منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - طلب مساعدة
الموضوع: طلب مساعدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-10-21, 12:37   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ندوات حول التجربة القصصية عند وطار
ماذا يحصل لو عاد الماضي ليحكم على الحاضر ؟

شهدت قاعة المحاضرات التابعة لاتحاد الكتاب الجزائريين مساء الجمعة ، تجمع لم تشهد مثله ، منذ أن فتحت هذه القاعة ، في أوائل سنة 73 ، الا بمناسبة انعقاد ملتقى سينمائيي العالم الثالث في أواخر السنة المذكورة
كان موضوع التجمع ندوة أدبية خصصت لتقديم التجربة القصصية عند الطاهر وطار من خلال روايتيه " اللاز" و " الزلزال " ومجموعته القصصية " الشهداء يعودون هذا الأسبوع . ويفسر هذا الارتفاع المفاجيء في عدد الحاضرين ، أول ما يفسر ، بحداثة المواضيع التي يتناولها القاص ، وبالجرأة التي يطرح بها هذه المواضيع ، وتفسر ،بعد ذلك بأن جمهور الندوة أو المحاضرة عادة ما يكون أكثر عددا من جمهور الأمسية شعرية كانت أم قصصية
اللاز .. تطور الحركة الأدبية في اتجاه ايجابي
تناول رواية " اللاز " الاستاد محمد سعيدي ، فلاحظ أن ستة 74 ، هي موسم الطاهر وطار ، قدم خلالها ثلاثة أعمال أدبية ، هي موضوع ندوتنا.
وقسم سعيدي حديثه حول " اللاز" الى ثلاثة فصول هي : المؤلف ، والموضوع ثم الرواية من حيث هي عمل فني .
يعتبر وطار أكثر الادباء الجزائريين الكاتبين بالعربية جرأة في تناول المواضيع السياسية والاجتماعية الساخنة . وجرأته هذه جعلته ينغمس في كتابات وثائقية ن تفتقر أحيانا الى العنصر الفنى ، وان كنا نلمس كوامن هذا العنصر في الاعمال المبكرة للكاتب لقد شغل القاص ، هذه الكوامن في مؤلفاته الجديدة ، فاستعمل الرمز بطرق جيدة واعتنى خاصة بالاداة اللغوية ، وكل ما نرجوه هو أن يستمر الطاهر وطار في الرواية بعد أن انتقل اليها لان هذا الفن يفتح امكانيات أكبر أمام الأديب على الرغم مما كتب حول فن الرواية خلال الستينات .
أما عن موضوع الرواية فهو يتعلق بالسنوات الاولى من الحرب التحريرية وهنا لاحظ الأستاذ سعيدي ، أن الجانب الذي يشغل بال القاص بصفة خاصة هو " موضوع الشهداء وقدماء المجاهدين الذي يتكرر عنده في أكثر من عمل فني والسؤال الذي يطرحه من خلال معالجته لهذا الموضوع هو : " ماذا يحصل لو عاد الماضي ليحكم على الحاضر "؟ فالحديث عن الحاضر في رأي وطار يتطلب تعرية الماضي والتطلع الى المستقبل يبدو للوهلة الاولى ، أن بطل الرواية هو زيدان الشيوعي ، اا أن البطل الحقيقي هو تلك التعقيدات التي صحبت الفترة المعنية بالرواية . وهي مرحلة التساؤلات والمواقف ، مرحلة الاختيار والحسم ، والتردد.
ينتقل الأستاذ سعيدي بعد ذلك ، الى ابداء ملاحظاته عن الناحية الفنية في " اللاز" فيذكر بالتطور المهم الذي أحرزه وطار في السنوات الاخيرة ، فساهم بالنصيب الاكبر في تطوير شكل الرواية التي لم تجد بعد شكلها الطبيعي في الجزائر ، اذا ما استثنينا اللاز والزلزال وريح الجنوب ، وبعض الروايات المكتوبة بالفرنسية ، على الرغم من أن الاحداث لازالت تطغى، في بعض الاحيان ، على شكل الرواية , أما عن المميزات الفنية الاخرى للاز ، فيشير سعيدي الى أن الكاتب قدز وظف الرمز توظيفا جيدا وأن تدخل الكاتب في حسم الصراع الدائر بين شخصيات الرواية ، فقد جاء في مكانه المناسب ، ويورد في اخر كلمته ملاحظة مفادها أن الطاهر وطار لا يزال مطالب بتقديم شكل فني معين ، ويرد القاص بأن الشكل الفني عنده يأخذ معنى ديناميكيا يتغير بتغير محتوى الحادث الذي سجله في هذا العمل أو ذاك ، واذا كان الفنانون ، من الان يبحثون عن ملحمية موضوع الرواية فانه يضيف الى ذلك البحث عن ملحمية الشكل بحيث يحاول تحقيق تناسق معين بين الشكل والمحتوى ، لهذا يجد نفسه ، مجبورا الى اللجوء الى الواقعية حينا ، والى الرمزية حين وربما لجأ الى السريالية في موقع ثالث .
الزلزال .. رواية طلائعية
هذا هو الحكم الذي ينتهي اليه القاص قصي درويش ، الذي قدم هذه الرواية فلخص محتواها في أنها تتعلق بمدير ثانوية ، اقطاعي ، يملك ثلاثة ألاف هكتار ويقيم في العاصمة ، يعرف هذا المدير بقانون الثورة الزراعية، فيجن جنونه ، ويفكر في حيلة ، بأن يسجل اقطاعاته باسم قربائه ولكن .. تحدث الصدمة عندما يتوجه الى قسنطينة فيجد أن اقرباء قد تفرقوا،فمنهم من فقد ومنهم من انشغل باهتمامات أخرى ، ولم تعد الارض تعنيه في شيء، بل ومنهم حتى من صار مناضلا يطالب بانتزاع الارض من كبار الملاكين الاستغلاليين .
أمام هذا الوضع ، وأمام عقم الاقطاعية يجد أبو الارواح نفسه ، يدخل عالم الوسواس وينحدر بسرعة الى دنيا المجانين . ان ابطال الرواية ، أصوات تصل اذن "أبو الارواح "، فتقع في نفسه موقع الابر . وتزيده تهجما واكفهرار . ومصدر هذه الاصوات هي الاجيال الصاعدة . أجيال البناء الاشتراكي والغاء كافة أشكال الاستغلال ويذهب زميل قصي درويش ، الى أن الطاهر وطار يربط بين الرجعية الدينية والرجعية الطبقية . ولا شك أن موضوع الرجعية عند وطار يحتاج الى شيء من التوضيح فهذه الرجعية لا تتصف بذلك لانها متدينة ، وليس كل مدين رجعيا ، أن الرجعية الدينية المقصودة في " الزلزال" هي تلك الفئة التي تجعل الدين وقفا على ممارسة الطبقة الضيقة . ستسخر لمصالحة ، وتشرحه حسب ما يتفق والاحتفاظ بهذه المصالح .
ان أول ما يلفت النظر في الرواية من الناحية الفنية هو استغراقها يوما واحد على الرغم من وقوعها في أكثر من 150صفحة . ويشير الزميل درويش الى أن المكان الروائي في الزلزال يختلف عنه في الروايات الأخرى التي تسجل الحياة في مدينة معينة مثل " خان الخليلي" وغيرها. ان الزلزال قد انصرفت الى تمثيل الناحية الفنية لاهالي قسنطينة ، لتصل في بعض مقاطعها الى طابع شعري غاية في الرقة والاحساس المرهف ، وبذلك يمكننا القول أن : الزلزال " قد شقت طريقا جديدا في الرواية الجزائرية ، والعربية بصفة عامة .
الشهداء يعودون هذا الاسبوع .. معالجة المسائل بوعي وصراحة
أما الزميل أحمد منور، الذي قدم مجموعة" الشهداء يعودون هذا الاسبوع فيذهب ، عن حق ، الى أن فهم التجربة القصصية عند وطار لايمكن أن يكون كاملا ، الا على ضوء مراجعة الاعمال السابقة للقاص ، المتمثلة في مجموعتي " دخان من قلبي " و" والطعنات ". وبخصوص تقديم المجموعة المعينة اكتفى منور بقصتي " الزنجية والضابط" و" الحوت لا يأكل ". واعتبر هذه الاخيرة من عيون القصص العربي الحديث . كما اعتبر المجموعة لبنة هامة من لبنات هذا الادب ، تعالج المسائل بوعي وصراحة وتكشف العيوب فتنقدها بجرأة أما من الناحية الفنية فقد استعمل القاص الرمز فأعطانا أبطالا ذوي أبعاد تمتد الى واقعنا. وهم أبطال حزناء يحركهم الالم والاسى . وبقدر ما استعمل الاسماء للدلالة على مسمياتها .
والقاص في كلتا الحالتين يكشف لنا عن براعة في نقل اللحن والحركة.
هذا ملخص ما جاء في ندوة يوم الجمعة ، التي نظمتها اللجنة الثقافية التابعة لاتحاد الكتاب . واذا كان من اللاز تسجيل الانطياع عن الجمهورية، فان هذا الاخير قد اتسم ، على العموم بدرجة عالية من الوعي .
م : التين الشعب الجزائرية 19 مارس 1975
https://membres.multimania.fr/wattar/.../TABLE%20R.htm










رد مع اقتباس