ما يستحب للزائر
عند توجهه للمدينة
يستحب للزائر أن ينوى مع زيارته r التقرب بشد الرحل للسفر إلى مسجده r والصلاة والإعتكاف فيه وأن يكثر من الصلاة والتسليم عليه فى طريقه، فإذا رأى المدينة أكثر من الصلاة والتسليم عليه r ثم يتوجه إلى سكنه ويطمئن على حاجته ويستعد لزيارته r بالكيفية الآتية:
آداب الاستعداد للزيارة
1. الإغتسال والوضوء.
2. لبس أنظف ثيابه وذلك للحديث الذي رواه قيس بن عاصم أن بنى عبد القيس لما وردوا المدينة أسرعوا بالدخول وكان فيهم الأشجّ فثبت فى مكانه حتى أزال مهنته وآثار سفره ولبس ثيابه وجاء إلى النبي r على تؤدة ووقار فأعجب به النبي r وأثنى عليه بقوله e: { إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا الله: الْحِلْمُ وَالأَنَاة ُ}[1]
3. يضع شيئاً من الطيب أو العطر.
4.أن يتصدق بشيء وإن قلَّ قبل زيارته صلوات الله وسلامه عليه لقول الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً }
5. أن يستشعر ويستحضر عظمته r حتى يمتلئ قلبه من هيبته ويصير كأنه يراه.
6. تفريغ القلب من سوى الزيارة وتجديد التوبة عند توجهه إلى المسجد النبوى.
7. أن يعرف منزلة المسجد النبوي حتى يتمكن من القيام بالآداب التى تجب عليه نحوه ويكفى فى ذلك قوله r:{ مِنْ حِين يَخْرُجُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنْزلِهِ إلى مَسْجِدِي، فَرِجْلٌ تَكْتُبُ لَهُ حَسَنَةً، ورِجْلٌ تَحُطُّ عَنْهُ سَيِّئَةً حَتَّى يَرْجِعَ }[2] وليعلم علم اليقين أن كل ما زيد فى المسجد من توسعات وملحقات فهى من المسجد لقوله r: { لو بنى هذا المسجد إلى صنعاء كان مسجدى } [3].وليحاول ألا يفوته صلاة واحدة فى جماعة فى هذا المسجد الكريم لقوله r فيما رواه ابن عباس y سمعت رسول الله r يقول: { صَلاَةٌ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلاَّ مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ }[4]،ويحرص على أن ينال هذا الثواب العظيم الذي بينّه النبي الكريم فى قوله r:{ مَنْ صَلَّىٰ فِي مَسْجِدِي أَرْبَعِينَ صَلاَةً لاَ تَفُوتُهُ صَلاَةٌ، كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النفَاقِ }[5].
ما يستحب عند زيارة رسول الله r
يستحب للزائر إذا توجه لزيارة سيدنا رسول الله r فعل ما يلى:
1. يقدم رجله اليمنى عند الدخول للمسجد ويقول:
{ أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، بسم الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله ما شاء الله لا قوة إلا بالله اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وصحبه وسلم اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك }
2. يقصد الروضة المقدسة إن تيسَّر له ذلك، ويصلي ركعتين تحية المسجد وإلا صلاهما فى أي مكان بالمسجد وذلك إن لم يمر أمام الوجه الشريف، وإلا بدأ بزيارته r.
3. ثم ياتى سيدنا رسول الله r من جهة القبلة فيستدبرها، ويستقبل الوجه الشريف لما ورد عن ابن عمر yقال: {من السنة استقبال القبر المكرم وجعل الظهر للقبلة}[6].وقد سأل هارون الرشيد الإمام مالك tعند زيارته لسيدنا رسول الله r: فقال:{ أأستقبل القبلة وأدعو، أم أستقبل سيدنا رسول الله r وأدعو؟ فقال الإمام مالك t: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الجنة }.
4. يستحضر بقلبه جلالة موقفه ومنزلة من هو بحضرته r، ويتيقن أنه r حيٌّ فى برزخه الشريف وأنه ناظرٌ إليه ومطلعٌ عليه.
5. يقف قبالته r كما لو كان فى حياته ويراعى الأدب معه فى ذلك فيبعد عنه قدر ذراعين، ويقف خاشعاً متواضعاً ولا يقترب من الحديد ولا يمسَّه بيده، فذلك أولى فى باب الأدب معه e.
6. يخفض صوته أمامه وطالما كان فى مسجده r، فقد قال الإمام مالك عندما كان يناظر أبا جعفر المنصور الخليفة العباسي فى المسجد:{ ياأمير المؤمنين لا ترفع صوتك فى هذا المكان فإن الله U أدّب قوماً فقال U{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ } ونعى على قوم فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ } وأثنى على قوم فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى}وحرمتهr ميتاً كحرمته وهو حي }
7. ثم يلقى السلام عليهr، ويكثر من الثناء عليه، وتعداد صفاته، بحسب ما يلهمه الله U فى تلك الساعة مثل:
{السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، أشهد أنك أدّيت الرسالة وبلغت الأمانة اللهم اجزه عنّا وعن أمته خير الجزاء وآته الوسيلة والفضيلة، والدرجةالرفيعة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد } ومثل: { السلام عليك يا أول السلام عليك يا آخر، السلام عليك يا حاشر، السلام عليك يا عاقب وهكذا...}
8. ثم يبلغه r سلام من أوصاه بتبليغه السلام لرسول الله فيقول:
{ السلام عليك يا رسول الله من فلان، أو فلان يبلغك السلام يا رسول الله } وقد كان سيدنا عمر بن عبدالعزيز t يرسل البريد من الشام إلى المدينة خصّيصاً لإبلاغ سلامه إلى سيدنا رسول الله
9. يدعو الله U بما يهمه من أمور الدنيا والآخرة ويتوسل إلى الله فى الإجابة بسيدنا رسول الله r لما ورد فى الحديث الذي رواه سيدنا عمر t أنه قال:
{ لَمَّا أَذْنَبَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَمَ الذَّنْبَ الَّذِي أَذْنَبَهُ، رَفَعَ رَأْسَهُ إِلٰى الْعَرْشِ فَقَالَ: أَسْأَلُكَ بِحَق مُحَمَّدٍ إِلاَّ غَفَرْتَ لِي فَأَوْحٰى اللَّهُ إِلَيْهِ وَمَا مُحَمَّدٌ ؟ قَالَ: تَبَارَكَ اسْمُكَ لَمَّا خَلَقْتَنِي رَفَعْتُ رَأْسِي إِلٰى عَرْشِكَ فَرَأَيْتُ فِيهِ مَكْتُوبَاً: لاَ إِلٰهَ إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَعْظَم َعِنْدَكَ قَدْرَاً مِمَّنْ جَعَلْتَ اسْمَهُ مَعَ اسْمِكَ، فَأَوْحٰى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا آدَمُ إِنَّهُ آخِرُ النَّبِيينَ مِنْ ذُريَّتِكَ، وَإِنَّ أُمَّتَهُ آخِرُ الأُمَمِ مِنْ ذُريَّتِكَ، وَلَوْلاَهُ مَا خَلَقْتُكَ } [7]
10. ثم ينتقل إلى يمينه قدر ذراع فيسلم على سيدنا أبى بكر t، وينتقل قدر ذراع آخر فيسلم على سيدنا عمر t.
11. من الأدب بعد ذلك ألاّ يمر بالقبر المكرم فى أى وقت حتى يقف ويسلم على ساكنه r، وذلك سواء مرّ من داخل المسجد أو خارجه وذلك لقوله r:{ مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلمُ عَلَيَّ إِلاَّ رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ }[8]
12. كره الإمام مالك t أن يقول الحاج أو الزائر :{ زرنا قبر النبي r، وقال: الأولى أن يقال: زرنا النبي r }.
[1] صحيح مسلم عن ابن عباس.
[2] صحيح ابن حبان عن أبي هريرة.
[3] ابن أبي شيبة والديلمي في مسند الفردوس من حديث أبي هريرة
[4] صحيح مسلم عن ابن عباس.
[5] رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
[6] رواه أبو حنيفة في مسنده.
[7]الطبرانى فى الأوسط والصغير عن عمر t.
[8] رواه أبو داوود عن أبي هريرة t.