ألا يستح من نفسه هذا المدعو
ألا يعلم أن الشعوب العربية المعجب بانتفاضتها ضد أنظمتها تنبذ فكر المدعو الدعي و تتبرأ منه جملة و تفصيلا
ألا يعلم هذا الدعي أن ما تسمى الثورات العربية أو ما يطلق عليها بين الأوساط الغربية بالربيع العربي زعماً ،لا يجاهر قادتها الأكثرية منهم محسوبون على التيار الاسلامي بالدولة الاسلامية صراحة بل يلجؤون إلى الميول نحو مصطلح الدولة المدنية بقوانينها الوضعية و دساتيرها المعدلة من الدساتير السابقة التي تبيح الخمر و البنوك الربوية و حرية الأقليات و المعتقدات الدينية إضافة إلى إنشاء الأحزاب العلمانية و الشيوعية و اللائكية و حركات المجتمع المدني المميعة و حرية المرأة في ملبسها و منشطها و الدعوة لأن تتساوى حقوقها مع حقوق الرجل
ألا يعلم هذا الدعي أن أمريكا تبارك هذه الخطوات و تجد فيها متنفس يخول لها تدخل منظماتها المسيسة تحت عباءة الحريات و الديمقراطة و حقوق الانسان كلما اظطرت إلى ذالك لتلزم العالم العربي بما إلتزم به و من أجله انتفض و بسببه لقي الدعم و المساندة في المحافل الدولية ، بدعوى مناهضتها لقمع الحريات و الدفاع عن الخطوط العريضة المقررة ضمن منهجية سياساتها الخارجية الفوقية
هذا الدعي وقع في تناقض كبير جداً قد يضع كل ما يؤمن به على المحك
كيف يبارك لانتصار في ليبياهو بالأساس من صنع و هندسة حلف الناتو بينما هو و جماعته في حرب ضروس ضده مثلما يدعون في العراق و أفغانستان
كان عليه أن يدعو إخوانه في ليبيا من تنظيف بلده من رجس إجرام الوحدات العسكرية الخاصة الغربية العاملة التي تنشط على قدم و ساق المنتشرة بين اخوانه المجاهدين في المدن و الصحاري و الموانئء و المطارات الليبية
دعوة هذا الدعي تــــُــعد ُ افلاس فكري و تعبير عن تخبط ايديولوجي لا طالما تغنت به هذه الجماعات المتطرفة
الشعب الجزائري و معه الشعوب العربية و الاسلامية مدعوون إلى مناهضة الفكر المتطرف الذي يحمله هذا الدعي في رأسه و كل من هم على شاكلته
أنا من الذين كان يرفض أن القاعدة هي من صنع الاستخبارات الأمريكية ، لكن و بالوقوف أمام دعوة هذا الدعي المناقض لفكره لا يمكن إلا و أن اقف لحظة تأمل و تمعن