اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق النور
غضبٌ.. غضب.. وفيم الغضبْ..
..
أرض تهتز.. ودم يغلي..
..
من الشريان.. دم الأحرار انسكبْ..
..
تهاوت شرفات المدائن..
..
هشة جدرانها.. كهشاشة القصبْ..
..
دخان نار من هناك
..
ومن هنا..
..
وهنا اللهبْ
..
زُفت للموت شموع..
..
ذرفت سدى.. دموع..
..
والطفل الباكي.. يجوع..
..
صحفي يسألني - وقحا - : ما السببْ!
..
..
في تلك الضفة.. لو تدري..
..
لو فتشت قليلا ما يجري..
..
لو حاولت تقفي أثري.. تقصي خبري.. لو عايشت معي قدَري..
..
لتعجّبْت هنالك من ألمي.. من جلَدي.. من أيامٍ أبكيها..
..
..
..
ومن صبري..
..
والطفل الباكي.. يسخر من حرفي.. ومن ورقي.. من حبري
..
..
والصحفي الأبله يسألني: عن عذري..
..
ويثير
..
فيَ العجبْ..
..
..
..
وفي الضفة تلك هناك.. ألوف .. والتشريد مسكنها.. ومؤويها
..
ولا أحصي.. ببيت الأهل شملَهم.. ولمّ الشمل هناك..
..
يؤذيها..
..
ولم الشمل.. أمنية..
..
وتلك الضفة ثَــــمّ هنـــــــــاك
..
.. قد ماتت أمانيها..
..
والطفل الباكي.. يعصف بالأوراق.. في وجهي .. ويرميها
..
والصحفي الأخرق يجمعها.. يلملِمها.. يُسَوِّيــــها..
..
ليصنع آلاف الكــتبْ..
..
في تلك الأرض ذوو صلة.. ذوو رحم..
..
تداس لهم..
..
كرامتهم..
..
كرامتنا.. وبالقدم..
..
وكم صبروا.. وكم صمدوا..
..
وكم نادوا.. لمعتصم
..
أم نادوا.. لمنسلخٍ؟؟ ومنقلب على عقبِ..
..
ومنتسبٍ لأهل الخزي.. باغيهم.. وراغبهم وتابعهم..
..
ومحتقرٍ لدين الله وأهل الدين.. يبغضهم..
..
قليل العلم والأدبِ..
..
أم نادوا.. لعبدِ منصبِه.. وعبدِ الحزب.. أم نادوا لمنقسمِ..
..
وهل لاقوا بأرض الخير غايتهمْ..
..
ومن - ولوْ ماتوا- يُـعزّ لهم هامتهمْ..
..
ومن - وإنْ ماتوا- يرفع رايتهمْ..
..
فلا والله ما لاقوا .. - حاشى الله - من ناصرٍ..
..
ولا معتصمِ
..
والطفل الباكي.. يحد النبل.. عاهدني.. وأيم الله لن يغدو بمنهزمٍ
..
والصحفي الأبله يهزأ بي..
..
وبه..
..
فكأنما رام المحال من الطلبْ
..
..
جدار الظلم.. وباب الذل.. وهل بالناس من صممِ.. بنا الصممُ
..
جدار القهر.. هل عاينت سطوته..
..
عسى بالله ينهدم..
..
وكم قاسى أحبتنا.. وكم عزلوا وكم جاعوا.. وكم بردوا.. وكم حرموا..
..
باب الذل.. بل أبواب.. وأبواب.. عسى بالله تنعدمُ
..
يُداس العرض يا أحرار.. يا أسفي
..
أبَعد العرض ما يُحمى بذي الدنيا؟؟
..
أيحيى الحرّ يا أحرار..
..
أيحيى الحر يا أحرار.. إن نالوا من الشرفِ..؟؟
..
..
والطفل الباكي.. غدا رجلا.. سويّ الدرب.. ما زلت به قدمُ
..
والصحفي ألقى بعدّته..
..
فما تجديه أوراق.. ولا صور.. ولا قلمُ
..
تهتز الأرض من تحتي.. يزلزلها.. بنو الأحرار.. أهل الدين.. إذ قدِموا..
..
واهتزت الدنيا.. بأجمعها.. غضبٌ لدين الله.. غضب لذاك العرض.. غضبٌ غضبْ..
..
يُنال النّصر.. - قال الطفل - بالتوحيد والتقوى ثم العلم والعمل..
..
فأين الدين والتوحيد والتقوى.. أين العلم.. أين العمل..
..
فـمن مِنَّا ..
..
بهذا الزاد ينتصرُ..
..
ومن مِنَّا ..
..
بهذا الزاد ينهزمُ؟؟
..
..
..
...
|
من بذا زاد يسمى منهزم
و غيره سمي الإنهزام نكسة
و الخضوع سياسة
لن ينهزم من قلبه لله سلم
من سلاحه رشاش و قلم
..................................
أخي الفاضل ما هذه الروعة هنا
دوما تأتي بأروع الكلام جعلتني أدمن الحرف و أنبش عن مكامن المعاني هنا
دام هذا النزف هنا
دمت في حفظ الرحمان
سلام