بسم الله الرحمان الرحيم
هذها ماوجدت في كتاب محمد العربي الزبيري التجارة الخارجية للشرق الجزائري في الفترة مابين 1792 _ 1830
مع المغرب:
لقد كان النشاط التجاري بين المغرب وشرق الايالة محدودا جدا. اذا قارناه بالعلاقات اليومية التي كان يقيمها تجار الجنوب والشمال معلااسواق التونسية, وذلك لبعد المسافة ولعدم وجود مايستوجب تنقل القوافل بكيفية مستمرة.
واهم المدن التي لها اتصالات باسواق المغرب هي قسنطينة بسكرة وورقلة. فاما قسنطينة .فانها ترسل قوافلها الى فاس عن طريق الشمال الذي كان يمر بسطيف وحمزة والجزائر ووهران وتلمسان ووجدة.فتحمل اليها كثيرا من الاقمشة بانواعها الصوفية والقطنية والحريرية وتجلب منها البلغ (الاحذية الجلدية) والجلابيب والبراقع. ويقدر راس المال المستعمل لهذا الغرض بحوالي اربعمائة الف فرنك سنويا. ص175
واما بسكرة فانها تستعمل الطريق الواسطي للاتصال بواحة فكيك 1. وذلك بعد ان تمر بالاغواط والبيض والشلالة محملة بالحرير المنسوج المستورد من تونس. والاقمشة الصوفية ذات الصنع المحلي.وفي الرجوع تستورد المشاط. والاقمشة القطنية المستوردة من اوربا والطفل والخيل ومواد البزازة والاسلحة.
واخيرا فان قوافل ورقلة تسلك الطريق الجنوبي الذي يمر بالقرارة وغرداية ومتليلي ثم فكيك ليقف في تافيلالت2 . والى هذه المحطة الاخيرة يحمل تجار الجنوب مصنوعاتهم الصوفية وريش النعام والخردوات المستوردة وكذلك بعض المنتوجات التونسية وفي الرجوع يجلبون معهم الفيلالي والخيل والاسلحة.
وهكذا نرى ان التجارة بين المغرب والشرق الجزائري بالاضافة الى كونها لم تبلغ درجة كبيرة من الرواج لم تكن تتناول سوى بعض المنتوجات والمصنوعات الكمالية وان قسطا كبيرا من هذه المواد المتداولة بين الاسواق المذكورة مستوردة من مختلف البلدان الاوربية سواء عن طريق جبل طارق بالنسبة للمغرب او عن طريق مالطة وايطاليا وفرنسا _بواسطة تونس_ فيما يتعلق بالشرق الجزائري.
وان المصادر القليلة التي تعرضت لهذا الموضوع لم تورد لنا اي نوع من الاحصائيات نظرا لعدم اهتمام التجار بالمحاسبات ولعدم وجود هيئات خاصة او عمومية تعنى بالمسائل التجارية في ذلك الحين ولذلك لا نستطيع ان نذكر مقدار رؤوس ص 176 الاموال التي كانت تستعمل في كل سنة للقيام بمختلف عمليات التصدير والتوريد. غير اننا نؤكد بان التجارة بصفة عامة قد توقفت او كادت مع بداية الاحتلال الفرنسي للايالة ص 177.
1_ فكيك: واحة يحيط بها النخيل من كل جانب وتؤمها القبائل من كل حدب وصوب لانها تتصل شمالا بفاس وغربا بثافلالت وجنوبا وشرقاب اسواق الجزائر يذكر كاربت ان ساحة المدينة تشتمل علىا كثر من ثلاثمائة حانوت وان عدد سكانها حوالي خمسة الاف نسمة.
2_ تافلالت: هي سجلماسة القديمة مهد الاشراف العلويين تقع في سهل واسع وتشتمل على عدد كبير من القرى تحيط بها غابات النخيل واشجار الزيتون ويصنع فيها الجلد الفيلالي ذو الشهرة العالمية.
اما باقي العلاقات مع طرابلس وتونس فسانقلها في المرة القادمة ان شاء الله .