اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابر بلا زاد
الحمد لله رب السماوات العلى، خالق الزوجين الذكر و الأنثى، خلق الإنسان من نفس واحدة وخلق منها زوجها ليسكن إليها و جعل بينهما مودة و رحمة، و أصلي و أسلم على الحبيب المصطفى ، الذي أرسله الله بالهدى ، القائل <<خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي>>
و بعد
فأستسمحكم إخوتي و أخواتي لأدلي بدلوي فيما ليس لي فيه كثير علم، و أستعين الله في كليمات عسى أن ينفعني الله و إياكم بها على قلتها و هزال محتواها فما وافق الحق منها فهو من الله وما حاد عنه فهو من نفسي ومن الشيطان، فعلى الله التكلان.
أختاه هذا هو الحال و للأسف الشديد في جل بيوتنا إن لم أقل في كلها، يموت الحب و يدفن في ليلة الزفاف فإنا لله و إنا إليه راجعون. ومن يستمر معهم أكثر من ذلك قليل و قليل جدا بل و أقل من القليل. و أهم الأسباب في ما أرى و الله أعلم هو نقص ثقافة الحب إن لم نقل انعدامها في مجتمعنا. ولما لم يكن لدينا أي علم في هذا الباب، جاءنا الإعلام الغربي و الإعلام المتشبه به على أيدي بني جلدتنا فهجم على البقية الباقية فينا و خيلت إلينا الأفلام و المسلسلات منذ زمن غير بعيد أن الحب ليس هو إلا تلك العلاقات المحرمة غير الأخلاقية، فشوهت كلمة الحب في وجداننا حتى خيل إلينا أنها كلمة قبيحة بل و قد نستحي من ذكرها و ليتنا وقفنا هنا بل رحنا نتبعها حتى استسلمنا لهذه الثقافة الدخيلة فهلكنا و أهلكنا أولادنا، و إن كنا بالأمس نتفرج فقط فحال أولادنا و بناتنا اليوم أدهى و أمر.
أعود إلى جادة الموضوع مرة أخرى فأقول، التحجج بالظروف هو عذر أقبح من ذنب، و تعالوا أضرب لكم مثلا يعرفه الخاص و العام منكم، و و الله لن تملكوا معه إلا أن ترضوا بما أقول و تسلموا تسليما، و تروا أن الظروف القاسية لم تضعف هذا النموذج الراقي في الحب بل كانت سببا في تزكيته و السمو به. فبالله عليكم أينا اليوم يحمل من الهم ما حمل محمد صلى الله عليه و سلم يوم كان يحمل هم الدعوة إلى الله، فكانت زوجته و حبيبته أمنا خديجة رضي الله عنها و أرضاها سندا له حتى ماتت و هي معه إذ كان محاصرا في الشعاب و تركته و هو ما يزال في شدة، فهل نسيها حين كان في الرخاء و هو بالمدينة حين قالت عنها أمنا عائشة رضي الله عنها كلاما فغضب صلى الله عليه و سلم و قام ينتصر لها و قال <<و الله ما أبدلني الله خيرا منها...>> الحديث. لله ما أعظم محمدا و ما أكرمه و أوصله. ماذا أقول إن وصفت محمدا، عجز البيان، فعليه الله صلى و عليه الله سلما. و في قصة القلادة التي أرسلتها ابنته زينب في فداء زوجها عبرة لأولي الأبصار
و قد يتوهم البعض أن إظهار الحب بين الزوجين للأولاد عندما يكبر المرء هو قلة حياء، و هذا عين الخطأ الذي وقعنا فيه من قبل بل إن ذلك مما يجعلهم يدركون أن هذا هو الحب الحقيقي، فتتأسس حقيقته لديهم و تجعلهم أكثر بعدا عن الأفكار الدخيلة على الحب في مستقبلهم.
إخوتي و أخواتي، هناك تصرفات بسيطة في ظاهرها لها عظيم النفع في إحياء الحب و الحفاظ عليه ليس هذا موضع بسطها و إلا صار جوابي طويلا و مملا و بوسع كل إنسان الرجوع إليها ليعطي لحياته طعما و يجعل لها لونا ويكسبها معنا. وليس الأزواج وحدهم المقصرون في هذا الباب بل الزوجات أيضا لهم نصيب في الموضوع، فلا تحاولن أن تلقين اللوم كله على الرجل و تجعلنه المتهم الوحيد في القضية.
و أعتذر إليكم مرة ثانية و ليست أخيرة لهذا الكلام الذي على طول مبناه قليل محتواه
و السلام عليكم
|
عذراً أخي الكريم لقد بالغت في ردك و ذهبت بعيداً في تحليلك
لا أدري كيف تتجرأ و تحكم على أن جميع البيوت في الجزائر خالية من مشاعر الحب و المودة ؟
لم ينقص كلامك إلا أن تقول الأزواج و الزوجات المتحابين يُعدون على الأصابع !