[سليم الثالث]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(تكون فتنة تستنظف العرب قتلاها في المار اللسان فيها أشد من وقع السيف )(1)

تستنظف العرب أي(تستوعبهم وتشملهم هلاكا من استنظفت الشئ إذا اخذته كله

قتلاها في النار أي(لقتالهم في الدنيا وابتاعهم الشيطان والهوى أي سيكونون بقتالهم هذا مستوجبين العقوبة وهم إن كانوا مسلمين موحدين لم يخلدوا بالنار وإن عوقبوا فيها

والمراد بقتلاها:من قتل في تلك الفتنة فهو معرض للوعيد الشديد لأنهم ما قصدوا بهذه المقاتلة إعلاء الدين أو دفع الظلم أو إعانة الحق وإنما كان قصدهم التباغي والتشاجر طمعا في المال والملك

واللسان أي(وقعه وطعنه وتشجيعه على القتال وإذكاؤوه له أشد من السيف ويدل على عليه رواية ((وإشراف اللسان-أي طلاقه وإطالته-فيها أشد من وقع السيف)(2)

(1)=رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة والحديث فيه مقال
(2)=انظر مراقة المافتيح شرح مشكاة المصابيح للقاري(15\369


اللهم توفنا مع الأبرار