منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هل الرجولة في الصمت
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-10-16, 15:21   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
عابر بلا زاد
عضو جديد
 
إحصائية العضو










B18

الحمد للإله ذي الجلال، و شارع الحرام و الحلال، حمدا لمن أرسل خير مرسل إلى خير أمة بخير الملل.
و الصلاة و السلام على المصطفى و على آله و أصحابه أولي الفضل و الوفا و من بهديهم اقتفى
وبعد إخوتي و أخواتي

رأيت أ ن كثيرا لم يفقهوا قولي و أساءوا فهمي فرموني بالمبالغة ، و رأيت أن أردف بكليمات لأجلّي بعض ما كتبت من قبل.

و قبل ذلك كله، دعوني أضرب لكم مثلا ثم نسقطه إسقاطا على موضوعنا عسى أن يتم به المبنى و يتضح به المعنى. يُروى أن رجلا من بلاد العجم جاء إلى بلاد المسلمين و لما رأى حالهم من التفريط في دينهم عبّر عن ذلك بقوله: وجدت المسلمين و لم أجد الإسلام. و أريد منكم أن تستبدلوا كلمة الإسلام بكلمة الحب، فتحصلون على الآتي: وجدت المتحابين و لم أجد الحب. فهل أخرج الرجل بقوله هذا المسلمين من دائرة الإسلام إلى الكفر؟ أبدا، بل قصد بأنهم ضيعوا و فرطوا، و بأن حالهم فيها الكثير من المخالفات لدينهم في أفعالهم و أقوالهم بل و حتى في عقائدهم. وهذا عين ما قصدت بما أسلفت من القول.

ثم نعود إلى الموضوع (و الذي هو الحب بين الزوجين، لأن معنى الحب هو أوسع من ذلك بكثير)فنقول: إذا حكمنا على الأزواج بالمعنى العام للحب، فسنجد بأن المتحابين منهم كثيرو كثير جدا بل و أكثر من الكثير، فنمثل الحب هنا بدائرة كبيرة وسطها دائرة ثانية أصغر و في الوسط تماما هناك دائرة أخرى صغيرة جدا، فالمتحابون بالمعنى العام كما فهمه عامة الناس هم في الدائرة الكبيرة و هم كما أسلفت كثيرو كثير جدا بل و أكثر من الكثير، و أما الذين لم يقفوا عند مجرد الشعور بالحب تجاه الآخر (وهذا الشعور هو مما فطرنا الله عز و جل عليه، قال تعالى ﴿و جعل بينكم مودة و رحمة﴾)، بل تعدّوه إلى القول و الفعل فهذا أعلى مقامات الحب و أسماها، و هؤلاء فقط هم الذين يسمح لهم بالدخول إلى الدائرة الصغيرة، و هؤلاء هم من وصفتهم بقولي قليل و قليل جدا بل و أقل من القليل.

فإذا بانت لكم الصورة و اتضحت الفكرة، فنعود إلى ما فتحت الأخت هذا النقاش من أجله بقولها "ولكن بعد الزواج تسكت ولانسمع لاحديثك العادي ولا كلامك المعسول الذي كدنا ننساه واصبح كلامك منحسر بين واش كشما توصي لما تخرج والسلام عليكم كانش جديد لما تدخل .........ام انك لا تطعم السمكة بعد صيدها" ، فأدعوا كل واحد منكم أن يطرح على نفسه بعض الأسئلة البسيطة ثم ليجب نفسه بنفسه بكل صدق و أمانة و لينظر بعد ذلك في أي دائرة سيضع نفسه و يرى إن كان يطعم السمكة بعد صيدها، و هناك سيتبين من بكى ممن تباكى، وقديما قيل: لسان الحال أنطق من لسان المقال. و الشرط الأساس أن تكون قد فعلت لذلك من دون مناسبة و لغير حاجة في نفس يعقوب.
منذ متى لم تغازل زوجتك بذلك الكلام الحلو المعسول الرومانسي الجميل؟ و هو من الضروري الذي ترغبه كل زوجة بشكل دائم و مستمر كحاجة السمكة إلى الطعام (وهو الماء المورود و البيت المقصود في هذا الموضوع)
منذ متى لم تحضر لها هدية و لو كانت زهيدة الثمن؟ لأن الزوجة تهمها الهدية أكثر مما تهمها القيمة
منذ متى لم تجلس يوما في البيت و تساعدها في القيام بأموره من نظافة و طبخ و ما إلى ذلك؟ إن كنت قد فعلت يوما
منذ متى لم تتزين و تتطيب لزوجتك و أنت بصحبتها في البيت؟
و منذ متى...
و منذ متى...

أمور كثيرة بسيطة في الظاهر، سهلة في التطبيق، لا يتسع المقام لسردها كلها، و هي في وسع كل زوج ولو كانت مشاغله كثيرة، ولكننا فرطنا و ضيعنا فالله المستعان و عليه التكلان.









رد مع اقتباس