السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، يقول تعالى في سورة الرحمان" يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا، لا تنفذون إلا بسلطان" وقد أجمع أهل العلم عامة على أن المقصود بالسلطان في هذه الآية هو سلطان العلم، ولا يمكننا الحديث عن العلم دون ربطه بالعقل وخياله الذي لا ينتهي، والذي أوصل الإنسان إلى ما لم يكن يحلم به الإنسان القديم الذي سعى بكل ما يملك لتطوير إمكاناته قصد تسهيل أمور حياته على مر العصور، وإنني لأعجب لصاحب الموضوع الذي يصر على أن إنسان هذا الزمن ضعيف، ويحق لي في هذا المقام أن أتساءل: هل التواصل مع أي كان في كل بقعة من أقطار الأرض بواسطة الهاتف الذي اخترعه الإنسان يعتبر ضعفا؟؟ وهل السفر بالطائرة أو بأية وسيلة نقل متطورة مع ما توفره من اختصار للوقت والجهد إلى أي مكان في المعمورة يسمى ضعفا؟؟؟؟ وهل الإطلاع على الأخبار والمستجدات الطارئة في كل بقعة من الأرض بواسطة الهوائي المقعر الذي اخترعه الإنسان يعتبر ضعفا؟؟؟ ثم هل التواصل والبحث عبر شبكة الأنثرنت التي اخترعها الإنسان والتي جعلت من العالم قرية صغيرة يعتبر ضعفا؟؟؟ وأسأل صاحب الموضوع: كيف كنت ستتمكن من مناقشة موضوعك هذا لو لم تتوفر لك هذه الوسيلة (الأنثرنت طبعا)التي اخترعها الإنسان؟ هل تسمي هذا ضعفا؟؟
أما إن كنت تقصد ضعف الأبدان مقارنة بالإنسان القديم فإنني أوافقك الرأي ولا أرى من يخالفك في ذلك، وأما إن كنت تقصد أمرا آخر مما ذكرت فيأسفني أنك على خطأ، وأرجوا تقبل رأيي بكل رحابة صدر، تحياتي.