الكلمات / المفاتيح:
• الماركسية التحليلية: تعني هذه اللفظة تيارا فكريا ظهر في نهاية الثمانينيات بالبلدان الأنجلو سكسونية. ومشروعها يتمثل في تطبيق معايير الفلسفة التحليلية على النظرية الماركسية، أي غربلتها بغربال العلم بتنقيتها من العناصر الإيديولوجية والفلسفية.
وهذا يعني بالنسبة لـ ج. إيلستر، أحد زعماء هذا التيار، التخلص من الشروح الوظيفية النزعة (الدولة أداة في خدمة الطبقة المسيطرة) التي تستدعي منطقا ديالكتيكيا (التناقض بين علاقات الإنتاج وقوى الإنتاج هو محرك التاريخ)، أو مفاهيم جماعية النزعة (الطبقات متصورة كفاعلين متجانسين واعين). إن منهج الفردانية الميثودولوجية وحده بالنسبة لإيلستر (المنطلق من الأفراد ومنطق أفعالهم) كفيل بالتفسير العلمي للوقائع الاجتماعية.
لقد رام منظرو الماركسية التحليلية إقامة ضرب من التركيب والحوار النقدي في ما بين ماركس ونظرية الألعاب: نظرية العدالة لدى راولس. الوجوه الكبرى والبارزة في الماركسية التحليلية هي: جيري. كوهن "نظرية التاريخ لدى كارل ماركس" (1978)؛ جون إيلستر "عملية إضفاء المعنى في الماركسية" (1985) (الترجمة الفرنسية: "كارل ماركس، تأويل تحليلي" puf، 1989)؛ إريك. ورايت "طبقات" (1985)؛ جون رومر: "النظرية العامة للاستغلال والطبقات" (1983) و"الماركسية التحليلية" (1986)؛ فيليب فان بارييس "ما هو المجتمع العادل ؟" (1992).
• الفلسفة التحليلية: مدرسة فلسفية ظهرت بإنجلترا خلال الثلاثينيات، وتدعى أيضا فلسفة اللغة، وهي قريبة من المنطق الصوري واللسانيات لدى برتراند راسل، ج. إ. مور ولودفيغ ج. فتجنشتاين، والفلسفة التحليلية ترفض الزعم بمعرفة العالم أو العثور على حقيقة كونية، وهي تهتم بدل ذلك بقضايا اللغة. إن القضايا "التحليلية" هي قضايا منطقية تحمل على اللغة بخلاف القضايا التركيبية التي تحمل على الوقائع. وتحليل القضايا اللسانية يمكن في نظر التيار التحليلي من زيادة المعرفة من خلال توضيح معاني اللغة. والفلسفة التحليلية ممثلة بإنجلترا من طرف "مدرسة أوكسفورد": جون ل. أوستين (1960-1911)؛ جيلبير ريل (1976-1900)؛ ألفريد جولس آيير (1989-1910).
• نظرية العدالة: نشر سنة 1971، وقد حقق هذا العمل الكبير للفيلسوف الأمريكي جون راولس (المزداد سنة 1921) تأثيرا استثنائيا على الفلسفة الأنجلو سكسونية. وهدف هذه المحاولة الفلسفية السياسية والأخلاقية هو تأسيس عقد اجتماعي عادل، أما منهجه فيتمثل في الانطلاق من وضعية افتراضية يكون فيها أفراد أحرار و وحيدون مكلفون بتحديد قواعد مجتمع قيد البناء مع جهلهم كل شيء عن المكانة التي سيحتلونها في هذا المجتمع. ولأنهم موضوعون هكذا تحت "غشاوة الجهل" فإنهم لن يستطيعوا الاختيار انطلاقا من مصالح خاصة. وانطلاقا من وضعية كهاته استنتج راولس أن كل إنسان سيروم نحث النظام الأكثر عدالة والأكثر إنصافا ما أمكن. ويستجيب هذا النظام لمبدأين اثنين:
1. "مبدأ الحرية" الذي يؤكد المساواة في الحقوق عند التمتع بالحريات الأساسية؛
2. "مبدأ الاختلاف" الذي يتسامح مع الفوارق، لكن في ظل شروط معينة: أن تؤمن المساواة في الحظوظ وأن يجهد المجتمع ذاته ما وسعه الحال في تحسين ظروف الأفراد الأكثر حرمانا وخصاصة.
لقد صيغت العديد من الانتقادات التي وجهت لجون راولس ونظريته في العدالة؛ فعن يساره واخذه الجماعيون على كونه جعل من الفرد القاعدة الأولى للمجتمع وعلى تقليله من شأن دور الخلايا القاعدية الذي تلعبه الجماعات من وجهة نظرهم. وعلى العكس من ذلك واخذه عتاة منظري الليبرالية على كونه برر السياسات الاجتماعية التي تذهب في غير طريق الليبرالية. وقد تشبث راولس بالرد على هذه الانتقادات في "الليبرالية السياسية" (الترجمة الفرنسية بنفس العنوان، 1993).
• نظرية الفعل التواصلي: يشكل هذا العمل المنشور سنة 1981 مآل العمل الذي انصب على "إعادة بناء نقدية للمادية الديالكتيكية" والمنجز من قبل "الوريث الطبيعي" لمدرسة فرانكفورت؛ السوسيولوجي الألماني يورغن هابرماس (المزداد سنة 1929). المساهمة الرئيسية لإعادة البناء هاته تقيم في نقد مفهوم الهيمنة؛ فغياب علاقة الإكراه تفترض قل أي شيء حسب هابرماس "تواصلا بدون إكراه" أو أيضا "وضعية مثلى للكلمة" حيث يقبل الأفراد بإخضاع آرائهم لعمليات حجاج متنافسة. وفي المجتمعات المعاصرة الموسومة بتوسع الإدارة النظامية واقتصاد السوق، فإن الحفاظ على "فضاءات للتفاهم المشترك" (ومن ضمنها العائلة) يشكل حسب هابرماس الوسيلة الأفضل لمقاومة فقدان الأمل.