فهذا امر لابد منه والأولى ان نعطيه لمن انقدنا من معمر القذافي وان نستثني من وقف مع معمر .

على كل حال اظن ان الكعكة لمن يستحقها ! ويكفينا وصايا عابثة منكم .
الغرب هو من وقف إلى جانب الثوار ، أما قطر والإمارات فهو من باب المحلل {الذي يتزوج امرأة مؤقتا لتتمكن من الرجوع بزوجها السابق لوقوع ثلاث طلقات} ، فهل تعتقد أن دويلة مثل قطر لا تستطيع حماية نفسها تستطيع أن تشارك في هكذا حرب ، إن في قطر أكبر قاعدة أمريكية لحمايتها وحماية المصالح الأمريكية في المنطقة ، فقطر أصلا دولة محتلة {حكما} فكيف تستطيع المشاركة في تحرير بلد آخر
أما كوسوفو فياحسرتاه عليها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل تعلم كم عدد القتلى فيها ؟ وكم عدد المغتصبات ؟؟؟ وكم وكم..........؟؟؟؟؟ ، إن الغرب لم يتدخل إلا بعد ما أحس بالإحراج القانوني من شدة الانتهاكات ، فهو لم يتدخل لصالح المسلمين بل لستر حاله ، ثم هل تدري عدد الانتهاكات التي وقعت حتى بعد وصول القبعات الزرق الأممية ، بل إن كثيرا من الانتهاكات ارتكبها هؤلاء ، وعد للأرشيف واقرأ ........
والغرب تدخل هناك لإضعاف الدب الروسي كما فعل في أفغانستان تماما
والمتتبع في تدخلات الغرب في بلاد المسلمين يعلم جليا أن هذه التدخلات غير بريئة ولا صادقة وانظر إن شئت إلى أبو غريب لتكتشف حقيقة المساعدات الغربية لإخوانهم المسلمين أو انظر إن شئت إلى مساعدة أمريكا لإخواننا الفلسطينيين ............
اقتباس:
اولاً : امريكا لو كانت تريد اي شيء من ليبيا لقدمه معمر القذافي عن يد وهو صاغر كما فعل في موضوع السلاح النووي.
ثانيا : الموقف السوري اكثر تعقيداً من الموقف الليبي وهناك عدة نقاط اختلاف منها ان ليبيا في الشهر الأول تحررت بنغازي ومعظم مناطق الشرق مثل طبرق ودرنة وغيرها بالكامل وقام المجلس الأنتقالي الذي بدأ يمثل الدولة الجديدة حتى ان تكهنات بانقسام ليبيا أطلت علينا في تلك الأيام , في حين ان سوريا لم يكون فيها مجلس انتقالي إلا مؤخراً يعني بعد قرابة السبعة اشهر , وليس لهم ارض يحكمونها ويفرضون عليها السيطرة , فهذه كلها امور اسقطتها انت من قراءتك السطحية للموقف .
ثالثاً: بعض الأعضاء في الجامعة العربية يوقفون قرارات الجامعة والتي تصب في مصلحة الشعوب مثل ادانات القتل ةالترويع وهذا ما حدث معنا ويحدث في سوريا اليوم . ما رأيك ان تخصص موضوعا عن هذا الأمر!
طيب . لماذا لم يعترف العرب يالمجلس الانتقالي السوري لحد الآن أم أنهم يخافون من المجرم بشار ، وبذلك فأمنهم أهم من أمن الشعوب .........................
يارجل القضية قضية مصالح لا أكثر ولا أقل ، وللأسف مصالح الكثير من الدول العربية تبع لمصالح أمريكا
اقتباس:
هذا كلام من لا علم له وإلا فإن الفتوى تؤخذ من علماء البلد وليس من كلامك يا اخي العزيز وعلماء اهل البلد الموثوق فيه افتو بجواز الأستعانة , ثم ان الأستعانة بالكافر فيها خلاف بين العلماء ارجو ان تراجع هذا الموضوع قبل ان تضع كلاما من الواضح انك تسمع به ولا تفهمه .
مشكلتكم انكم تريدون رفض الشيء ولو كلفكم ذلك ان تحرجوا انفسكم وتريقوا ماء وجوهكم .

ثم انت كجزائري هل تعلم بأن هواري ابو مدين وايضاً بن بلة قد استعانا بالكافر على المسلم ام لا ؟
دعنا من علماء ليبيا ، لأن المنكر للتدخل منهم يقال عنه أنه من كتائب القذافي ، وابحث عن علماء آخرين أجازوا التدخل ، ,وانا بالمناسبة لم أفتي ولست أهلا لذلك ولكنني أستغرب التساهل في مفاهيم عظيمة مثل الخروج الجهاد الشهادة ...... حتى أصبحت لعبة بين أرجل الصبيان ، فالمطلوب التحاكم إلى كبار العلماء في النوازل
اقتباس:
ليبيا تحررت من كتائب معمر القذافي التي كانت تعيت فيها فسادا والأن جاء الدور لبنائها من جديد , مشكلتنا تختلف عن مصر وتونس انهما بلدان مؤسسات أو على الأقل فيها بعض المؤسسات التي بنيت في عصري مبار والزين اما بلادنا ليبيا فهي صفر من ناحية المؤسسات لذا فنحن سنبدأ من الصفر , هذا الصفر الذي ورطنا فيه من وضعت مقالك للدفاع عنه ؟

اما عن المناصرين لمعمر القذافي فإن كان لهم الحق في ما سميتها المقاومة فلماذا تنكرونها على مناهظي معمر وهم الأغلبية !!!يالغرابة منطقكم
نتمنى أن يتمكن إخواننا الليبيين من إعادة إعمار ليبيا وأن يضعوا موازين الانتقام جانبا ، أما صفر القذافي فلا أعرفه وأظنه من باب: من كره شيئا عاداه ، والذاهبون إلى ليبيا لا يجدون كبير فرق بينها وبين دول شمال إفريقيا ، وبعضهم يتكلم عن سوق عمالة كبير ووضع اقتصادي مزدهر وبعضهم قال لي إن جمال مدينة مصراتة لا يضاهى في الشمال الإفريقي ، وأن النهر الصناعي العظيم مشروع استراتيجي لا نظير له في إفريقيا يوفر الماء لكل البيوت الليبية 24 ساعة يوميا ويكفي كل الحاجات الزراعية، والعهدة على الراوي .....................
اقتباس:
في الحقيقة الجزائر لم تقف على الحياد في موضوع ليبيا ,إلا إن كان الحياد يعني ترك شعب شقيق مسلم جار ينزف ويقتل ويهجر ويذبح .
الجزائر لم تعترف بالمجلس الأنتقالي حتى بعد سقوط طرابلس في وضع شاد للغاية
عائلة القذافي هربت للجزائر ,

ثم ماهو موقف الجزائر من ثور تونس
من ثورة مصر
من ثورة سوريا
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.
الجزائر دولة تتحاكم إلى القوانين الدولية ولا تنافق فيها إطلاقا ، أما الاعتراف بالمجلس الانتقالي فلأنه صار فعلا حاكما لليبيا ولهذا اعترف به الاتحاد الإفريقي الذي لا يزال يتحاكم للمواثيق الدولية بعيدا عن نظرية الكعكة
وأختم قولي بفتوى لعلامة الجزائر الشيخ أبي عبد المعزّ محمّد علي فركوس في حكم إطلاق لفظ الشهيد على من مات في هذه الثورات :
وقبله أختم بأقوال بعض أهل العلم في الشأن الليبي صوتيا
https://www.youtube.com/watch?v=OOgDRfi0YsI
https://www.youtube.com/watch?v=JckBh...eature=related
https://www.youtube.com/watch?v=lWEzl...eature=related
وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا
19 مايو, 2011
0 الشيخ فركوس : من ماتوا في هذه الثورات " قتالهم جاهلي "

في حكم اعتبار القتيل في المظاهرات من الشهداء

https://i3.makcdn.com/userFiles/g/o/g...images/681.jpg

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:

فالمظاهرات والمسيرات والاعتصامات بالساحات -بغضّ النظر عن صفتها عنفيّةً كانت أو سلميّةً- فليست من عملنا -نحن المسلمين- ولا من دعوتنا، ولا هي من وسائل النهي عن المنكر، بل هي من أساليب النظام الديمقراطي الذي يُسند الحكمَ للشعب، فمنه وإليه.فضلاً عن أنّ عامّة المظاهر الثوريّة والاحتجاجيّة في العالَم الإسلاميّ متولّدةٌ من الثورة الفرنسيّة وما تلاها من ثوراتٍ وانقلاباتٍ في أوربا في العصر الحديث، فأمّتنا بهذا النمط من التقليد والاتّباع تدعّم التغريب وتفتح باب الغزو الفكري، باتّخاذ الأساليب الثوريّة وأشكال الانتفاضات أنموذجًا غربيًّا وغريبًا عن الإسلام، يحمل في طيّاته الفتن والمضارّ النفسيّة والماليّة والخُلُقيّة، قال ابن القيّم -رحمه الله-: «وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم؛ فإنه أساس كلّ شرٍّ وفتنةٍ إلى آخر الدهر»(١).
والحقوق إنّما يُتوصّل إليها بالوسائل المشروعة والبدائل الصحيحة.
أمّا الشهداء فهُمْ على ثلاثة أقسامٍ(٢):
الأوّل: شهيدٌ في الدنيا والآخرة، وهو: من يُقتل بسببٍ من أسباب قتال الكفّار مخلصًا صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبرٍ، وذلك قبل انقضاء الحرب، فإنه تجري عليه أحكام الشهيد في الدنيا، فلا يُغسَّل الشهيدُ قتيلُ المعركة ولو اتّفق أنه كان جُنُبًا؛ لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ادْفِنُوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ» -يَعْنِي يَوْمَ أُحُدٍ- وَلَمْ يُغَسِّلْهُمْ(٣).
وفي استشهاد حنظلة بن أبي عامرٍ رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «إِنَّ صَاحِبَكُمْ تُغَسِّلُهُ الْمَلاَئِكَةُ»، فَسَأَلُوا صَاحِبَتَهُ فَقَالَتْ: إِنَّهُ خَرَجَ لَمَّا سَمِعَ الهَائِعَةَ(٤) وَهُوَ جُنُبٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِذَلِكَ غَسَّلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ»(٥)، ولا يجوز نزعُ ثياب الشهيد التي قُتل فيها؛ لقوله صلّى الله عليه وسلّم في قتلى أحدٍ: «زَمِّلُوهُمْ فِي ثِيَابِهِمْ»(٦)، ولا يُصلَّى عليه لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لاَ تُغَسِّلُوهُمْ، فَإِنَّ كُلَّ جُرْحٍ -أَوْ كُلَّ دَمٍ- يَفُوحُ مِسْكًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ(٧)، ولحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَقُولُ: «أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ»، فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ، وَقَالَ: «أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاَءِ يَوْمَ القِيَامَةِ»، وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ فِي دِمَائِهِمْ، وَلَمْ يُغَسَّلُوا، وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِمْ(٨).
مع جواز الصلاة عليهم من غير وجوب؛ لحديث أنسٍ: «أَنَّ شُهَدَاءَ أُحُدٍ لَمْ يُغَسَّلُوا، وَدُفِنُوا بِدِمَائِهِمْ وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِمْ»(٩) غير حمزة(١٠)، ويُدفن الشهداء في مواطن استشهادهم ولا يُنقلون إلى المقابر؛ لحديث جابرٍ رضي الله عنه وفيه: «أَلاَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا بِالْقَتْلَى، فَتَدْفِنُوهَا فِي مَصَارِعِهَا حَيْثُ قُتِلَتْ»، قَالَ: «فَرَجَعْنَاهُمَا مَعَ الْقَتْلَى حَيْثُ قُتِلَتْ»(١١) -يعني جابرٌ أباه وخاله-.
كما يجري على الشهيد حكمُ الشهادة في الآخرة من نيل الثواب الخاصّ به في قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 169-171]، وله خصالٌ أخرى ثابتةٌ في السنّة الصحيحة في قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ: اليَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الحُورِ العِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ»(١٢).
قلت: ويُستثنى من عموم ما يُكفَّر عن الشهيد من خطيئاته وسيّئاته الدَّيْنُ؛ فإنه لا يَسْقُطُ بالشهادة(١٣)؛ لأنه حقٌّ آدميٌّ لا يسقط إلا بالوفاء أو الإبراء.
ويُعَدّ شهيدًا من هذا القسم -أيضًا- المقتولُ من الطائفة العادلة القائمة بالحقّ والمحكِّمة للشرع في قتالها الطائفةَ الباغيةَ، فإنّ المقتول منها لا يُغسَّل ولا يُصلّى عليه؛ لأنه في قتالٍ أَمَر اللهُ به، فهو مثلُ الشهيد في قتاله للكفّار؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الحجرات: 9].
الثاني: شهيدٌ في الآخرة دون أحكام الدنيا، وهو: المبطون، والمطعون، والغريق، وموت المرأة في نفاسها بسبب ولدها وأشباهم؛ لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «الشُّهَدَاءُ سَبْعَةٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ: الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَالْحَرَقُ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ(١٤) شَهِيدٌ»(١٥).
ويدخل في هذا القسم -أيضًا- من قُتل في سبيل الدفاع عن دينه، ونفسه، وأهله، وماله؛ لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»(١٦).
وحقيقٌ بالتنبيه أنّ الشهيد من القسم الأوّل الذي يجاهد الكفّار في سبيل الله، وقصدُه نصرُ دين الله تعالى لتكونَ كلمة الله هي العليا، إعزازًا للإسلام والمسلمين وإذلالاً للشرك والمشركين، فهو شهيدٌ حقيقةً، بينما الشهيد في القسم الثاني جعله الله في حكم القسم الأوّل فضلاً من الله ومنّةً: يُعطى من جنس أجر الشهيد، ولا تجري عليه أحكامُ الدنيا، قال العيني -رحمه الله-: «وأمّا ما عدا ما ذكرْناهم الآن فهُم شهداءُ حكمًا لا حقيقةً، وَهَذَا فضلٌ من الله تعالى لهذه الأمّة، بأَنْ جعل ما جرى عليهم تمحيصًا لذنوبهم وزيادةً في أجرهم، بلّغهم بها درجاتِ الشهداء الحقيقيّةَ ومراتبَهم، فلهذا يُغسَّلون ويُعْمَل بهم ما يُعْمَل بسائر أموات المسلمين»(١٧).
الثالث: شهيدٌ في الدنيا دون الآخرة، وهو: المقتول في حرب الكفّار، وقد قاتل رياءً أو سُمعةً أو نفاقًا أو ليُرى مكانُه، أو قاتل حميّةً أو لغيرها من النيّات، ولمّا كانت النيّات خفيّةً لا يعلمها إلاّ الله فقد أُعطوا حُكْمَ الشهداء في الدنيا دون الآخرة.
فإذا تقرّر حصرُ الشهداء في الأقسام الثلاثة المتقدِّمة بحسب أحكامهم في الدنيا والآخرة؛ فإنّ من عداهم ليسوا من الشهداء مطلقًا: لا في أحكام الدنيا ولا في الآخرة، بل قد يكون قتالُهم جاهليًّا كالموت من أجل القوميّة العربيّة أو غيرها من القوميّات، أو عصبيّةً لدولةٍ على أخرى، أو حميّةً لقبيلةٍ على أختها، أو يموت في سبيل المطالبة بتحكيم النُّظُم والتشريعات الوضعيّة أو ترسيخها كالنظام الديمقراطيّ أو الاشتراكيّ أو اللبيراليّ وغيرها من الأنظمة المستوردة، أو يُقتل من أجل تحقيق المبادئ والإيديولوجيّات الفلسفيّة: شرقيّةً كانت أم غربيّة، ونحوها من الأنواع المعدودة من القتال الجاهليّ الذي لا صلةَ له البتّةَ بالجهاد في سبيل الله، الذي يكون المقصودُ منه إعلاءَ كلمة الله ونصْرَ الإسلام والتمكينَ للمسلمين لإقامة الدين وإظهار شعائره، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾ [الحج: 40-41]، وقوله تعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: 7]، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، أَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ»(١٨).
هذا، وكلّ دعوةٍ إلى الروابط النَّسَبِيّة والمذهبيّة والطائفيّة والعصبيّة مهما كانت صفتُها وتنوّعت، فهي -في ميزان الشرع- من عزاء الجاهليّة، وفي هذا المعنى يقول ابن تيمية -رحمه الله-: «وكلُّ ما خرج عن دعوة الإسلام والقرآن: من نسبٍ أو بلدٍ أو جنسٍ أو مذهبٍ أو طريقةٍ: فهو من عزاء الجاهلية، بل لمّا اختصم رجلان من المهاجرين والأنصار، فقال المهاجريّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، وقال الأنصاريّ: يَا لَلأَنْصَارِ، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أَبِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ» وغضب لذلك غضبًا شديدًا(١٩)»(٢٠).
وحاصلُه: أنّ الإسلام إذا كان ينهى أشدّ النهي عن دعوة الجاهليّة، ويحذّر منها لأنّها تشكّل خطرًا عظيمًا على عقيدة المسلم ودينه؛ فإنّ الموت في سبيلها أعظمُ خطرًا وأكبرُ جُرْمًا وأسوأُ مصيرًا، نسأل اللهَ السلامةَ والعافيةَ وحُسْنَ الخاتمة.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدّين وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: 24 جمادى الأولى 1432ﻫ
المـوافق ﻟ: 28 أبـريــل 2011م









رد مع اقتباس